** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 فضح…

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
موسى وهبه
مرحبا بك
مرحبا بك
avatar


عدد الرسائل : 68

تاريخ التسجيل : 08/07/2015
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

فضح… Empty
14072015
مُساهمةفضح…

فضح… 545908802483d1937994545
09 أكتوبر 2013 بقلم عبد السلام بنعبد العالي قسم: الفلسفة والعلوم الإنسانية
حجم الخط -18+ للنشر:


لم يكن صاحبي يتوقع ما ستتطلبه منه مراجعة ترجمة أحد مؤلفاته من جهد وعناء. لطالما رفض الانخراط في تلك العملية التي يدعونها "مراجعة الترجمة"، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأحد مؤلفاته. كان يحرص على ألا يتورط في عملية كان يعلم مسبقا أن تهمة الخيانة لاصقة بها، فكان يخمّن أن المترجم، عندما يطلب منه "المراجعة"، فإنما ليهدف من وراء ذلك مقاسمته مسؤولية الترجمة وليحمله عبء عواقبها. لديه شبه اقتناع أن لجوء المترجم إليه، واستغاثته به، ليسا إلا حيلة لإيهام المتلقي أن الترجمة أمينة كل الأمانة، وأن المترجم قد حسم كل تردد، وأوقف كل اعتراض. كيف لا، وهو قد استعان بـ"المؤلف"، "الحجة الدامغة"، واضع النص الأصلي الذي لا تغيب عنه أسرار النص ولوينات معانيه وخفايا تراكيبه. بإمكانه حينئذ أن يرد على كل معترض: "لستَ أنت أدرى من صاحب النص بمعانيه وخفاياه، فهو قد صادق على الترجمة و أجازها".
لم يكن الشك ليُساور صاحبي في كون هذا التواطؤ الضمني مجرد تحايل، بل احتيال، وهو يتأكد من ذلك كلما حاول هو نفسه نقل أحد نصوصه إلى لغة أخرى، إذ سرعان ما يصطدم بالصعوبات التي يطرحها نصه، فيتبين اشتراك ألفاظه، ولبس معانيه، وتعدد تأويلاته. والغريب أنه يحس أنه لم يكن ليتبين هذه الصعوبات، ولا ليدرك اشتراك ألفاظ نصه ولبس معانيه، لولا سعيه إلى نقله إلى لغة أخرى. فكأن اللغة المترجِمة هي التي تسلط الأضواء على النص الأصلي، فتكشف، حتى للمؤلف نفسه، ما تضمره اللغة الأصلية.
لا معنى والحالة هذه للاعتماد على دعم المؤلف و"مؤازرته"، مادام يبدو أن الترجمة تتجاوز المؤلف والمترجم معا، بل إنها تتجاوز النص ذاته. هذا بالضبط ما تبيَّنه صاحبي هذه المرة. فقد وجد نفسه، عند مراجعة الترجمة، ليس أمام الصعوبات المعهودة التي يتطلبها انتقاء الألفاظ وتدقيق العبارات وضبط المعاني، وإنما أمام ضرورة استبدال تراكيب النص الأصلي ذاته. لقد اقتنع أن مراجعة الترجمة تستلزم إعادة النظر في الأصل، فكأنما امتدت المراجعة إلى مراجعة الأصل ذاته الذي اتضح أن لغته محشوة إطنابا وتكرارا، وأنها في حاجة، على غرار اللغة المترجِمة، إلى صقل وتهذيب. لقد كشفت الترجمة نواقص الأصل، أو على الأقل استحالة مجاراة اللغة الناقلة لبلاغة الأصل وتراكيبه، وأنها، إن أصرت على تلك المجاراة، وحرصت على الوفاء، لن تنتج إلا نصا مهلهلا شديد الإطناب. فكأن أمانتها رهينة بابتعادها عن لغة الأصل وخيانتها لها بمعنى من المعاني، وكأن اللغة، بفعل الترجمة، لا تكتفي بأن "تجذب الأخرى وتأخذ منها وتعترض عليها"، كما كتب الجاحظ، وإنما تسعى أيضا لأن "تفضحها".
* د. عبد السلام بنعبد العالي كاتب مغربي وأستاذ الفلسفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فضح… :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

فضح…

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: