09 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا في 2 يوليو 1925 في كاتاكو-كومبيه من مقاطعة سانكورو في كازاي، من أسرة كاثوليكيّة شديدة التديّن. وتلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة يتولّى الإشراف عليها مبشّرون بلجيكيّون.
اشتغل برتبة منشئ لدى شركة منجميّة بلجيكيّة في كيندو من مقاطعة كيغو، قبل أن يلتحق بمعهد البريد والبرق والهاتف في ليوبولدفيل (كينشاسا حاليا) إثر تحصّله على منحة دراسيّة من السلطات البلجيكيّة، وهو ما أهّله بعد تخرّجه ليشتغل محاسبا في الصكوك البريديّة في ستانليفيل (كيزنانغاني) مدّة أحد عشر عاما وقع إثرها اعتقاله بتهمة السرقة، ثمّ تبرئته فأضحى سنة 1957 مديرا تجاريّا لمصنع للبيرة.
ومع أنّه كان يشتغل تحت إدارة الاستعمار البلجيكي، فإنّ لومومبا لم يتقبّل الوضعيّة التي فرضت قسرا على مواطنيه، فأسّس رابطة لمستخدمي البريد وقاوم سياسة التمييز وناضل في سبيل تحقيق الاندماج والمساواة بين البلجيكيّين والكونغوليّين. وأنشأ في أكتوبر سنة 1958 الحركة الوطنيّة الكونغوليّة، وانطلقت من ثمّ نضالاته نحو التحرّر من الاستعمار، وهذا ما تأكّد عند حضوره أشغال مؤتمر عموم أفريقيا الذي انعقد في ديسمبر 1958 بأكرا، إذ تولّى الدفاع عن النزعة القوميّة الكونغوليّة. وإثر العودة إلى الكونغو شرع في تنظيم حملة واسعة من أجل المطالبة بالاستقلال. وشيئا فشيئا، تكثفت الاحتجاجات وتعدّدت الاضطرابات، لتدفع ملك بلجيكا بودوان الأوّل إلى الموافقة على مبدإ استقلال الكونغو. غير أنّ الاضطرابات تواصلت خاصة في المدن الكونغوليّة الكبرى. وهذا ما أدّى إلى اعتقال لوممبا في نوفمبر 1959.
وبانطلاق المفاوضات بين الكونغوليّين والبلجيكيّين، تمّ التوصّل إلى الإقرار باستقلال الكونغو والإعلان عن ذلك بتاريخ 30 يونيو 1960. وتمكّن حزب لومومبا في انتخابات ماي 1960 من الحصول على أغلبيّة المقاعد في البرلمان ليصبح زعيمه رئيس أوّل حكومة في جمهوريّة الكونغو المستقلّة. غير أنّ المصالح القبليّة الضيّقة والمصالح الامبرياليّة الغربيّة حالت دون تحقيقه مشروعه الوطني الثوري. إذ سرعان ما وقعت اضطرابات وانفصالات انتهت بانقلاب عسكري اعتقل على إثره لوممبا ولم يجده الفرار نفعا فقد اعتقل ثانية وتمّ تسليمه إلى غريمه الانفصالي كاتنغا ليقوم بإعدامه في يناير 1961.
وكان هذا الاغتيال سببا لتحوّل لومومبا إلى رمز للوطنيّة والتحرّر ومناهضة الاستعمار، وذاع صيته في جميع أقطار العالم.