14 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:يعود نسب ابن رشد إلى محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد، ويلقب بأبي الوليد بن رشد الحفيد تمييزا له عن ابن رشد الجد، وقد عرف بتوليه لمنصب القضاء بحيث كان يسمى قاضي قضاة قرطبة. ولد سنة 520هـ /1126 ميلادية بمدينة قرطبة، اشتغل بالفقه والحديث والفلسفة، كما ذكر عبد الواحد المراكشي عن أحد تلامذة ابن رشد كيفية تقديم ابن طفيل له للسلطان يوسف بن عبد المؤمن وحديثه عن السماء وآراء الفلاسفة فيها. كما تعرض ابن رشد لمحنة يذكرها التاريخ وقد شهد مرسوم السلطان ضد الشارح الأكبر على تلك المحنة: "وقد كان في سالف الدهر قوم خاضوا في بحور الأوهام وأقر لهم عوامهم بشفوف عليهم في الأفهام حيث لا داعي يدعو إلا الحي القيوم ولا حكم يفصل بين المشكوك فيه والمعلوم فخلدوا في العالم صحفا ما لها من خلاق مسودة المعاني والأوراق بعدها من الشريعة بعد المشرقين وتباينها تباين الثقلين. يوهمون أن العقل ميزانهم والحق برهانهم".
يتصور ابن رشد أن علاقة العقل بالنقل هي علاقة توفيق وتكامل. إذ أن النظر في الموجودات لدلالتها على الصانع لا يخالف الشرع على أساس القياس العقلي. لقوله تعالى "فاعتبروا يا أولي الأبصار".
لذلك يدعو ابن رشد إلى ضرورة الأخذ بالمقاييس العقلية من القدماء. إذ لا ضير في استعمال الآلة . كما تحدث ابن رشد عن طباع الناس ومراتبهم فمنهم من يُصَدِّقُ بالبرهان وهم الفلاسفة ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية وهم أهل الكلام والسفسطة ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية وهم الجمهور من الناس.
كما تناول ابن رشد أيضا قضايا فلسفية في سياق رده على أبي حامد الغزالي ومنها قدم العالم الذي ليس له بداية وهو لم يزل موجودا مع الله تعالى وأنّ تقدم الله عليه كتقدم العلة على المعلول وهو تقدم بالذات لا بالزمن كما شرح الغزالي. أما علم الله بالجزئيات فهو يعلمها بعلم غير مجانس لعلمنا بها.
ونقد ابن رشد أيضا نظرية الفيض عند الفارابي وابن سينا لأنها لا تتأسس على نظر برهاني. كما انتقد مفهوم السياسة وواقع الدولة الأندلسية من خلال استدعائه للتصور الأفلاطوني والأرسطي بمفهوم العدالة والسعادة.
لقد استأثر ابن رشد في العصر الوسيط والحديث بالاهتمام الفكري والانشغال الفلسفي والايديولوجي حتى صارت أوروبا الحديثة تتحدث عنه من خلال الرشدية اللاتينية، حيث يتم المقارنة بين ابن رشد وأرسطو سلبا أو إيجابا، اعتقادا بأفكارهما أو نقدا وتقويما لهما.
من أهم مؤلفاته وأبحاثه:كتاب تهافت التهافت – بداية المجتهد ونهاية المقتصد – كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال – كتاب تلخيص ما بعد الطبيعة – تفسير ما بعد الطبيعة – الضروري في السياسة
دراسات وأبحاث حول ابن رشد:· الجابري، محمد عابد. (1986).
نحن والتراث. الداربيضاء: دار النشر الثقافي العربي.
· العلوي،جمال الدين. (1986).
المتن الرشدي. (ط.1). دار توبقال للنشر.
· المصباحي،محمد. (2007).
مع ابن رشد. (ط.1) دار توبقال للنشر.
· Roger Arnaldez,
Averroès. Un rationaliste en Islam, Balland, 1998.
·
Averroès et l'averroïsme, XIIe-XVe siècle : un itinéraire historique du Haut Atlas à Paris et à Padoue : actes du colloque international organisé à Lyon, les 4 et 5 octobre 1999 dans le cadre du "Temps du Maroc", par l'Unité mixte de recherche 5648, CNRS, Université Lumière Lyon 2, EHESS ; avec la collaboration des associations Regard Sud et les Amis de la maison de l'Orient ainsi que de l'Institut universitaire de formation des maîtres du Rhône ; actes réunis et édités par André Bazzana, Nicole Bériou et Pierre Guichard. -Lyon : Presses universitaires de Lyon, coll. « Histoire et archéologie médiévales » n° 16,
2005.