10 ديسمبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:الرمز لغة "تصويت خفيٌّ باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بصوت، إنّما هو إشارة بالشفتين، وقيل: الرمز: إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم.. والرّمز في اللغة: كلّ ما أشرت إليه ممّا يُبان بلفظ؛ أي بأيّ شيء أشرت إليه، بيد أو بعين" (ابن منظور، د.ت، ص 1727). ومقابل اللفظ في الفرنسيّة كلمة (symbole)، وهي مشتقّة من اليونانية (sun-bolon)و تطلق على قطعة من الخزف أو الخشب تقسم بين شخصين، لتدلّ على هويّة كلّ واحد منهما وطبيعة صلته بالآخر. ويمكن أن يكون هذان الشخصان ضيفين أو دائنا ومدينا مثلا، وبالجمع بين قسمي القطعة يعترف الطرفان بما بينهما من ضيافة أو دين... فالرمز حامل في دلالته معنيي الفصل والوصل في الآن نفسه. فالسابقة (Préfixe) اليونانية (sun) تعني دائما فعل الجمع والوصل، وهي تأتي قبل فعل (Ballein) ويدل حرفيا على: ألقى أو رمى مصادفة. وقد استخدمت الرموز في اليونان القديمة، باعتبارها علامات تتيح للآباء فرصة التعرّف على أبنائهم المعروضين للبيع. (الجمل، 2007، ص13).
ويعتبر كارل غوستاف يونغ (C.G.Jung) الرمز "مؤلّفا من وعي يكون في قسم مهمّ منه جمعيّا بما أنّه متشكّل من العادات والقيم ومناهج المعرفة واللغة التي يتعلّمها المرء، ومن لاوعي ليس في نهاية المطاف سوى الليبيدو (La Libido) في اصطلاح علم النفس" (الجمل، 2007، ص15)، وقريب من هذا التصوّر ما ذهب إليه جيلبار دوران (Gilbert Durand) انطلاقا من قراءة دلالة كلمة الرمز في اللغة الألمانيّة (Sunnbild)، وهي تقوم على أمرين متلازمين: "الحسّ (Sunn=Sens) الواعي الذي يدرك الأشياء ويجزّئها بدقّة، والمادّة الأولى؛ أي الصورة (Bild=Image) التي تنبعث من عمق اللاوعي (L’inconscient)".
انظر:
-ابن منظور. (د.ت). لسان العرب. القاهرة: دار المعارف.
-الجمل، بسّام. (2007). من الرمز إلى الرمز الديني. (ط.1). صفاقس: مطبعة التسفير الفنّي.