الوطنُ
غيار الساعات
نصوص:اسعد الجبوري
الوطنُ لحمٌ من تراب /
الوطنُ مجموعةُ ذكريات /
الوطنُ الشاسعُ يُحرضُ الأجنحةَ على الطيران /
الوطنُ كآبةٌ بيضاء /
الماءُ رايةُ الوطن /
وطنُ السياسي جيبه. ووطنُ الشاعر نصهُ /
ليس الوطنُ خريطة من معلقة على حبال الغسيل /
الوطنُ عاصفةٌ لا تنحني /
الوطنُ مستقبلٌ بلا سرير /
الوطنُ قلبٌ من رخام /
الأقدامُ في الوطن مناديلُ وداع. وهي في المنفى مشيٌ في سراب /
يموت الوطنُ في بلاغة السجون /
الوطنُ ذهبٌ غارقٌ بالدم /
الوطنُ خمرةٌ تُزرق في الوريد بالإبر/
لرأس الوطن مراوحٌ عمياء /
الوطنُ اللاهوتي بيضةُ ثعبان في رأس المُواطَنة /
الوطنُ جسدٌ يعلقُ شيخوخته على أعصاب الفقراء /
ومن الأوطان ما يشبه أكياس الرمل /
الوطن تأويلات مكثفةٌ في الموت والحب والكراسيّ والحمير والأناشيد /
الوطنُ برتقالةٌ لا شجرة لها /
الوطنُ في الدمع طابعٌ تذكاري /
هل الوطن غير رادار في تراب البشر /
الغرفةُ في الوطن لمبةٌ /
غالباً ما يكون الوطن نهراً دون إرادة /
ليس الوطن أرضاً ثابتة وحسب، الوطنُ سفينةٌ رغبات /
لا ينام الوطن في عين الغريب /
عادة ما تخلق الأوطان من الفلزات. فيما تخترع البلدان من الأيديولوجيات /
الوطنُ حيوانٌ يتكاثر بالسفر /
ما رأيتُ في نفسي وطناً إلا أثناء الكتابة /
الوطنُ متعةٌ لا تدوم إلا في السجون /
بعض الأوطان قطع لحوم في بطون الوحوش /
في دم الوطن تقيمُ الأسلحةُ /
هل كانت النسخة الأولى للوطن: الغناء /
لا يُسمى الوطن خيمةً إلا بعد الانتهاء من مراسم الدفن /
كيف تكون البلاد مسرحاً، والأرواحُ محترقةٌ كالورق؟ /
وطنٌ ديمقراطي عارف، ولا جنة تجري من تحتها آبار النفط /
الأوطانُ أيضاً تسكرُ، عندما لا تتلمسُ الشموسُ وجوهنا /
كلما جفت أنهارُ الخمر في الوطن، كلما أصبح من تراب العوانس /
الوطنُ المحتلُ مسمارُ ضاحكٌ في المخ /
أيتها البلادُ: كم أرملة سوداء تسكنُ في سرّتك؟ /
في الوطن الديني، تساقطُ النجومُ أو تُباد /
ليس أسوأ من أوطانٍ تبنى على العسس والعظام /
بالجحيم وحدهُ، يرتوي الوطن الشمولي /
الوطن الديكتاتوري، خردةُ دبابات وخردةُ قلوب وخردةُ أحلام مغطاة ببخار الدموع /
تتفتتُ عظامُ الشعر، عندما يكون الشاعر خادماً في بلاط السلطان /
للوطن فصلٌ واحدٌ: الحرية /
الوطنُ أعرفُ من الذئب بنباح الكلاب /
ما تراكمَ ثلجٌ على ظهر وطن، إلا وكان الأخير براداً للموتى فقط /
بالحبّ والخبز وحدهما تُحمى حدود البلدان /
القمرُ على سطح الوطن الحزين: دمعةٌ /
من ضحايا الوطن المظلم: حصان السبق والعاشق ومنصات إطلاق النصوص/
الوطن طبيعةُ الذهن /
لا يحتمل الوطنُ طفولته إلا عارية/الأوطانُ سلالّم من نايلون /
الوطن كائنٌ هو الآخر. إذا أخطأ يعاقب /
المواطنُ في الوطن الأبيض هر. وهو في الوطن الأسود دجاجة /
للأوطان طائاتٌ تغوصُ في الرمال /
ليس الوطنُ من يسكنُ الذاكرة، إنما من يمسح عنها الغبار والظلام والألم /
بعض الأوطان أكياس نايلون /
وما الأوطان إلا صناديق لآلام الشعوب /
لا تفطم الأوطان العظيمة شعوبها /
لكل وطن شمسٌ بنسختين: واحدةٌ لمد الحبّ بالطاقة. وأخرى لعرقلة أقدام الظلام في العقول /
ما من وطنٍ يولدُ لمرة واحدة فقط /
وطنٌ قصرٌ بالذاكرة، خيرٌ من وطن ضيق كغرفة على السطوح /
الوطنُ السياسي، يُعلمُ الأسلحة والحنين للشخير في المنازل /
ليس دائماً يمشي الغريبُ بحذاء وطنه /
المواطنُ تلفزيون الوطن اللا سري /
ثيابُ السياسةٍ لا تستر وطناً /
ما من وطن ولا يأتيه الطمثُ كل يوم /
ربّ وطنٍ على الورق أفضل من وطن على التراب /
الوطنُ وسادةُ للبعيد. وسمكرة في أعصاب القريب /
دوامُ الوطن من خيال الأساطير /
ومن يحصر الوطنَ في رأسهِ، تأكلهُ الديدانُ /
وجه الوطن الرحيم رحمٌ للحرية /
كثرة الحديث عن مناقب الوطن، تُورث التاريخَ الصرعَ /
لم يبق في صدر الغريب من الوطن إلا العظام /
إذا حملكَ الوطنُ الأسودُ أوقعكَ. وإذا حملتهُ وقعتَ /
بلادي على أطراف أصابعي /
أعطني يدكَ يا وطني، لنهرب من مرايا الجاهلية ومن حرائق السلفيات /
الحاكم الذي يذلُ وطنهُ، يدخل النارَ كورق السجائر /
إذا فقد الوطنُ مخيلتهُ… مات /
الأوطانُ عظامُ الأبدان…