ابهى المواكب شرح ارجوزة الكواكب انقل هذا الكتاب عن الكواكب والنجوم لثلاثة اسباب:
الاول انه يظهر بوضوح كيف ان العرب كانوا يفهمون الكثير من الكلمات، مثل الكواكب والنجوم والشهب، كمترادفات، لها معنى واحد، وهو مثال يدلل على ان اللغة في تغير، وان مافهمه الاولين منها، وبالتالي من القرآن، ليس مانفهمه منها اليوم. اي ان الاستدلال على معاني القرآن لايجوز بالمعنى الحالي للكلمة وانما بمعناها في اوان النزول.
والثاني ان مفاهيم العرب عن السماء وحركة الكواكب ترجع بجذورها الى الوثنيات القديمة، ويفسر ذلك لنا اسباب امتدادها الى القرآن والتفسير
والثالث ان نقل الموضوع الى المنتدى اولا يخلص الكود من الكثير من الفائض، فأتمكن من نسخه نظيفا..
توطئة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمدلله الذي جعل في السماء بروجاً وزينها للناظرين.
"أبهى المواكب شرح أرجوزة الكواكب" هو موقع مخصص لشرح الأرجوزة الفلكية لابن الصوفي، حيث وجدت أن هذه المنظومة تصف جميع كوكبات ونجوم السماء التي يراها أهل الجزيرة العربية وماحولها وما حاذاها، وشرحها كفيل بتعريف القاريء على كل نجوم السماء التي ذكرها العرب والإغريق.
التعريف بالأرجوزة وقائلها
هذه الأرجوزة نظمها أبو علي حسين بن الصوفي وهو ابن الفلكي الشهير أبي الحسين عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الرازي المعروف بالصوفي، صاحب كتاب صور الكواكب الثابتة. وقد عاش ناظمها إلى أوائل القرن الخامس الهجري، حيث توجد مخطوطة قام بنسخها لكتاب والده يعود تاريخها إلى سنة 400 هـ في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد.
ويبدو أن الغرض من نظم هذه الأرجوزة هو تلخيص كتاب صور الكواكب الذي وضعه والده، وقد ذكر أنه نظمها لأحد الحكام البويهيين، ويدعى أبي المعالي فخر دين الله.
وهو ينحى نفس منوال كتاب صور الكواكب في الترتيب، ويأخذ أسماء النجوم منه، فيصف كل كوكبة وماورد عن العرب في أسماء نجومها.
الأرجوزة تحوي أكثر من 500 بيت، وتبدأ بمقدمة ثم تذكر الكوكبات مرتبة كالترتيب التالي وسوف أقوم بمشيئة الله بشرح وإيضاح كل كوكبة في موضوع مستقل. وقد أسميت هذا الشرح "أبهى المواكب شرح أرجوزة الكواكب" من باب الاستظراف وليس من باب الفخر، ويمكن أيضاً تسميته "الدراري الملكية شرح الأرجوزة الفلكية".
الصور الشمالية
وهي أحد وعشرون صورة تحتوي على 360 نجماً، وهي:
1. الدب الأصغر
2. الدب الأكبر
3. التنين
4. الملتهب وهو قيقاوس
5. العوّا
6. الإكليل الشمالي وهو الفكة
7. الجاثي على ركبته
8. اللورا ويسمى السلياق والسلحفاة
9. الطائر وهو الدجاجة
10. ذات الكرسي
11. حامل رأس الغول وهو برشاوش
12. ممسك الأعنة
13. الحوّا
14. الحية
15. السهم
16. العقاب
17. الدلفين
18. قطعة الفرس
19. الفرس الأعظم
20. المرأة المسلسلة
21. المثلث
صور البروج الأثني عشر
وتحتوي على 346 نجماً وهي:
1. الحمل
2. الثور
3. التوأمان
4. السرطان
5. الأسد
6. العذراء
7. الميزان
8. العقرب
9. الرامي وهو القوس
10. الجدي
11. الدلو وهو ساكب الماء
12. الحوت
الصور الجنوبية
وهي خمسة عشر صورة فيها 316 نجماً وهي:
1. قيطس
2. الجبار
3. النهر
4. الأرنب
5. الكلب الأكبر
6. الكلب الأصغر
7. السفينة
8. الشجاع
9. الباطية
10. الغراب
11. قنطورس
12. السبع
13. المجمرة
14. الإكليل الجنوبي
15. الحوت الجنوبي
المطبوع والمخطوط من الأرجوزة
رصدت الدكتورة مويا كيري الباحثة في الفن الإسلامي 18 مخطوطة تحتوي على هذه الأرجوزة إما بشكل مستقل أو ملحقة بمخطوطة لكتاب صور الكواكب. وهذه المخطوطات موجودة في إيطاليا والفاتيكان وألمانيا وتركيا وإنجلترا ومصر وإيران والولايات المتحدة وتونس وفرنسا، ولكن أقدمها موجود في متحف الفن الإسلامي في قطر وتاريخها 519 هـ.
والأرجوزة مطبوعة من ضمن كتاب صور الكواكب الثمانية والأربعين الذي طبعته دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن عام 1373 هـ وأعادت طبعه دار الآفاق الجديدة عام 1401 هـ، وللأسف ففيها الكثير من التصحيف والأخطاء مع عدم إغفال المجهود الكبير في إخراجها.
ولقد وجدت مخطوطة في جامعة الملك سعود ليست مذكورة في قائمة المخطوطات عند الدكتورة مويا كيري، وهي مخطوطة جميلة مزينة ببرواز مذهب، وتاريخ نسخها هو رجب من سنة 914 للهجرة.
المخطوطات الموجودة على الشبكة
يمكن تصفح ثلاث مخطوطات على الشبكة على الروابط التالية:
مخطوطة جامعة الملك سعود
مخطوطة المكتبة الفرنسية الوطنية رقم Arabe 2492
مخطوطة جامعة برنستون والأرجوزة موجودة من ضمن كتاب صور الكواكب للصوفي
ولقد نسخت الأرجوزة من مخطوطة جامعة برنستون ، مع الرجوع إلى مخطوطتي جامعة الملك سعود ومخطوطة المكتبة الفرنسية والمطبوعة ضمن كتاب صور الكواكب الثمانية والأربعين الذي نشرته دار الآفاق الجديدة، والاستعانة بصور لبعض الصفحات من مخطوطة في طهران والدوحة وردت في مقال للدكتورة مويا كيري في الكتاب السنوي Muqaranas.
وأرجو أن تكون النسخة التي كتبتها لكم أصح من المطبوع، حيث أني أرجع أيضاً للكتب الفلكية التراثية والمعاجم والبحوث السابقة ولحوالي أربع مخطوطات مختلفة من كتاب صور الكواكب الثابتة في تصحيح أسماء النجوم الواردة سواءاً في المخطوط أو المطبوع.
يقول أبو علي حسين بن الصوفي في مقدمة الأرجوزة:
باســـم الأله العادل الموحــد ورحمة الله على محمــــــد
هذا مقـــال لأبــــي علـــي نجل أبي الحسين الصـوفي
يا سائلي عن فلك الكواكــب ومالذي يحوي من العجــائب
سألت عنه غير ذي جهل به مضيف آداب إلى منصبــــــه
فهاك نعت الفلك العظيــــــم وكل ما يحوي من النجـــــوم
أرجو أن تجدوا في هذا الشرح الفائدة والمتعة
خالد بن عبدالله العجاجي ( المحقق والشارح)
الدب الاصغر
ذكر الدب الأصغر
قال ناظم الأرجوزة أبو علي الحسين بن عبدالرحمن الرازي، ابن الفلكي الشهير عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي:
أقربهن فاعلمن للقطب كواكب هنَّ على صورة دبِّ
هنّ إذا احصيتهن سبعة رسّمن والقطب معاً في بقعة
في جملة الصورة كوكبان مقدار مابينهما شبران
سمّتهما الأعراب فرقدين ترى دوين أنور الإثنين
كويكب أخفى من الرسم أمّحى تدعوه أعراب الفلا فأس الرحى
نعم ونجم تعرف القبلة به هو من الدب فويق ذنبه
يعرف بالجدي عند العُرب مداره مقارب للقطب
وأنجم الدب تسميها العرب بنات نعش هكذا تنبي الكتب
الجدي والقطب
أقربهن فاعلمن للقطب كواكب هنَّ على صورة دبِّ
هنّ إذا احصيتهن سبعة رسّمن والقطب معاً في بقعة
اعلم أن كوكبة الدب الأصغر هي أقرب الكوكبات لقطب السماء الشمالي، وقد تخيلها قدماء الروم على صورة دب وتسمى الدب الأصغر، لأنه يوجد مجموعة أخرى تشبهها في الشكل وتكبرها في الحجم وتسمى الدب الأكبر.
والصورة التالية هي صورة الدب الأصغر كما رسمت في مخطوطة ألغ بيك في مكتبة باريس الوطنية:وعدد نجوم هذه الصورة سبعة نجوم، والقطب الشمالي يقع معهن في نفس البقعة من السماء،هذا بالإضافة لنجم يقع خارج صورة الدب الأصغر كما هو موضح بالشكل، وهو النجم المعلم باللون الأحمر.
وفي كتاب صور الكواكب الثابتة، لأبي الحسن عبدالرحمن بن عمر الرازي والمشهور بالصوفي، تجد النجوم مرقمة باستعمال الحروف، بالترتيب التالي:
أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 20 30 40
فمثلاً، تجد الجدي له الرقم 1 ورمز له في هذه الصورة بحرف الألف. وإذا كان رقم النجم مثلاً 24 فإنه يرمز له كد ، حيث الكاف 20 والدال 4.
