نحتُ جسد بإزميل الشّهوات شادي حلاق
ها أنت على السرير عارية غارقة في النوم
شلاّل ليل على رأسك
هديل حمامتين على صدرك
وبحرٌ في جسدك و أسماك فيه وللآلئ
أمواجٌ ودوارٌ و نوارس تحلّق وعصافير تزقزق
بيادرٌ وفراشات وورودٌ ونحلٌ وبطٌ وإوزٌّ
و براكين وخلجان وزلازل وحروبٌ ونيرانٌ وماء وحليبٌ
كلّ هذا عليك مع ما لا يُحصى
فأخبريني
كيف تستطيعين أن تنامي ؟!
*
ملاك الحبّ حرّضني أن أقطف تفّاح الحُبّ
فقطفت تفّاح حبّك
فصعدت وإيّاكِ من الأرض إلى الجنة
وسُتِرت سوءاتنا بورود الخلود
*
عزفت على أوتار جسدكِ
بريشة جسدي
على مسرح الشهوات
سيمفونية اللذة
وختمتها برعشات النشوة
فصفّق لنا الصّمت بعينيه
*
نحتّ من جسدك حولي
تمثال ماء وتمثال هواء
وتمثال نار وتمثال تراب
و كان جسدي دوار ظمأ و جليدٍ واختناقٍ وجوع
يدور كلّ شهوة دورة
*
كيفما التفتِّ أشتهيكِ
وكيفما استدرتِ فثمّة فواكه وأنهار عسل وأنهار خمر
كيفما استدرتِ فثمّة مفاتنٌ وسحر وجمال وإثارة
كيفما استدرت فثمّة لذّة
كأنّك مثلّث شهوةٍ وجمالٍ ولذّةٍ متساوي الأضلاع :
أيّ ضلعٍ ـ فيه ـ وتر
وأيّ وترٍ ضلع
زواياه حادّة منفرجة
وفي حدّتها لذّة وفي انفراجها لذّة أُخرى
وأنا بين أضلاعكِ الرقيقة اللطيفة الناعمة
مثلّثٌ قائم متساوي السّاقين
ألتفّ حولكِ مبحرا إلى دائرة النّشوة
*
أحطت بكِ عِلما
ولم أحط بكِ جسدا
*
تزحف شفاهي على جسد الهواء
خطواتها قُبلٌ
من خواء
أعانقه ، أداعبه
أسمع نبض قلبه ، اسمع همساته :
همساته هباء
نبضاته بكاء
*
الأرض جفافٌ ولا مطر
والنبات ذابل
تذكّرت صلاة الاستسقاء
فسهرت في ليل شعرك
متّجها إلى جهة عينيك للتأمّل
وعندها رفعت يديّ إلى سماء نهديك
أدعو الشهوات
ومدّت شفاهي شفاهَكِ سجّادة عسل
وصلّت عليها صلاة القُبَل
عندها تحرّكت الرّياح
حاملة معها غيوما
بدأ اللمع والرعد
بقيت هكذا
حتّى هطل المطر في الأرض
*
شادي حلاّق