08 يناير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر: ولد عالم النفس والفيلسوف الأمريكي ذو الأصول الألمانية إريك بينشاس فروم بمدينة فرانكفورت في 23 مارس 1900، في أسرة يهوديّة. وكان وحيد والديه اللذين أرادا منه أن يكون حاخاماً. درس القانون بمدينة هايدلبرغ، ثمّ انتقل إلى دراسة علم الاجتماع، ليصبح التلميذ المباشر لألفريد فيبر عالم الاجتماع الألماني المعروف. ودرس أيضاً الفلسفة ليتحصّل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، ثمّ انصرف إلى التحليل النفسي رفقة أستاذته المحللة النفسيّة الألمانيّة الشهيرة فريدا رايخمان التي أضحت زوجته سنة 1929، ثمّ تعلّم على فيلهيلم فيتينبيرغ بمدينة ميونيخ. ويعدّ إريك فروم أحد مؤسسي المعهد الألماني الجنوبي للتحليل النفسي الذي أنشئ سنة 1929 بمدينة فرانكفورت. ومع سنة 1934 اضطرّ إريك فروم إلى مغادرة التراب الألماني نتيجة وصول النازية للحكم، فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، حيث استقرّ وتحصّل على الجنسية الأمريكيّة، واشتغل محلّلاً نفسيّا وأستاذًا محاضرًا في عدد من الكليات وخاصة المدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي.
لم تكن حياته مستقرّة، فقد تزوّج مرّات عدّة، واضطرّ للتنقّل بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمكسيك، ثمّ انتهى به المطاف إلى سويسرا حيث توفّي. وكانت له تجربة سياسيّة مع الحزب الاشتراكي الأمريكي منذ سنة 1960، وكان التزامه ضدّ حرب الفيتنام سبباً مباشراً في شهرته.
قام إريك فروم بمراجعة نظريّة الغرائز الفرويديّة ليعوّضها بنظريّة العلاقة النمطيّة، وهي نظريّة لم ترق لهوركهايمر وماركيز وأدورنو، فانتقدوها وكان ذلك سببا في عزل فروم من مدرسة فرانكفورت.
وتعود طرافة أبحاث فروم في السلوك الإنساني إلى محاولته التوفيق بين مقتضيات المنهج الفرويدي، القائم على دراسة الفرد وبنائه النفسي، وبين المنهج الماركسي المرتكز أساسا على تناول المعطيات الاقتصادية والاجتماعيّة، وهو يرى أنّ محدّد السلوك الإنساني لا يعتمد تكوين الفرد الغرائزي، وإنّما يخضع للظروف والمؤثّرات المحيطة به.
من أهمّ كتبه نذكر: الخوف من الحريّة (1941)، التحليل النفسي والدين (1950)، اللغة المنسيّة: مدخل إلى فهم الأحلام والحكايات والأساطير (1951)، رسالة سيغموند فرويد: تحليل لشخصيّته وتأثيره (1959)، أزمة التحليل النفسي: مقالات عن فرويد وماركس وعلم النفس الاجتماعي (1970)، الامتلاك أو الوجود (1976)..
توفّي إريك فروم إثر وعكة قلبيّة انتابته بسويسرا وقد قصدها منذ 1969 للتداوي. ودفن بمدينة بلينتونا.
انظر:
- فروم، إيريك. (د.ت). الإنسان المستلب وآفاق تحرّره. (حميد لشهب، مترجم). الرباط: شركة نداكوم للطباعة والنشر.