05 مارس 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تعني الذرّيّة مذهب من "يرى أنّ المادّة مكوّنة من ذرّات؛ أي من جسيمات صغيرة للغاية، وهي جسيمات صلبة لا تتجزّأ" (سعيد، 1994، ص 208). وقد شهدت النزعة الذرّيّة تطوّرا عبر التاريخ انطلاقا من صيغتها الأولى في الفلسفات الهنديّة القديمة مع النيايا والفايسيشيكا مرورا بالفلسفة اليونانيّة حيث بدت أكثر تماسكا واكتمالا مع لوسيب وديمقريطس وأبيقور، لتتّخذ صبغة علميّة بدءا من القرن السابع عشر وتصبح أساس كلّ تفسير علمي فيزيائي لبناء المادة، رغم أنّ العلوم اليوم تطوّرت ولم تعد الذرّة الجزء الأصغر الذي لا يتجزّأ.
ويطلق لفظ الذرّيّة على مذهب الذرّات الرياضيّة أو الذرّيّة الفيثاغوريّة "التي تجعل الموجودات مؤلّفة من نقاط رياضيّة ليس لها امتداد، كما يقصد به الذرّيّة الميتافيزيقيّة أو مذهب الذرّات الروحيّة (أو الموناديّة) عند لايبنتز، ويطلق أيضا على الذرّيّة البسيكولوجيّة القائلة بأنّ جميع الظواهر النفسيّة تنحلّ إلى عناصر بسيطة أو إلى عنصر بسيط واحد. وكذلك تدرج ضمن هذا اللفظ الذرّيّة المنطقيّة مذهب رسّل وفيتغنشتاين وغيرهما و"مفادها أنّ المعرفة هي كلّ متكوّن من قضايا ذرّيّة ترتبط بعضها ببعض بعمليّات منطقيّة كما يستدلّ أصحاب هذه النزعة على بناء العالم بواسطة المماثلة مع النمط المنطقي للمعرفة، باعتبار أنّ العالم بأسره هو كلّ من الوقائع الذرّيّة" (سعيد، 1994، ص 209).
انظر:
-سعيد، جلال الدين، (1994)، معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة، تونس: دار الجنوب للنشر.
-صليبا، جميل، (1982)، المعجم الفلسفي، بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة، ج1، ص ص 589-590
البحث في الوسم