** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 العزلة .. أبجدية الخلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نعيمة
فريق العمـــــل *****
نعيمة


عدد الرسائل : 360

تاريخ التسجيل : 14/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

العزلة .. أبجدية الخلق  Empty
15072015
مُساهمةالعزلة .. أبجدية الخلق

العزلة .. أبجدية الخلق 
   
  العزلة .. أبجدية الخلق  22222


العزلةُ مفردةٌ تفضي إلى التوحّد .
التوحّد في جَوهرِه عزلةٌ ..
ولكنْ ! هل العزلةُ نكوص ذات ، وتقهقر شخصية ، وتلاشي مقدرة ؟ .. أهي انحلال ، وهلع ، وهزيمة ، ووصول إلى درك الانتحار بحيث تريبنا المفردة فتخلق لدينا الخشية .. أم هي قرار جرأة ، وخلاصة تصميم ، وموقف شجاع ؟ .. تحدّ ، وتجاوز ، وخلق قويم ؟
أتُحتَسب العزلةُ محطةً خلفية للموهبة كي تجلس لتستعيد طفولتها فتروح تسوح في عوالم الأحلام التي تأخذ المنعزل إلى جزر الاكتشافات ليعود مُحمَّلا بأحجار الخلق الكريمة ؟
علّةٌ هي العزلةُ أم شفاء ؟! مشوَّشٌ هو المعتزِل أم في كامل الصحو ؟
أسئلة تدفع إلى ركوب زورق البحث في بحار الوجود الإنساني عودةً بما يُرضي أو يُرفض .. بما يجني القبول أو يحصد الجفاء .
في الفضاء الديني تُستبدل كلمة العزلة بمفردة “ الاعتكاف “ . والاعتكاف بتعريفه الروحاني (لزوم الشىء وحبس النفس عليه , خيراً كان أم شراً) ؛ وحبس النفس عزلة . لكن للاعتكاف مكانه ومحيطه إذ يتطلَّب ( لزوم مسجد لعبادةِ الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة) ، أي أن للاعتكاف غرضاً محدداً ، وانَّ للمعتكف صفةً خاصة.
في علم النفس يحذِّرُ العلماءُ أصحابَ الأحاسيس المُرهفة والذين لهم جذور غائرة في تربة القلق النفسي من العزلة . يعدّونها بابَ مواربةٍ على عالم الجنون .. يجدُ المرءُ القلِقَ في العزلةِ هروباً من المواجهة مع الآخرين . يجد فيها تناسل وتفاقم الأفكار النائية عن الواقع ، سابحة في بحر الرماد . يستعذبها أولاً فتقوده إلى الجنونِ أخيراً . يمكن عدَّها “ عزلة سلبية “ لغير صالح المعتزِل .
في عرف الخُلاّق العزلة بحثٌ جارٍ ، سواء بتأنٍّ هادىءٍ أو بجهدٍ مضنٍ ، عن خلقٍ له تميزه .. هي فضاء منفتح على التأمل . والتأملُ كينونةُ حُلُمية تتحاور معها الذات من أجل خلق جديد تُقبل عليه الذائقة الأخرى فتستمتعُِ ، فتنهَل ، فتعيش الأمل في عالم يُثبط في اغلب حالاته عزمَ الدواخل في حياة مُرتجاة ، ويكتم أفواه الجذل الذي يبغيه الإنسان ديدناً لعيشٍ متواصل . يُحسَب مثلُ هكذا نشاط “ عزلة ايجابية “..
