04 يونيو 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:يقصد بالثقافويّة التيّار الفكري الذي ظهر في الولايات المتّحدة الأمريكيّة في ثلاثينيات القرن العشرين وضمّ عدداً من تلامذة فرانز بواس (1858-1942) من أبرزهم إدوار سابير (1884-1939) وروث بنديت (1887-1948) ومرغريت ميد (1901-1978)، فضلاً عن باحثين آخرين أمثال رالف لنتون (1893-1953) وأبرام كاردينر (1891-1981)...
وترتكز المقاربة الثقافويّة على تقسيم العالم "إلى مساحات ثقافيّة أو ثقافات محلّيّة تؤلّف أنظمة مغلقة نسبيّاً، وتمتاز بتماسكها الخاص" (دورتيه، 2011، ص 300). ومن هنا مفهوم "السّمة القوميّة" الذي وضعته روث بنديكت وطبّقته على الثقافة اليابانيّة.
ويربط الثقافويّون بين الثقافة وعلم النفس في دراسة الشخصيّة، إذ يعتبرون أنّ الثقافة والتربية قادرتان على أن "تجعلا من الشخصيّة نمطاً متميّزاً" (دورتيه، 2011، ص 300). وقد اقترح لنتونوكاردينر "نظريّة تتكوّن بمقتضاها في الطفولة شخصيّة أساسيّة (أو شكليّة) تعرّف كمجمل سمات نمطيّة تؤلّف الطابع الإثني أو الوطني" (أورتيغز، 2006، ص 431)، معتمِدَيْن في ذلك على مفهومي "الشخصيّة القاعديّة" و"شخصيّة المجموعة" مميّزَيْن بين مفاهيم "النموذج" و"الوضعيّة" و"الدور".
و"في اصطلاح أوسع، تستعمل كلمة "ثقافويّة" لتبيان مقابلة بين تيارين فكريّين في تاريخ الأنتروبولوجيا: الأنثروبولوجيا الأمريكيّة التي تندرج في تراث علوم الثقافة السائدة في ألمانيا القرن التاسع عشر، والأنثروبولوجيا الاجتماعيّة الإنجليزيّة التي تقترب أكثر من علم الاجتماع بأصولها، وتعتبر أنّ تحليل البنى الاجتماعيّة هو الشرط المسبق للتركيز على دراسة المشاكل الثقافيّة في مختلف أبعادها: الألسنيّة، والتقنيّة، والسيكولوجيّة، والتاريخيّة" (أورتيغز، 2006، ص 431).
انظر:
-أورتيغز، إ. (2006). ثقافويّة. ضمن معجم الأثنولوجيا والأنثروبولوجيا. (مصباح الصمد، مترجم). (ط.1). بيروت- لبنان: المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع "مجد".
-بودون، ر.وبوريكو، ف. (2007). المعجم النقدي لعلم الاجتماع. (ط.2). بيروت- لبنان: مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص 228-235
-دورتيه، ج.ف. (2011). معجم العلوم الإنسانيّة. (جورج كتورة، مترجم). (ط.2). أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة، بيروت- لبنان: كلمة ومجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع.