24 فبراير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:الصدفة هي الحادث المجهول العلّة عادة، وإن كنّا لا نظفر بتعريف جامع موحّد لها لدى الفلاسفة، ولعلّ أرسطو هو أول من عرّفها في قوله: "إنّه من الموجودات ما هو بالطبع، ومنها ماهو بالصناعة أو الفنّ، ومنها ما هو بالمصادفة؛ أي بالاتفاق والبخت" (سعيد، 1994، ص 347)؛ فالصدفة والمصادفة عنده تتمثّل في اللقاء العرضي أو العلة العرضية المتبوعة بنتائج غير متوقعة، تحمل طابع الغائية.
والصدفة تعني أيضا الأمر الذي يتعذّر تعليله وتفسيره، سواء بالعلل الفاعلة أو بالعلل الغائية. ولقد بيّن أنطوان كورنو (Cournot) أنّ الصدفة هي التزامن الممكن بين سلسلتين علّيّتين مستقلّتين أو هي التقاء حادثتين أو أكثر التقاء عرضيا لا يمكن تفسيره بالعلل المعلومة، وإن كان لكلّ حادثة من هذه الحوادث عللها المستقلّة الخاصّة بها.
فليست الصدفة إذن، عدولا عن قوانين الطبيعة، إنّما هي حدث طبيعي "يعجز العقل عن الإحاطة بشروطه المعقدة وعلله الكثيرة الاشتباك" (سعيد، 1994، ص 265).
انظر:
-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ص 329
-سعيد، جلال الدين. (1994). معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة. تونس: دار الجنوب للنشر. ص ص 265