30 أكتوبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تطلق الفوضويّة على "نظريّة سياسيّة تطالب بالحرّيّة المطلقة، وهي تنطلق من رفض سلطة الدّولة أو أيّة سلطة قهريّة مماثلة" (الحاج، 2000، ص 428)؛ فالدولة في عرف أصحاب هذه النظريّة تمثّل الشرّ الأعظم، وكلّ تنظيم أو شكل من أشكال الحكم عندهم عمل لا أخلاقي، لكونه قيدا يفرضه طرف على طرف آخر، فيتحوّل من ثمّة إلى شرّ يستوجب التخلّص والتحرّر منه. والفرد عندهم هو القيمة المثلى والعليا الجديرة بالاهتمام. وكلّ طاعة تحطيم لشخصية هذا الفرد، والثورة ضدّ كل سلطة في المقابل إثبات لهذه الشخصية وإعلاء من شأنها. "فالفوضويّةإذن، تنبني على رفض الدولة وعلى مشروع تأسيس مجتمع من الأفراد الأحرار، دونما حاجة إلى جهاز دولة متعال، ليردع بعضهم عن بعض، نظرا لمشاعة الأملاك ونظرا لطيب الانسان الأصلي ونزوعه الطبيعي للخير". (سعيد، 1994، ص 347).
ولم تعرف الفوضويّة مذهبا إلاّ في القرن التاسع عشر، متزامنة مع ظهور الاشتراكيّة. وللفوضويّة أشكال أو مظاهر مختلفة :
- منها الفوضويّة المسيحيّة ممثّلة في المفكّر والأديب الروسي تولستوي الذي ينكر حاجة الشعوب المتحضّرة إلى الدولة.
- الفوضويّة الفرديّة ومن أبرز علاماتها الإنجليزي وليم غودوين (Godwin) والألماني ماكس شتيرنر اللذين ينكران ضرورة الدولة إنكارا مطلقا.
- الفوضويّة الشيوعيّة، ومن أعلامها الفرنسي برودون (Proudhon) الذي كان يلقّب بأبي الفوضويّة، وهو أوّل من جعل منها (الفوضويّة) حركة شعبيّة بدعوته الأحرار إلى التعاون في ما بينهم دون الحاجة إلى حكومة تحكمهم أو نظام يفرض عليهم قيوده. ومن ممثلي هذه الفوضويّة الشيوعيّة أيضا الروسيّان كروبتكين (Kropotkine) وباكونين (Bakounine) اللذين كانا يقولان بزوال الدولة استنادا إلى فعل التطوّر الإنساني.