[rtl]نظرية فالون في النمو المعرفي:[/rtl]
[rtl]ينطلق هنري فالون من أسس محددة في تفسير النمو العقلي، فهو يرى أن هذه العملية ما هي إلا الانتقال لتفكير الطفل من حالة الضعف والتفكك إلى حالة الاستقرار والنضج خلال مراحل معينة، ويذهب فالون إلى أن التقدم في التفكير عند الطفل يجعله ينتقل من مرحلة إلى التي تليها، ومن بنية عقلية إلى بنية عقلية من نوع آخر.[/rtl]
[rtl]إن مراحل النمو عند فالون تتميز بكونها تتصف بالسكون الذي تعقبه قفزات ووثبات في النمو، ويعرف كل واحدة من هذه القفزات بالأزمة على أنه في كل مرحلة جديدة تظهر وظائف عقلية لم تكن موجودة في المرحلة السابقة.[/rtl]
[rtl]إننا إذا قلنا بالسكون الذي يعرفه النمو العقلي عند الطفل قبيل كل مرحلة فإننا نعترف بالتوقف وهذا أمر يدعو إلى الريبة لأن ما يحدث أثناء النمو العادي هو تباطؤ في جانب وسرعة في جانب آخر. أما الأزمات التي يرى فالون أن الطفل يتعرض لها حين انتقاله من مرحلة إلى أخرى فإنها من المقولات التي تدعو إلى مزيد من البحث.[/rtl]
[rtl]نظرية برونر في النمو المعرفي:[/rtl]
[rtl]يختلف برونر عن فالون في الأسس التي ينطلق منها في دراسة النمو المعرفي للطفل بحيث بحث برونر طرق تمثيل لخبراته داخليا، وطرق تخزين التمثيلات واسترجاعها، ويرى أن عمليات النمو المعرفي للطفل تتميز بما يأتي:[/rtl]
[rtl]أ-يتعلم الطفل أثناء النمو المعرفي فصل المثيرات عن الاستجابات.[/rtl]
[rtl]ب-يتوقف النمو المعرفي على تطوير عملية تخزين داخلية ومنظومة معالجة المعلومات.[/rtl]
[rtl]ج-تتضمن عملية النمو المعرفي قدرة متزايدة على مخاطبة الذات والآخرين عبر وسيط رمزي، وذلك في التحدث عن النشاطات والأفعال الماضية والمستقبلية.[/rtl]
[rtl]د-اللغة مفتاح النمو المعرفي، فمن خلالها يستطيع الفرد أن يفهم تصورات الآخرين للعالم الخارجي، وأن ينقل تصوراته إليهم.[/rtl]
[rtl]وهناك ثلاث مراحل لعمليات التمثيل التي يتطور خلالها النمو المعرفي للطفل، هي:[/rtl]
[rtl]1-مرحلة التمثيل العملي: وهي المرحلة الحسية-الحركية، ويحدث النمو المعرفي أثناءها من خلال العمل والفعل، ويتعرف على الأشياء والموضوعات المحيطة به خلال ما يقوم به من أفعال حيالها، كاللمس والحك.[/rtl]
[rtl]2-مرحلة التمثيل التصوري: يحدث النمو المعرفي أثناء هذه المرحلة عبر التصورات البصرية، إن هذه المرحلة مشابهة للسنوات الأولى من مرحلة ما قبل العمليات عند بياجيه.[/rtl]
[rtl]3-مرحلة التمثيل الرمزي: يحدث النمو المعرفي في هذه المرحلة عبر الرموز والأشكال، ويتم خلالها تمثيل العالم الخارجي عن طريق اللغة حيث تستخدم الرموز اللغوية في التفكير.[/rtl]
[rtl]و لب نظرية بياجيه يتلخص فيما يلي:[/rtl]
[rtl]أ-أنها نظرية توليدية (Genetic) في قولها بأن العمليات العليا تنجم عن آنيات بيولوجية لها جذورها في نمو الجملة العصبية للفرد.[/rtl]
