روجيه باستيد (Roger Bastide)
09 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد عالم الاجتماع والإثنولوجيا الفرنسي، روجيه باستيد، في غرّة أبريل سنة 1898 ، في نيم بفرنسا. تحصّل سنة 1924 على الأستاذيّة في الفلسفة، ودرّس بعدد من المدارس الثانويّة، ونشر دراستين في علم الاجتماع الديني ساعدتاه في الالتحاق بجامعة ساو باولو البرازيليّة أستاذا في علم الاجتماع من سنة 1938 حتّى سنة 1953، وتمكّن خلال هذه الفترة من الالتقاء بكلود ليفي ستروس، وفيليب برودال، ومورازي، وغورفيتس، وهيرسكوفيتش. واستطاع الاطلاع على أصول التحليل النفسي واكتشاف أعمال فرانز بواس، وهو ما دفعه للاهتمام أكثر بدراسة المجتمع البرازيلي بمختلف أشكاله، وشملت أعماله الإثنولوجيا الدينيّة، والطب النفسي الاجتماعي، وظواهر التثاقف. وقد تركّزت بحوثه على الظاهرة الدينيّة وخاصّة الطقوس، إذ انكبّ على تحليل الطقوس الدينيّة في باهيا، والديانات الإفريقيّة في البرازيل عامة. وانتهى إلى كونها "ظواهر مثاقفة وتصحيح للقيم الثقافيّة، الظاهرة في وضع تفاوت اجتماعي وعرقي عمل على فضحه" (دولوز، 2006، ص 278).
ويعتبر باستيد من أوائل علماء الإثنولوجيا، الذين رأوا في الرعدة وسيلة من وسائل الشفاء الذاتي "الخاضعة لمراعاة شيفرة عضويّة محدّدة"(دولوز، 2006، ص 278)؛ فلم تقتصر نظرته إليها على أنّها ظاهرة مرضيّة.
وبعودته إلى باريس عُهد إليه بمهمّة مدير للأبحاث بالمدرسة التطبيقيّة للدراسات العليا (الشعبة السادسة). وناقش سنة 1957 رسالة الدكتوراه في الآداب، وتمّت تسميته سنة 1959 أستاذا لكرسي الإثنولوجيا وعلم الاجتماع الديني بجامعة السوربون، "ثمّ أصبح أستاذ الإثنولوجيا العامة بالتنافس مع أ. لوروا-غورهان" (دولوز، 2006، ص 278).
وقد نظّم باستيد سنة 1959 مؤتمرا في باريس حول مفهوم البنية، أثبت خلاله القطيعة بين نظريّة غورفيتش في علم الاجتماع وبين البنيويّة. وأشرف في أواخر حياته على عدّة دراسات في الأنثروبولوجيا التطبيقيّة، ضمن مركز طبّ الأمراض النفسيّة الاجتماعيّة ومختبر علم اجتماع المعرفة، واستقبل طلبة وباحثين من مختلف البلدان.
و"يحتلّ باستيد مكانة خاصّة في الأنثروبولوجيا الفرنسيّة. وتعود هذه المكانة إلى البعد الأخلاقي لأعماله، إضافة إلى انتقائيّة معيّنة وانفتاح فكري يظهر في مواقفه العلميّة، ونظريّاته واهتماماته الأدبيّة، و"تفضيله الواضح للمقدّس على رجال الدين" (دولوز، 2006، ص 278).
من مؤلّفاته نذكر: إشكالات الحياة الصوفيّة (1931)، مواد لعلم اجتماع الحلم (1932)، سوسيولوجيا الاضطراب العقلي (1965)، البرازيل أرض المفارقات (1957)، السوسيولوجيا والتحليل النفسي (1950)...
توفي روجيه باستيد في 10 أبريل سنة 1974 بفرنسا.
انظر:
-دولوز، أ.. (2006). باستيد، روجيه. ضمن معجم الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا (مصباح الصمد، مترجم). (ط.1). بيروت-لبنان: المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع."مجد". ص ص 277-279
-لاينز، أ. (2010). باستيد، روجيه. (نجوى حسين خليل، مترجم). ضمن
الموسوعة الدوليّة للعلوم الاجتماعيّة (ج2) علماء الاجتماع. (مجموعة من الباحثين، مترجم). (ط.1). القاهرة: المركز القومي للترجمة. ص ص 105-