10 ديسمبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:النّسب لغة "نسب القرابات، وهو واحد الأنساب. ابن سيّده: النّْسبة (بكسر النون) والنُّسبة (بضمّ النون) والنَّسب: القرابة، وقيل: هو في الآباء خاصّة... النّسب يكون بالآباء، ويكون إلى البلاد، ويكون في الصناعة... وانتسب واسْتنسب: ذكر نسبه... ونسبتُ فلانا إلى أبيه أنْسُبه وأنْسِبُه نسْبا، إذا رفعت في نسبه إلى جدّه الأكبر...
والنّسّاب: العالم بالنسب، وجمْعُه النّسّابون، وهو النّسّابة، أدخلوا التّاء للمبالغة والمدح، ولم تُلْحق لتأنيث الموصوف بما هي فيه، وإنّما لحقت لإعلام السّامع أنّ هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والمبالغة، وهذا القول مستقصى في علاّمة... النسّابة: البليغ العالم بالأنساب".(ابن منظور، 1988، مج6، ص623)
ويهتمّ علم الأنساب ـ كما يدلّ على ذلك اسمه ـ بمعرفة أنساب النّاس جمعاً وضبطاً وتدقيقاً وإحصاءً. وقد اعتنى به العرب قديما، حيث اعتُبر سجلّ الأنساب ـ وهو سجلّ شفويّ تحفظه ذاكرة القبيلة من خلال نسّابيها ـ أشبه بتاريخ ذاتي للقبيلة، ومن خلاله تُعرف أصول القبائل وفروعها بطونا وأفخاذا وعشائر وأسرا، فيقيم النّسّابون أشجار أنساب، يحاولون العودة فيها إلى أقدم الأجداد والأصول جاعلين من الوصول إلى أقدم أحفاد نوح، عليه السلام، غاية ومرادا باعتبار اعتقاد العرب أنّهم أبناء سام بن نوح بائدة كانوا أو باقية، عاربة أو مستعربة.
وقد ترك الاهتمام بالأنساب عند العرب أثرا مكتوبا ثريّا، سواء كان ذلك من خلال ما كُتب مباشرة، مثل "نسب معد الكبير" لابن السّائب الكلبي (ت:204 هـ)، وكتاب "أنساب حِمْيَر وملوكها" لابن هشام (ت: 213 هـ)، و"أنساب الأشراف" للبلاذري (ت: 279 هـ)، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ت: 456 هـ)، أو ما تناول الأنساب بصفة غير مباشرة، مثل كتب الطبقات وكتب الوفيّات وغيرها من مصادر الإسطوغرافيا العربيّة.
انظر:
-ابن منظور. (1988).
لسان العرب المحيط. بيروت –لبنان: دار الجيل ودار لسان العرب. مج6، ص6