13 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد القدّيس أوغسطين في 13 نوفمبر سنة 354 م بطاجسطا (Thagaste) (سوق أهراس بالجزائر اليوم) من أب وثني وأم مسيحية لقّنته أولى تعاليم المسيحية. خالط أتباع المانويّة وحضر حلقاتهم بقرطاجة مدة ناهزت سبع سنوات قبل أن يغادر إفريقية إلى رومة ويستقرّ بها. تأثّر بالمذهب الريبي (الشكّ) حين انتقل إلى ميلانو مدرّسا للخطابة ولكنّه سرعان ما انصرف عنه إلى الأفلاطونيّة المحدثة واعتنق المسيحيّة سنة 386م ليعود مجدّدا إلى إفريقيّة راهبا ثمّ أسقفا بمدينة إيبونا (عنّابة اليوم) سنة 396م.
ويعدّ القدّيس أوغسطين رائدا للفلسفة المسيحيّة في العصر الكنسي الذي امتدّ من القرن الثاني حتّى القرن السادس الميلاديّين. إذ امتدّ أثر فكره إلى معظم لاهوتيّي العصر الوسيط مثل القدّيس توما الأكويني وأنسلم.. وانطلقت عمليّة البحث عن سبل التوفيق بين الإيمان والعقل أو الفلسفة واللاهوت. وهذا ما مكّن من انفتاح المسيحيّة عل الفكر اليوناني في طابعه الأفلاطوني.
وكانت ثقافة القديس أوغسطين جامعة بين إتقان ضروب البلاغة وتعقّب أثر السلف. وقد آمن بأنّ طلب الحكمة ينطلق من الإيمان فوحّد بذلك بين الإيمان الديني واليقين العقلي في تحصيل المعرفة.
من أبرز مؤلّفاته: "الاعترافات" وقد كتبه سنة 400م وحاول من خلاله تحليل سيرته الروحيّة والفكريّة وتناول معضلة الشرّ. وكذلك كتابه "مدينة الله" الذي ألّفه إثر نهب رومة سنة 410م ودرس فيه تاريخها محمّلا مسؤوليّة الانحطاط وتدمير المدينة إلى فساد الحاكم. ورأى أنّ حبّ الذات المتأصّل في المدينة الأرضيّة يقود إلى انتهاك حرمة الإله وأنّ بلوغ المدينة السماويّة يستوجب احتقار الذات وتعميق حبّ الله. واعتبر أنّ حبّ الخير هو المبدأ الرئيسي والأساسي لكلّ الأخلاق.
توفّي القدّيس أوغسطين في 28 أوت 430 م.