16 ديسمبر 2014 بقلم
عبد العزيز بومسهولي ، ألكسندر كوجيف قسم:
تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:الـدّيـانَـة الطّبِيعِيـة
Naturliche Religion
تفسير مدخل القسم "أ" من الفصل السابع
من فينومونولوجيا الروح لهيغل، (ص 481 ـ 483)
تأتي هذه الترجمة في سياق إعادة فهم للفلسفة الهيجلية، للحظة انبثاق الفينومونولوجيا، باعتبارها لحظة استثنائية، جعلت من فلسفة هيجل تعبيراً عن روح عصر ينذر بتحولات جذرية تهم التشكل الكوني للعالم، لعلنا نجد في العودة إلى "هيجل" من خلال "كوجيف" الذي نقدم للقراء العرب قراءته الشارحة المؤولة بطريقة فريدة للفينومونولوجيا، تحفيزاً مستفزاً يوقظ تفكيرنا من استكانته وعجزه عن التفاعل الخلاق الذي يستهدف استعادة فكر الآخر بهدف الإسهام النقدي والإبداعي للمفاهيم، أي بهدف الانخراط في فلسفة العالم من جديد، باعتباره شرطاً للكونية التي ترهن علاقتنا بالوجود.
ونحن باستعادتنا لقراءة كوجيف، فإننا لا نتوخى التمكن من فهم هيجل وكوجيف معاً من خلال المطابقة والاستعادة المستكينة لفلسفة غدت حاضرة بقوة مفاهيمها، وإنما نروم الانعطاف إلى تمثل قراءة مغايرة، قراءة قادرة على تأكيد ذاتها من خلال فهمها للعبة التفلسف القادرة على توليد الفكر من داخل الفكر نفسه، فلا يتعلق الأمر بمطابقة ومماثلة، ولا بخيانة للفكر المعطى، وإنما بتمرين على تفلسف متمرد ينحاز إلى الجرأة الضرورية الكفيلة بإخراج الفكر ذاته من سلطة المثول، وذلك لن يتأتى إلا إذا كانت القراءة ذاتها منبثقة عن الحاضر الذي يحين الفكر ويجعله مستجيباً للأسئلة الجديدة التي يولدها الراهن.