[rtl]ب-وهي نظرية نضجية(Maturational) وذلك لأن بياجيه يعتقد أن عمليات تكوين المفاهيم تتبع نمطا غير متغير و من خلال مراحل واضحة تبزغ أثناء مراحل العمر.[/rtl]
[rtl]جـ-وهي بعد نظرية هيراركية(Hiererchcal) و ذلك لأن المراحل التي يقترحها بياجيه يجب أن يختبرها الفرد و يمر بها وفق ترتيب معين تمر به المرحلة تلو الأخرى.[/rtl]
[rtl]و يرى بياجيه أن ثمة ثلاثة عوامل ذات أهمية خاصة في تأمين ظهور مراحل النمو العقلي من أهمها:[/rtl]
[rtl] -العوامل البيولوجية المسئولة عن انتظام المراحل التي يفترضها وحتميتها، مثلها في ذلك مثل ما نراه من ظهور الصفات الجنسية في مرحلة معينة من نمو الصبيان و البنات قبل بلوغهم المنقولات التربوية و الثقافية التي تعتبر مسؤولية-بحسب رأي بياجيه-عن الفروق في الأعمار الزمنية التي تظهر فيها المراحل عند مختلف الأفراد."الفاعليات (Activities) التي يمارسها الأطفال في نموهم الذاتي.إن الفاعلية الحركية الذاتية للطفل ضرورة أساسية -في نظر بياجيه- لنموه العقلي.[/rtl]
[rtl]هذا،و يتجلى اهتمام بياجيه السابق بالبيولوجيا و المنطق في استعماله الواسع للمصطلحات التقنية المستعملة في هذين اللمين و لذلك، فإنه لابد لنا من تحديد بعض هذه المصطلحات قبل أن نمضي في وصفنا لنظريته النمائية.[/rtl]
[rtl]في الأيام الأولى من الحياة يستجيب الرضيع إلى ما يحيط به من الفاعليات الإرتكاسية(Reflexd Condetion) و هي فاعليات غير مكتسبة. و بعد برهة وجيزة، ينمو الرضيع ليتجاوز الإرتكاسات و يبدأ بالاستجابة إلى ما يحيط به بطريقة تحملنا على الاعتقاد بوجود سلوك قصدي لديه. إنه يبحث حلمة ثدي أمه، و هو يلتقط الأشياء التي تلامس راحتي كفيه و تبدأ الحركة العامة لجسده بإظهار علامات تدل على التناسق. و يسمي بياجيه هذه الأفعال التي تصبح منتظمة في أنماط سلوكية بالمخططات(Schemata). .هذا ونرجو أن يلاحظ القارئ أن مفتاح تكوين المخططات هو الفعل،فعل الطفل الصغير في محاولة تكييف نفسه مع مطاليب محيطه. و متى ظهر المخطط، فإنه يتوجه إلى المواقف الموازية المماثلة و كأن الأمر أمر انتقال في التدريب.و مثال ذلك ، أن حركة الذراع و الالتقاط ثم الرفع باتجاه الفم إنما هي حلقات من" الفاعلية " تحدث من قبل الطفل باتجاه الأشياء التي تقع في متناوله.[/rtl]
[rtl]إن الفاعلية الموصوفة في المقطع الأخير، فاعلية تمثل مفاهيم جديدة من أجل تكوين" مخططات" جديدة أو التوحيد بينها في مخطط جديد[/rtl]
[rtl]إن برونر وبريانت يضعان التشديد الأكبر على الخبرة، مخالفين بياجيه فيما قاله. وهما يريان أن ثبات المراحل هو نتيجة لثبات الحضارة في أنماط تربية الطفل أكثر منه أمرا وراثيا غير متحول في مراحل النمو وتتاليها. ولكن يجب أن نعترف أن البرامج التربوية التي حاولت تسريع النمو لم تعط حتى الآن سوى نتائج ثانوية لم تنقص مراحل بياجيه وتتاليها.[/rtl]