** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ليكن ما يكون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمية
مرحبا بك
مرحبا بك
سمية


عدد الرسائل : 133

الموقع : سرير الحبيب
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

ليكن ما يكون Empty
14072010
مُساهمةليكن ما يكون

عد رحلة عمر طويل في عالم اللصوصية والسرقة والنصب
والاحتيال والاغتصاب وخطف السيارات والتزوير والنشل قرر اللص نشال التوبة
عن هذه المهنة الدنيئة والمهينة التي جعلته محل ازدراء واحتقار من كل سكان
منطقة الجبل الأحمر، هذه المنطقة التي تخرج منها الطبيب والطيار والمهندس
المعماري والمحاسب القانوني والأستاذ الجامعي والقاضي والمحامي ومن لم ينل
حظه من التعليم والشهادة الجامعية نال من السمعة الطيبة والعمل الحسن ما
جعله محل احترام وتقدير جميع الأهالي ومن تبقى إن لم يكن محل إشادة وتقدير
فهو ليس محل كراهية وازدراء.
وحده نشال شذ عن هذه القاعدة والتحق بشلل النصابين والمحتالين واللصوص
وأصبح من بين أصحاب الملفات المتضخمة في مراكز الشرطة ومكاتب البحث
الجنائي، ووحده لم يكن قط محل رضا ولا ترحاب الأهالي الذين ينتمي إليهم
نسباً وتاريخاً ودماً ولحماً، وهو ما ظل يثير ألمه وجعله يحس بالدونية
والعزلة مهما تظاهر بعدم اهتمامه بهذا الأمر.
اليوم وبعد رحلة طويلة بين التردد والحسم وبعد عزوف متقطع عن جرائم النشل
والخطف والاعتداء قرر النشال أن يحسم أمره ويذهب إلى أقرب مركز شرطة ليسلم
نفسه ويعترف بكل الجرائم التي ارتكبها معلناً عن توبته النهائية وطلب الصفح
أو على الأقل تخفيف العقوبات التي من الممكن أن تصدر ضده.
عندما سلم نفسه لشرطة النجدة المرابطين في الجولة القريبة من اللوكندة التي
ينزل فيها سأله قائد المجموعة عن نوع الجرائم التي ارتكبها، فأجاب دئثوث:
ـ هناك جرائم قتل وهناك جرائم نشل وخطف واغتصاب واعتداء وسرقة سيارات
وتزوير مستندات وبيع وشراء مخدرات. . . .
ـ آسفين . . . هذا ليس من اختصاصنا، شف الشرطي الذي قدامك.
وأشار إلى رجال شرطة المرور الذين كانوا ينظمون حركة مرور السيارات
المزدحمة على الجولة من الجهات الأربع.
اتجه النشال إلى أحد العسكريين مجتازاً زحمة السيارات وشرح له الأمر فسأله
العسكري عن نوع الجرائم التي كان يرتكبها فأوضح له طبيعتها.
ـ متأسفين (قال العسكري، وكان مشغولا بمتابعة حركة سير السيارات) نحن
مختصين بالجرائم المرتبطة بحركة المرور . . مثل حوادث الصدم أو الدهس أو
تجاوز السرعة أو القيادة من دون رخصة أو الأرقام المزيفة. . روح مركز
الشرطة.
قال دئثوث:
ـ ولكنني قمت بسرقة العديد من السيارات.
ـ أعرف ذلك ولكن أغلب الجرائم لا تدخل في اختصاصي.
قال نشال لنفسه.:
ـ يا للحماقة؟ لقد أصبحت أتصور أن أي عسكري من الممكن أن يقبض عليّ لمجرد
أنني مطلوب ولم أعرف أن هناك اختصاصات. . .
. . . لم يتردد النشال بل ركب الميكرو باص المؤدي إلى أقرب مركز للشرطة
متأهباً لقبول أسوأ الاحتمالات، وبمجرد دخوله بوابة مركز الشرطة ومقابلته
لأول شرطي عرض عليه الأمر طالباً منه القبض عليه.