يلتجىء البعض للعزلة ليفرغ ما في القلب من هموم محتشدة وما في الرأس من قضايا معقدة فيروح في ممارسة هي من عداد موهبة نائمة اضطر إلى تأجيلها وسط زحمة عمل يسرق منه لحظات التمتع معها وبها . كان ونستن تشرشل ينسحب من دخان المعارك ورسم الخطط وحلبة النقاش ليفرغ في عزلة مؤقتة دفين القلق وجرّارات الهموم إلى رسم لوحة يكون فيها الزيت المُداف بشغف الألوان وسيلةَ تبديد مُثلى وعامل انفتاح جديد ؛ إذ بعودته إلى ميدان عمله يدخل بصفاءِ بالٍ واستعداد خارق لمواجهةِ المواقف سهلها وأقساها ... وظلَّت تيريزا” في رواية كونديرا ( خفَّة الكائن التي لا تُحتَمل ) تلحُّ على زوجها “ توماس “ الطبيب الجرّاح الذي حوِّلَ إلى منظِّف زجاج النوافذ أن يهجرا العاصمة “ براغ “ وينعزلا في الريف “ الجيكي “ كإجراءٍ وقائي ضد قمع السلطة وعسَفِها بحقِّ مَن لا يُجاري أيدلوجيتَها ( يحدُث هذا تحت خيمة الأنظمة الشمولية التي تسحق التطلعات وتستهين بالكفاءات ) . عزلة ليست غيرها في ظل مثل تلك الأنظمة التي تغض النظر عن – بعض – نبضات فالتةً من قلب الحرية المُستَلَبة تصل قلوب عشّاقها لتهبهم أملاً في الحياة ولو بصيغة انزواء. يلتجىء الحيوان إلى العزلة بحكم الشيخوخة أو بفعل مرض .
الشعور بالاثنين يجعلانه ينأى عن الأعين في جحرٍ خفي فيموت ميتةً صامتة هادئة كأنه لا يريد أن يُفترَس من قبل عدو غادر ؛ والغابة تحمل المفاجآت وتحكمها شريحة البقاء للأقوى.
انزواء الحيوان منعزلاً في جحر ينتظر موته يذكّرني بشخص ( كوستا ) في رواية ( سيليا ) للروائي الفنلندي سيلانبا الحائز على جائزة نوبل للعام 1939 وهو يسترجع بذاكرته موت أبيه ( فهتوري ) في مخزن الغلال ميتةً صامتة سيموتُها هو ( كوستا ) في كوخه المنعزل بعدما يغدو عجوزاً ، وستموت ابنته ( سيليا) أيضاً بنفس الميتة الصامتة في عمر الواحد والعشرين في كوخ مرمي بطرف مزرعةٍ ؛ خادمةً عند مالكيها.
العزلة .. ضغط السياسة
السياسي : هو الشخص الخالِق للأحداث ، المثيرُ للجدل بما يطرح وما يدعو إليه .. هو الكينونةُ الراهصة على جدليةِ الحركة التي لا تعرف التوقف . ففي توقّفِه انعدام الجدل ، وتلاشي الأحداث . ومثل ما يثير في آرائه الوسطَ السياسي ويُديم الحركةَ برأيٍ فردي وصولاً إلى قرار جماعي فان أحد آرائه وقراراته الكبرى هو انعزاله ..
العزلة لديه تتكرس مفردة بصيغة قرار يتخذه حين تجف لديه مبررات نشاطه أو بتعبير آخر حين تُعاق خطى برامجه ويجد أن ثمة تابوات مهولة لا تتيح له تطبيقها .. يتخذ السياسي العزلة شعوراً منه أنها خير دواءٍ له ليقلل شدة الضغط النفسي المتوالد تفاقماً في دواخله نتيجة رفض آرائه أو تهميش قراراته .. ينسحب جراء ألم يسببه زمرة أقران سياسيين يناهضون تطلعاته أو تجسّد كبحٍ من فئة اجتماعية أو غالبية مجتمع تصمغه أعراف متوارثة . غالبية لا تريد لهذا السياسي أن ينتشلها من تهالكاتها ونقائضها ،( يزخر مجتمعنا العربي والاسلامي بهذه المعادلة المتجذِّرة والمستمرة ) .
