02 أبريل 2015 بقلم
الحسين سحبان ، ألكسندر كويري قسم:
تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:الوظيفة السياسيّة للكذب الحديث*
...لا جدال في أنّ الإنسان كذب على الدوام، كذب على نفسه وعلى الآخرين، كذب لمتعته الخاصة؛ متعة ممارسة تلك القدرة العجيبة على "أن يقول ما ليس موجوداً"، وعلى أن يخلق بكلامه عالماً هو وحده المسؤول عنه وصانعه. كذب الإنسان أيضاً للدفاع عن نفسه؛ فالكذب سلاح، إنّه السلاح المفضل لدى الحقير، والضعيف الذي يقوم، وهو يخدع عدوه، بإثبات ذاته والانتقام منه.
لكنّنا لن نقوم هنا بتحليل فينومينولوجي للكذب، ولا بدراسة المكانة التي يحتلها في بنية الكائن البشري: لو رمنا ذلك للزمنا كتابة مصنف بكامله. ما نود أن نخصه ببعض التأملات إنّما هو الكذب الحديث، وعلى نحو أضيق وأخص، الكذب السياسي في العصر الراهن. إذ بالرغم من الانتقادات التي سوف توجه إلينا، أو تلك التي نوجهها لأنفسنا، فإنّنا نظل مقتنعين بأنّ العصر الراهن، أو بعبارة أدق الأنظمة الكليانية totalitaires، قد جددت تجديداً قوياً في هذا المجال على نحو لم يسبق له وجود في العصر القديم.