12 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد جان جاك روسو سنة 1712 بجنيف (سويسرا) في أسرة بروتستانتية فرنسيّة. توفيت والدته بعيد ولادته مباشرة فنشأ في كفالة والده ثمّ خاله قبل أن يفرّ من مسقط رأسه بحثا عن عمل يكسب منه عيشه. تعرّف وهو في الخامسة عشرة من عمره على أرملة ثريّة تكبره بحوالي 13 سنة تدعى لويز دي وارنز استقرّ برفقتها في مدينة شامبيري وكانت سببا في انضمامه إلى الكنيسة الكاثوليكيّة.
انتقل إلى باريس طلبا للثروة والشهرة عبر محاولة احتراف الموسيقى ولكنّه لم يجد العناية التي أمّلها. وشارك في مسابقة نظّمتها أكاديميّة ديجون (L’Académie de Dijon) حول صلة العلوم والفنون بتهذيب السلوك الأخلاقي وفاز بجائزتها فكان ذلك نقطة تحوّل في حياته وفاتحة توجّهه نحو معارضة النظام الاجتماعي والسياسي القائم في عصره وتصوّر البدائل الممكنة. ومن المواضيع التي اهتم بها أيضا موضوع الحب والفضيلة والطبيعة والتأمّل والتربية والتعليم.
من أبرز كتاباته "العقد الاجتماعي" ففيه حارب الاستبداد والعبوديّة ودافع عن الديمقراطية وسلطة الشعب المطلقة والمساواة بين المواطنين وأقرّ أنّ هدف أيّ نظام اجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كلّ فرد وضمان سعادته. ويقوم فكره على أنّ الإنسان صالح بطبيعته محبّ للنظام والعدل والمجتمع ما لم يساو بين الناس فاسد مفسد لهذا الإنسان وسبب في بؤسه. وهذا ما يستوجب الالتزام بعقد اجتماعي يرضى به الجميع وتكرّس فيه سيادة الشعب وتمنح فيه الحقوق بالتساوي وكذلك توزّع الثروة وتنظّم أشكال التربية والتديّن.
وقد آمن روسو بقيمة التربية والتعليم وفصّل القول في هذا الباب ضمن كتابه إميل الذي أضحى مرجعا لا غنى عنه للمصلحين التربويين بعده. فقد عدّه المؤرّخون مؤسّس التربية الحديثة.
وجمع روسو تجربته الحياتيّة في كتابه "اعترافات" وحاول فيه استعراض مسيرته بمحاسنها وخطاياها وعليها يتمّ الاعتماد لترجمة حياته.
ومع ذلك صودرت كتابات روسو في حياته وأحرق عدد منها علنا وصدر أمر بالقبض عليه فعاش بقية حياته متخفيا فارا إلى أن توفي سنة 1778 في إيرمينوفيل (Ermenoville) شمالي فرنسا. ونقلت رفاته عام 1794 إلى البانتيون مدفن العظماء بباريس.