10 ديسمبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تقوم النسبيّة الثقافيّة على الإقرار بأنّ فهم الثقافات أو الظواهر الثقافيّة وتفسيرها وتقييمها على وجه سليم، لا يمكن أن يتمّ إلاّ إذا تناولناها في علاقة بالبيئة التي توجد فيها، والدور الذي تنجزه في نسق اجتماعي وثقافي أكبر؛ أي بالانتباه إلى القيم المتّصلة بها وإلى الحاجات التي تلبّيها... وذلك ما يتحقّق وفق الطريقة التي ينظر بها أصحاب هذه الثقافة نفسها إلى الأشياء. فلا يمكن تقييم ثقافة ما تقييما موضوعيّا في ضوء معايير أو تقاليد ثقافة أخرى مغايرة لها. وهذا يعني غياب قيم شاملة مطلقة. فكلّ تعبير أو اعتقاد، استنادا إلى النسبيّة الثقافيّة، يفقد معناه وصلاحيّته، إذا ما أخرجناه من سياق استعماله الأصلي.
وترتبط فكرة النسبيّة الثقافيّة بعالم الأنثروبولوجيا الأمريكي فرانز بواس وتلاميذه، وقد مال أنصار هذه الفكرة إلى تأييد اتّجاه الخصوصيّة التاريخيّة الذي ينصّ على ضرورة الاهتمام بالخصائص المميّزة لكلّ ثقافة، تجنّبا للوقوع في تعميمات ونتائج غير ناضجة ومفتقرة إلى الموضوعيّة. فلكلّ "ثقافة أو مجتمع منطقه الخاص وتماسكه الداخلي اللذان يمكن في ضوئهما تفسير عاداته ومعتقداته" (سيمور-سميث، 2009، ص514).
انظر:
-بدوي، أحمد زكي. (1982). معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيّة. (ط.2). بيروت: مكتبة لبنان. ص 352
-سيمور-سميث، ش. (2009). موسوعة علم الإنسان، المفاهيم والمصطلحات الأنثروبولوجيّة. (مجموعة من أساتذة علم الاجتماع، مترجم). (ط.2). القاهرة: المركز القومي للترجمة. ص ص 513-515
-فاليري، ف. (2006). نسبيّة ثقافيّة. ضمن معجم الأثنولوجيا والأنتروبولوجيا. (مصباح الصمد، مترجم). (ط.1). بيروت-لبنان: المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع "مجد". ص ص 909-