26 فبراير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:الديمومة هي الزمان، تسمّى مدّة في حال أطلقت على الزمان المحدّد، ودهرا إذا قصد بها الزمان الطويل، وقد تطلق الديمومة أيضا على جزء من الزمان المطلق، وتكون حينئذ زمان فعل أو زمانًا فصلاً بين فعلين، ويكون الزمان المطلق محيطا بها إحاطة الكلّ بالجزء.
وقد جرت العادة منذ برغسون على المقابلة بين الديمومة والزمان، باعتبار أنّ الديمومة هي الخبرة المعيشة للزمان، في حين أنّ الزمان الخارجي هو زمان مجرّد وقابل للقيس والتحديد؛ بمعنى أنّ الديمومة تطلق على الزمان النفسي أو الداخلي؛ أي الزمان الواقعي ومن ثمّ تدخل في مقولة الكيف لا الكمّ، وهي متجدّدة دون انقطاع. ويقتضي الكشف عن الديمومة أو الزمان الحقيقي الذي يعيشه الإنسان ويحسّه الانعزال عن العالم الخارجي والاتجاه إلى الداخل لمعاينة الحالة الباطنيّة في تعاقبها واستمراريّتها. فالديمومة حقيقة نفسيّة وذاتيّة، يمكن اختبارها مثلا في حالة الانتظار ونفاد الصبر كأن تبدو لنا ساعة من الزمن الموضوعي طويلة جدّا، في الوقت الذي تبدو فيه لشخص آخر قصيرة جدّا، إذا كان يستشعر نوعا من السعادة.
انظر:
-سعيد، جلال الدين. (1994). معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة. تونس: دار الجنوب للنشر. ص ص 199-200
-صليبا، جميل. (1982). المعجم الفلسفي. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة. ج1، ص 571
-لالاند، أ. (2001).
موسوعة لالاند الفلسفية. (خليل أحمد خليل، مترجم). (ط.2). بيروت- باريس: منشورات عويدات. مج1، ص