17 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:يطلق مفهوم الاثنيّة في البحوث الانثروبولوجيّة على مجموعة بشرية ثابتة في التاريخ، وتشترك في الأصول والتقاليد واللغة والثقافة وأحيانا توحّدها السمات المورفولوجيّة نفسها؛ فالاثنيّة لا تستند إلى معايير بيولوجيّة، إنّما تستدعي معايير ثقافيّة أساسا (اللغة والتاريخ والعقائد والعادات وخاصّة حسّ الانتماء المشترك). ولتحقّق هذا المفهوم لابدّ من استحضار ثنائيّة (نحن/هم) لتبيّن التناقضات الصريحة والضمنيّة بين المجموعة المقصودة، وأيّة مجموعة أو فئة أخرى.
ولكنّ عديد الإثنيات تخرج عن هذا التعريف ولا تنسجم معه بصفة كلّيّة بالعدول عن واحد من مكوّناته، مثل اللغة؛ فبعض شعوب "بويل" في أفريقيا مثلا، تنحدر من أصول "سنيفو"، ولكنّها لا تتكلّم لغة بويل (دورتيه، 2011، ص17). ويصرّ عدد من الأنثروبولوجيين اليوم على "تحوّلات الشعور الإثني وبعده الأيديولوجي. ففي أفريقيا المعاصرة لا يعتبر الشعور الإثني مجرّد بقيّة من تقليد قبلي غامض، بل هو التجسّد المادي لموقف تاريخي" (دورتيه، 2011، ص17).
والفكرة الإثنيّة مازالت إلى اليوم معتمدة في بعض التنظيمات الإداريّة بعدد من الدول الأفريقيّة، مثل ما يقع في رواندا؛ فالهوتو والتوتسي يتكلمون لغة واحدة، ويشغلون الأرض نفسها، ولهم ثقافة واحدة، ولكنّ الحالة المدنيّة تستحضر فقط اثنيّة الأب وكذلك الشأن في الزايير.