12 مايو 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:وُلِدَ المفكّر والفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي، في نيويورك، سنة 1931م. درس في جامعتي شيكاغو وبيل، واشتغل أستاذًاً في جامعة برينستون، منذ سنة 1961م إلى حدود 1982م، حيث أصبح رئيساً لقسم العلوم الإنسانيّة في جامعة فيرجينيا، قبل الالتحاق بقسم الأدب المقارن في جامعة ستانفورد سنة 1998م. وقد استضافه عدد من الجامعات في العالم (ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، أستراليا...) أستاذاً زائراً اعترافاً بقيمته العلميّة؛ فقد عُدّ من أبرز فلاسفة ما بعد الحداثة، واشتهر بمؤلّفاته في الفلسفة، والسياسة، ونظريّة الأدب. وإليه يعود الفضل -حسب بعض الدارسين- في تحرير الفلسفة من قيودها التحليليّة، وإعادتها إلى النظر في الإشكالات الجوهريّة المتصلة بطبيعة الحياة ضمن مجتمع سياسي.
وتتجلّى أهمّيّة طرحه في دعوته إلى تجاوز الإبستمولوجيا، أو نظريّة المعرفة، لتصبح الفلسفة فعلاً منشِئاً ومؤسِّساً لتجديد الفكر الفلسفي، أو إعادة بنائه، وله، في هذا السياق، إسهام متميّز في تطوير البراغماتيّة.
وقد سجّل رورتي اعتراضه على عقيدة الموضوعيّة في العلم، وصرّح بما مفاده أنّ "البراغماتيّين يودّون استبدال الرغبة في الموضوعيّة؛ أي الرغبة في التماس مع الواقع، بالرغبة في التضامن مع المتّحد الاجتماعي الذي تنتمي هويّتنا إليه". (رورتي، 2009، ص 19).
وقد اهتمّ رورتي، في البداية، بفلسفة اللغة، اعتقاداً منه أنّ التحليل المنطقي الدقيق للغة يكفل الإجابة على معظم الإشكالات الفلسفيّة، إلاّ أنّه سرعان ما تحوّل إلى نقد هذا الاتّجاه بشراسة. واشتغل على عدد من المفاهيم؛ مثل: العدل، والمساواة، والذات، والذاتية، والثقافة، والتضامن، الذي بنى عليه تصوّره للحرّية الفرديّة؛ بل كان من أبرز دعائم البراغماتيّة الجديدة عنده، والتي أطلق عليها بعض الدارسين تسمية فلسفة التضامن.
لرورتي نحو 16 كتاباً؛ منها رسالتاه للدكتوراه، والماجستير، وله ما يناهز 249 مقالةً منشورة في دوريات، ومجلات متخصصة، وملخصات كتب.
من مؤلفاته، نذكر: (الفلسفة ومرآة الطبيعة) (1979م)، الذي يعدّ من أهمّ مؤلفاته، وقد تُرجِم إلى عدد من اللغات؛ مثل: الألمانيّة، والإيطاليّة، والبرتغاليّة، والفرنسيّة، والروسيّة، واليابانيّة، والعربيّة. (تروتسكي والأوركيد البرّي) (1992م)، (العارضيّة والسخرية والتضامن) (1989م)، وهو من أهمّ كتبه، أيضاً؛ إذ يضعه الدارسون في المرتبة الثانية بعد (الفلسفة ومرآة الطبيعة)، وقد تُرجِمَ، أيضاً، إلى عدد من اللغات. (عواقب البراغماتيّة) (1982م)، (الموضوعيّة والنسبيّة والحقيقة: أوراق فلسفيّة) (1991م).