ثمة عزلة أخرى نقيضة .. عزلةٌ لا تأتي بتصميم من السياسي الراغب بها إنما بفرضٍ يُجبر عليه ، تلكم هي العزلة الإجبارية أو “ الإقامة الحدّية “ كما يطُلق عليها بالمصطلح المتعارف . تحدث للسياسي الزعيم حين ينتفض عليه الأتباع .. حجرَ ستالين زعيمه لينين ، وتركه أسير جلطة دماغية وشلل شبه كلي ترعاه ابنة شقيقته فارضاً تعتيماً إعلامياً لم تكشفه غير صورة نشرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تمثل لينين مُقعداً في كرسي متحرك على جانبه الأيمن ابنة شقيقته التي تسهر على خدمته وعلى جانبه الأيسر طبيبه الذي يرعاه صحيّاً عيَّنه له ستالين .. وليس بعيداً تلك العزلة الإجبارية أو الإقامة الحدية التي فرضت على أحمد بن بلّا من رفيق نضاله هواري بومدين مدة سبعة عشر عاماً قضاها في ظل عتمة اخبارية لا يعرف احد من أبناء وطنه أين يكون ، وكيف يعيش ... مثالان يقودان لأمثلة لا تُعَد.
جغرافية العزلة .. الحلم
في العزلة الايجابية تجرنا الأحلام وتضمنا في معطف إغراءاتها آخذة بنا صوب غابات البحث وأهوال تلمّس الأشياء ، جوّابون ، متلمِّسونَ ومتفرّسون ؛ فإذا بنا نحنُ الحالمين نقف على أعتاب خلق جديد ، وإذا بهم الذين على الضفة الأخرى من المتابعة ينظرون إلينا على أننا نخوض في ضحالة العزلة ونغرق في يم المتاهات . يجدُ الخلاّق في عزلته تحقيق هناء لا يأتي تشكّله إلا في فضاء عزلة ، وتكريس حُلمٍ مُنتِج تتحقق الفبائيته من تواريه( أي الخلاّق ) عن الأعين .
في العزلة تستفيق أحلام اليقظة وتنهض على إيقاع قراءتها . تدخل سوق الأحلام : تقلب هذا الحلم ، وتلك الرغبة.. هذا الطلب الذي لم يتحقق ، وذلك العمل الذي لم ينجز .. هاته الرائحة التي غدت مبعث حنين ، وهاتيكَ الأرائج التي فجَّرت لهفة قلب آثر العشق الأبدي للنّيل ... تقف عند احدها فتتفاعل معه ، وتدير ظهرها عن آخر لا يستحق التأمل..
ثمة أحلام كبيرة إن أصر المنعزل المتوحد على تحقيقها هوت به إلى قاع الخيبة ، محيلةً إياه من عزلٍ لأجل الخلقِ إلى عزلٍ ينتهي بأفق الضمور . . يلتقيها المتوحِّد ، المنعزل ، المعتكف تطالبه بشحذ الهمة وتهيئة العدة وتحقيق التكوين
العزلة الايجابية تخلق خَلاقاً ايجابياً .. و((كما تفكرون تكونون )) . مثالٌ بمثابة حكمة تقول: تفكيرُنا من أبجديةِ تكوينِنا وهويتُنا في الإفصاح. تفكيرنا مُقدِّمةُ نظريتِنا التي نريد الإعلان عنها. فكلَّما اقتفينا رغبةَ التفكير في الخَلق كان لعزلتنا مَردٌّ ايجابيٌّ يجعل منا بنّائين .
البنّاء يفكِّر في عزلة لكنَّه يبني بجَهر .. بناؤه الماثل ( الكائن ) يفصح عن نتيجة تفكيره في عزلته. الكاتب يعتزل لكي ينتج .. الإنتاج يخلق له الشهرة، يصنع له الألق .. ولكن حين يضؤل إنتاجه ويكاد ينعدم ينعزل .. تستحيل العزلة لديه مبعث كآبة كامدة وقلق آسر سيؤديان به – يوماً ما – إلى اتخاذ قرارٍ مصيري جارف في السلبية .. قرار قد يصل حدَّ هتك الحياة وتفضيل نقيضها .
قرار نقض الحياة حققَّهُ هيمنغواي ببندقية وجهها إلى رأسه ، واضعاً حدّاً لعزلته ؛ تاركاً نتاجاته الإبداعية تعيش بعيدةً عنه ، قريبةً من محبّيه / القرّاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العزلة .. أبجدية الخلق :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العزلة .. أبجدية الخلق

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: