27 مايو 2014 بقلم
الساسي بن محمد الضيفاوي قسم:
الدراسات الدينية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:محاور الدراسة:
- مدخل.
1- من إرهاصات المنهج العقلي عند مالك.
2- صور ونماذج عملية من المدوّنة المالكية.
أولا- موقفه من علم الكلام.
ثانيا- عقلنة الأدلّة الشرعية.
ثالثا- واقعية الفقه المالكي.
3- من حصيلة البحث.
- خاتمة.
ملخّص الدراسة:
نعيش اليوم لحظة تاريخية حاسمة جدّاً وجب أن نوليها اهتمامنا، ونتحمّل من خلالها مسؤوليتنا التاريخية والحضارية والسياسية إزاء أنفسنا وتجاه شعوبنا وحضارتنا وتراثنا وواقعنا، إننا اليوم نكاد نسير في اتجاهين: اتجاه تقليدي، والآخر مقلّد مستورد، وكلا الاتجاهين في مأزق، لأنّ كلّ واحد منهما يتنازعه عالم ومرجعية وأيديولوجية وصورة نمطية يريد أن يحتذي بها؛ فالأوّل مشدود إلى عالم الماضي، وقوامه تراث ثقافي وديني وحضاري عريق، لكن أصابه التحجّر واليبس والتكلّس زمناً. أمّا الاتجاه الثاني، فهو مشدود إلى عالم الحاضر وما يحفّ به من تحوّلات وتحدّيات وثورات ومفاجآت وتناقضات تفرض علينا أن ننحت مصيرنا ونقهر قوى التسلّط والطغيان، ولا يمكن أن يكون ذلك كذلك إلاّ إذا كان إمامنا النقل والعقل معاً، خاصّة في ظلّ تنامي الحركات الإسلامية وتناسلها، من دعوية وسياسية وتكفيرية وإصلاحية معتدلة، وتكفيرية جهادية، وجهادية علمية، من سنّة وشيعة ونحوها من الفرق والأحزاب.
إنّ جميع تلك الاعتبارات الحضارية، والسياقات السياسية، والمرجعيات الدينية، وما يكتنف لحظتنا التاريخية من تحدّيات، هو ما يدعونا إلى دراسة موضوع يهتمّ بعلم من أعلام الحضارة العربية والإسلامية هو
الإمام مالك بن أنس[sup][1][/sup]، وعلاقته بعلم الكلام في ضوء جدلية النقل والعقل من خلال مدوّنته وآرائه و مقارباته الاجتهادية في سياق مذهبه.