16 يوليو 2014 بقلم
محمد جبرون قسم:
الدين وقضايا المجتمع الراهنة تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:محاور الدراسة:
مقدمة
1- الفكر السياسي الصوفي في المجال الإسلامي: نماذج تأسيسية
2- مقومات النموذج الصوفي في الفكر السياسي: الإصلاح بالحِكم أولى من الإصلاح بالأحكام
3- نحو قراءة جديدة لعلاقة المتصوفة بالسياسة تاريخيا: التصوف معين الطاعة وحصن الجماعة
خاتمة واستنتاج
ملخص الدراسة:
...إن الحديث عن علاقة التصوف بالسياسة في النقاش والتداول المعرفي المعاصر، وبشكل خاص في الدراسات التاريخية، استأثرت به في الغالب إشكالية العلاقة بين السلطان السياسي وشيوخ الصوفية كونها توافقية أم صدامية؟، وأطرتها ثنائيات من قبيل الاحتواء/ الملاحقة، والاستقطاب/التضييق، المداخلة/ الانقباض.. إلخ، وهو ما حرف - في كثير من الأحيان - نظر الباحثين إلى الإشكالية الصوفية، وفوت عليهم فرصة إبصار حقائق أخرى مختلفة في هذا الموضوع تتجاوز الثنائيات السالفة إلى مقومات النموذج الصوفي، ومن ثم فوت عليهم – أيضا – فرصة تقييم متوازن للأثر الصوفي في البناء الحضاري العربي - الإسلامي، ومقدار إسهام الصوفية في بناء «المرجعية السياسية» للسلطة في النظام السياسي الإسلامي.
إن هذه الدراسة تتعدى الثنائيات السالفة، والأسئلة المتفرعة عنها، وتتيح لنا – بالمقابل - طرح أسئلة أعمق، من قبيل: كيف كان يدرك المتصوفة الظاهرة السياسية التي تتمثل في الدولة أو الحاجة إلى السلطان (الإمامة)، والمجال السياسي، وعلاقة المجتمع بالسلطة؟، هل اجترحوا رؤية ومنهاجا مختلفا عن تقاليد الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلمين في هذا المجال، أم تماهوا مع إسهامات غيرهم، وأنتجوا خطاباً تلفيقياً فاقداً للهوية؟، أم أعرضوا عن كل هذه الدنيويات، وانشغلوا بأنفسهم وغاصوا في أحوالها؟.
إن هذه الدراسة محاولة لبحث الإسهام الصوفي في مجال الفكر السياسي الإسلامي، والنظر في خصوصياته، ومن ثم تعريفه على نحو يبرز هويته، ويقر له بالإضافة الحضارية. ولا شك في أن مثل هذه المقاربة تضعنا أمام لون من ألوان التراث السياسي، قادر على إخصاب التفكير في الحداثة السياسية، وتخليقها، وتحريرها من بعض الضعف أمام التراث.