13 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد أفلاطون سنة 427/428 قبل الميلاد وتوفي سنة 347/348 قبل الميلاد وهي فترة مليئة بالأحداث والوقائع من قبيل حرب البلوبونيز التي وقعت بين أثينا وإسبرطة بين 431/404 قبل الميلاد.
وينحدر نسب أفلاطون من أسرة إغريقية رفيعة، حيث يعود نسب والده إلى ملوك أثينا وأمه من سلالة اليوناني الشهير صولون.
وقد أحب أفلاطون الفلسفة ودرس الموسيقى والرسم والنحو وكان كراتيلوس من أهم أساتذته. و أسس أفلاطون الأكاديمية الخاصة به لتدريس فروع الفلسفة وعلومها.ولعل من مميزاتها تدريس علوم الفيزياء والجدل والوجود والفلك والرياضيات عكس بعض المدارس اليونانية عصرئذ التي كانت تقتصر فقط على فن الخطابة مع إيزوقراطيس ومدرسة سوزيفوس التي كانت تدرس الفلك والرياضيات.
لقد سعت محاورات أفلاطون جميعها بدون استثناء إلى توضيح قضايا المعرفة والعلم والسياسة والجدل وهي قضايا تتأسس على رؤية مخصوصة للعالم. فأفلاطون كان يتصور أنّ المعرفة لا تنبني على الإدراك الحسي والحواس لكونها إذّاك تفتح الباب أمام التغير والسيرورة، والحال أنّ المعرفة والعلم من صفاتهما اليقين والثبات. إنّ نظرية التذكر كما تحدثت عنها محاورة مينون الذي توصل إلى معرفة هندسية بدون سابق معرفة أو تعلم، تؤكد أنّ المعرفة الأفلاطونية هي الانتقال من المعرفة الجدلية أو من المعلوم إلى المطلوب. الأول ينتهي إلى ماهيات وتعريفات والثاني ينعدم فيه ذلك.
كما تحدث أفلاطون عن فكرة الموجود باعتباره وحدة وباعتباره كثرة وذلك على أساس خلفية فيتاغورية واضحة. أما موقفه من النفس الإنسانية فقد قسمها إلى قسمين: القسم الأول يبرهن على خلود النفس. والقسم الثاني خاص بقوى النفس والتناسق وحياة النفس الأزلية. وربط النفس أيضا بالخير الأسمى والأخلاق، محددا مفهوم الخير فيما يحقق السعادة للإنسان وهي غاية الفرد وغاية الدولة. وهذا يعود أيضا الى أنّ أساس النفس الإنسانية: الانسجام والتناغم وهما أيضا غاية الدولة.
ومن حيث التقسيم والتصنيف هناك من قسم المحاورات الأفلاطونية الى ثلاثة أصناف: الحوارات المتقدمة، والحوارات الوسطى، والحوارات المتأخرة .َفالحوارات المتقدمة هي عبارة عن تسجيل حياة سقراط وتعاليمه ومحاكمته. وأما الحوارات المتوسطية فإن بدايتها مع تأسيس الاكاديمية وإنتاج عمل" الجمهورية" على أساس أنّ "حكم العقل ليس طغيانا ولكنه انسجام بين أفراد المجتمع" . وأخيرا، الحوارات المتأخرة وهي التي كتبها أفلاطون بعد عودته من صقلية،وتحتوي على قضايا فلسفية مهمة وعظيمة من قبيل الحياة السعيدة ومصير النفس والعقل والعدالة. وبهذا، فإن أفكار أفلاطون إنّما هي أفكار مهاجرة لا يسع المرء الانفلات منها مهما كانت وجهات نظره النقدية و التقويمية لهذه القضية الفلسفية أو تلك.
لقد تأثر أفلاطون بكراتيلوس أستاذه في النحو واللغة وسقراط وأنكساغوراس وبارمنيدس وبروديكوس وغيرهم ممن أسهموا بقوة بشكل مباشر أو ضمني في بناء المذهب الأفلاطوني.
من أهم مؤلفاته:محاورة جورجياس – محاورة هيبياس الصغرى – محاورة هيبياس الكبرى – محاورة السوفسطائي – محاورة كراتيلوس – محاورة إيون – محاورة فايدروس ، محاورة الجمهورية.
راجع:· بدوي، عبد الرحمن. (1984).
موسوعة الفلسفة.(ط.1). بيروت: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر. مج1، ص ص 154-160
· طرابيشي، جورج. (2006).
معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر . ص ص 71-7