ـ آسف. . (قال له العسكري) أنا لست إلا حارساً للبوابة وإذا أردت القبض
عليك اذهب إلى ضابط النوبة.
ـ وأين هو ضابط النوبة؟
ـ أدخل المبنى وخذ اليمين وستجده في الغرفة الثانية؟
لم يكن نشال في غاية الطمأنينة فالتوتر ما يزال يسيطر على أعصابه، ولكنه
كان يقول لنفسه:
ـ أخيراً سأتخلص وإلى الأبد من عقدة الذنب ومن خوف مطاردة أجهزة الأمن
فسأسلم نفسي لضابط النوبة وليكن بعدها ما يكون.
ـ أنت ضابط النوبة؟ . . (سأل النشال العسكري الذي كان يقعد على الكرسي
المقابل للباب في الغرفة التي دلوه عليها).
ـ وماذا تريد من ضابط النوبة؟
ـ أريد أن أعترف له بكل الجرائم التي ارتكبتها وأسلم نفسي له؟
ـ وما نوع الجرائم التي ارتكبتها حضرتك؟. . (سأله العسكري وكان منشغلاً
بفتح علبة السجائر وإشعال سيجارة بعد أن أخذ غصن القات الغض ومسحه بين
الإبهام وإصبعين).
ـ جرائم مختلفة معظمها مرتبط بالنشل والسرقة والاختطاف، واقتحام بيوت وسرقة
السيارات.
ـ أولاً ضابط النوبة غير موجود . . راح يشتري قات، ثانياً هذه الجرائم ليس
من اختصاص ضابط النوبة بل من اختصاص البحث الجنائي. . إذا أردت القبض عليك
ينبغي أن تتجه إلى مكتب البحث الجنائي وهناك ستلاقي من يقبض عليك؟
ـ شكراً جزيلا ولكن أين البحث الجنائي؟
ـ البحث الجنائي في الطابق الرابع.
وهنا سارع نشال صاعداً السلم إلى البحث الجنائي ولم يفوِّت أي فرصة للسؤال
عن مقر البحث الجنائي، وعندما وصل إلى الطابق الرابع سأل أحد الجنود عن مقر
البحث.
ـ وماذا تريد من البحث الجنائي؟
ومرة أخرى يشرح دئثوث قصته كاملةً والغرض من مجيئه إلى هنا.
ـ ولذلك أنا أريد أن أسلم نفسي وأعترف لهم بكل ذنوبي؟
ـ ولكن البحث الجنائي لا يمكن أن يتعامل معك بهذه الجرائم كلها دفعة واحدة
فهناك قسم لجرائم السرقة وهناك قسم لقضايا المخدرات وآخر لانتهاك حرمات
المنازل ورابع لجرائم الاغتصاب وخامس للتهريب وسادس لتزوير المستندات
الرسمية وأنت تقول أنك ارتكبت كل هذه الجرائم فكيف تريدنا أن نتعامل معك؟
ـ وما الحل؟ تساءل النشال محتاراً.
ـ الحل أن تقابل مدير البحث شخصياً
ـ وأين هو مدير البحث؟
ـ في الطابق العلوي الغرفة الخامسة على اليمين ؟
ـ وهل أستطيع مقابلته الآن؟
ـ إذا كان موجود بالتأكيد يمكن أن تقابله أو على الأقل تقابل مدير مكتبه.
ـ شكرًا جزيلاً!
قالها ثم انطلق صاعداً إلى الطابق العلوي.
في الطابق الخامس من المبنى اتجه النشال صوب مكتب المدير العام للمباحث
الجنائية وهناك وجد ضابطاً برتبة ملازم أول سأله عن مدير المباحث فقال له
أنه غير موجود ولما سأل متى يمكن أن يقابله قال له الضابط أنه لا يدري وكل
ما يعلمه هو أنه غير موجود
ـ وأين مدير مكتبه إذن؟
ـ مدير مكتبه مسافر لعلاج زوجته؟
ـ وهل هناك من ينوب عنه في عمله ؟
ـ أنا أنوب عنه، هل من خدمة؟ تساءل الملازم.
وبدأ النشال يشرح قضيته التي سبق وأن شرحها عشرات المرات، فما كان من
الملازم إلا أن اعتذر عن قبول قضيته مقترحاً عليه أن يأتي في مطلع الأسبوع
القادم لمقابلة مدير المباحث شخصياً لأن قضية كهذه لا يمكن أن يتصرف فيها
إلا المدير.
