30 أكتوبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تطلق الوضعانيّة أو الوضعيّة على المذهب الذي أسّسه الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت (Auguste Comte) في القرن التاسع عشر، حيث استخدم كلمة وضعي في كتابه "دروس في الفلسفة الوضعيّة"، ليؤكّد أنّ مهمّة النظريّات تكمن في تجميع الحقائق الخاضعة للملاحظة وتنسيقها، وليس من وظائفها تعليلها بأسبابها، وذاك عنده جوهر الفلسفة الوضعيّة.
ثمّ أطلق الاسم على اتّجاه فلسفي عام تمثّل وضعيّة كونت جزءا منه، ويرى أصحاب هذا المذهب أنّ غاية ما يمكن للفكر البشري إدراكه يتمثّل في ظواهر الأشياء وعلاقاتها وقوانينها، وهو ما لا يتأتّى إلاّ بالواقع والتجربة، ومن ثمّ فإنّ المعرفة الصحيحة هي تلك التي تقدّمها العلوم التجريبيّة، فهي التي تحقّق المثل الأعلى لليقين.
لذا تعمل الوضعانيّة في مجال فلسفة العلوم على إحلال التفسير الوضعي المبني على القانون محلّ التفسير اللاهوتي القائم على الميتافيزيقا والسببيّة المتعالية. وفي مجال السياسة، تحاول الوضعانيّة إقامة نظام اجتماعي ينسجم مع العصر الصناعي، يتحقق فيه الانفصال بين السلطة الروحيّة والسلطة السياسيّة.
انظر:
- الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ص ص 560-561
- سعيد، جلال الدين. (1994).
معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة. تونس: دار الجنوب للنشر. ص ص 487-4