والنجوم إما تكون داخل الصورة (داخل جسم الدب هنا) أو خارج الصورة، وفي هذه المخطوطة وضع اللون الذهبي للنجوم داخل الصورة والأحمر للنجوم خارجها.
تطبيق صورة الدب الأصغر على نجومها في الأفق الشمالي، ويقع غربيها نجوم كوكبة الدب الأكبر وشرقيها نجوم كوكبة ذات الكرسي.
وفي قوله: " رسّمن والقطب معاً في بقعة"، يعني أن قطب الشمال وقت كتابة الكتاب والأرجوزة، أي حوالي سنة 960 م، لم يكن مطابقاً أو قريباً جداً من نجم الجدي كما هو في الوقت الحاضر، فقد كان أبعد عن كوكب الجدي من وقتنا هذا وذلك بسبب ترنح محور الأرض. والصور التالية تقارن بين موقع القطب سنة 960 م ووقتنا الحالي:
وقال الصوفي في الكتاب محدداً مكان القطب في وقته: "وقطب معدل النهار على حدبة القوس الثانية عند أقرب كوكب من السطر إلى كوكب الجدي." وإذا نظرنا إلى الصورة السابقة يتضح مدى دقة وصف الصوفي لمكان القطب، الذي هو مركز الدوائر، حيث إذا نظرنا إلى النجوم التي تكون القوس الأخضر الذي هو "القوس الثانية" عند الصوفي، وجدنا أن القطب يقع عند أقرب نجوم هذا القوس للجدي.
الفرقدان
ثم قال:
في جملة الصورة كوكبان مقدار مابينهما شبران
سمّتهما العرب بفرقدين ترى دوين نور الإثنين
ويوجد في صورة الدب الأصغر نجمان، والمسافة بين هذين النجمين شبران. وقد تتبع المستشرق الدانماركي هانز كارل شيلروب المتوفى سنة 1887 م مقاييس الصوفي فوجد أنها مقاييس ليست عشوائية، فالرمح عند الصوفي يساوي 14 درجة، والذراع سُدس الرمح وتساوي درجتين وعشرين دقيقة، والشبر يساوي ثلث ذراع وتساوي تقريباً 47 دقيقة بينما الإصبع يساوي 1/32 من الذراع ويساوي تقريباً 4.4 دقيقة. ولم يذكر الصوفي في كتابه المسافة بين الفرقدين ولكن في الأرجوزة حددها ابنه بشبرين وهو ما يعادل تقريباً درجة وأربعين دقيقة بينما المسافة حقيقة هي حوالي درجتين ونصف. وهذان النجمان يسميهما العرب الفرقدين.
نجوم فأس الرحى
ومعنى قوله:
================ ترى دوين نور الإثنيــــــــــــن
كويكب أخفى من الرسم أمّحى تدعوه أعراب الفلا فأس الرحى
وترى نجماً خفياً نوره أخفى من نور الفرقدين، يشكل مع الجدي وأنور الفرقدين وعدة نجوم أخرى خفية جداً شكلاً تسميه العرب فأس الرحى. وفأس الرحى نجوم مكونة من قوسين يبدآن ويلتقيان مابين الجدي وأنور الفرقدين. وقد وصف الصوفي في كتابه هذين القوسين قائلاً: "وقد صارت الثلاثة التي على الذنب [ذيل الدب الأصغر، وهي الأول والثاني والثالث] مع الرابع والسادس من المربع على سطر مقوس، ...ويتصل هذا الكوكب [يقصد النجم الأول خارج الصورة، وهو الكويكب المذكور في الأرجوزة] بالكوكب الذي على طرف الذنب [يقصد الجدي] بسطر من كواكب خفية فيه تقويس أيضاً، مثل تقويس السطر الأول، وفي مقابلته، وقد أحاط القوسان بشكل شبيه بخلقة سمكة، تسمى الفأس لشبهها بفأس الرحى التي يكون القطب [قطب الرحى] في وسطها". والشكل التالي يوضح نجوم فأس الرحى حسب وصف الصوفي.
وفي الشكل التالي تتضح حركة نجوم فأس الرحى وسبب تسميتها بهذا الاسم وهي تكمل حوالي نصف دائرة في الليلة:
الجدي والقبلة
نعم ونجم تعرف القبلة به هو من الدب فويق ذنبه
يعرف بالجدي عند العُرب مداره مقارب للقطب
والنجم الموجود على طرف ذيل الدب (انظر الصورة الثانية) يسميه العرب الجدي ومداره قريب من قطب الشمال، وهو النجم الذي عن طريقه يعرف اتجاه القبلة.
بنات نعش الصغرى
وأنجم الدب تسميها العرب بنات نعش هكذا تنبي الكتب
والعرب تسمي أنجم الدب الأصغر السبعة بنات نعش الصغرى، وذلك كما وجدناها في الكتب.