وفي اليوم المحدد ذهب النشال لمقابلة مدير المباحث وكله أمل في إنهاء هذه
القضية التي أرقت عليه حياته وحولت أيامه الأخيرة إلى جحيم، ولكنه ما أن
وصل إلى مقر المباحث حتى وجد صعوبة في الوصول إلى مكتب المدير حيث عرف فيما
بعد إن المقابلات ممنوعة نظراً لوجود وفد أمريكي من F B I في زيارة ودية
للبلاد لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب. وقالوا له:
ـ تعال في مطلع الأسبوع القادم.
وكان الملل قد بدأ في التسلل إلى مشاعره ولكن ذلك لا يعني التراجع عن قرار
التوبة، غير أنه قرر أن يبحث عن التوبة في مكان آخر عله يفوز بالمغفرة
وينجو من العقاب فراح يرتاد المساجد ويؤدي الصلوات التي لم يكن قط قد أداها
طوال حياته. .
وفي كل مرة يذهب فيها للبحث عن مدير المباحث الجنائية يصطدم بمن يعيقه من
الوصول إلى هناك وعندما يشرح لهم قضيته يستغربون ولكنهم يقولون أن قضيته لن
يتولاها إلا مدير المباحث نفسه.
ـ اسمحوا لي إذن بمقابلة المدير أو اعتقلوني حتى يهدأ ضميري وتسكن نفسي؟
ـ قلنا لك المدير في الخارج، ذهب مع الوزير للتوقيع على اتفاقية تبادل
المطلوبين للعدالة مع الدول الشقيقة.
ـ يا جماعة أنا مطلوب للعدالة وأقدم لكم نفسي مجاناً بدون اتفاقية ولا سفر
إلى الخارج؟
ـ هل ستتركنا ننفذ أعمالنا أم ستدفعنا إلى احتجازك؟
قال له الضابط الذي كان يتولى قيادة الحراسة عند بوابة مبنى المباحث
الجنائية.
ـ أنا هنا لتحتجزوني وإذا ما احتجزتموني سأكون لكم من الشاكرين.
ـ جيب لي أمر من المدير وأنا مستعد أن أعتقلك.
ـ دعني أقابل المدير وستتأكد أنني على حق فيما أقول.
ولكنه رجع دون أن يقابل المدير الذي قضى شهوراً متواصلةً يبحث عنه.
اقتنع دئثوث أن الوصول إلى المدير ليس بالمسألة الهينة ولكنه لم يقرر
نهائياً عدم مواصلة البحث عنه غير أنه واصل ارتياد الجامع وقراءة وحفظ بعض
سور القرآن الكريم، وتزامن ذلك مع إطلاق لحيته وانتظامه في أداء الصلوات
والمحافظة على الاستقامة والهدوء والصدق والجدية في سلوكه العام وعلاقته
بالآخرين حتى غدا من الذين يشار لهم بالبنان في التقوى والزهد والتحول
الجذري من سلوك المعصية والرذيلة إلى التمسك بالورع والعفاف والفضيلة.
وذات صباح وعندما كان خارجاً من الجامع بعد أداء صلاة الفجر فوجئ دئثوث ومن
معه من المصلين بفرقة من قوات الأمن تحاصر المسجد من جميع الجهات يرافقها
طقم عسكري مزود بالأسلحة الرشاشة والقنابل المسيلة للدموع والكمامات
المضادة للغازات السامة.
ـ سلم نفسك يا دئثوث فالمكان محاصر من جميع الجهات.
قال له قائد الفرقة الذي تقدم منه وطلب منه تسليم نفسه بينما صوب بقية
أفراد الفرقة أسلحتهم صوب النشال ووضعوا أصابعهم على الزناد.
وعندما استنكر المصلون حادثة الاعتقال بهذه الطريقة المثيرة للفرع بين
الأهالي والمصلين خصوصاً ما قال له أحد الضباط أفراد الفرقة العسكرية:
ـ ألا تعلم أن هذا هو من كبار الإرهابيين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ليكن ما يكون :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ليكن ما يكون

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: