[size=34]هل تستمر الحروب المذهبية عقودا؟[/size]
أبو بكر الدسوقيتتعاظم التحديات التي تواجه العالم العربي في ظل تداعيات وتطورات الربيع العربي، حيث سقطت أنظمة إستبداية تحت وقع الثورات الشعبية في عدة دول رئيسية. وكان من المأمول أن تنطلق المنطقة إلي آفاق أكثر رحابة من الديمقراطية والاستقرار، لكن ميادين الثورات تحولت إلي ساحات للخلاف، والتناحر، والقتال علي السلطة، ومحاولات الاستئثار بها، وبالتالي شهدت المنطقة حالة من الفوضي، وعدم الاستقرار، تراجعت فيها قدرات الدولة علي ممارسة سيطرتها ونفوذها، فشهدنا حالة "الدولة الرخوة"، التي شكلت بيئة مواتية لتنامي الجماعات الإرهابية، مستغلة الفراغ السياسي والأمني الناشئ في تلك الدول. وارتبط ذلك بحالة غير مسبوقة من تدخلات دول الجوار الإقليمي، لاسيما إيران وتركيا، فضلا عن إسرائيل التي تراقب الأحداث عن كثب، وتسعي لضمان أمنها المطلق، واستمرار احتلالها للأراضي العربية، ورفضها استئناف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين، في ظل حالة من الانشغال العربي بالتطورات الداخلية، واشتباك أطرافه في صراعات إقليمية أخري ( للمزيد طالع المجلة).
ولكن من خلال قرءاة مدققة للأحداث، نجد أن الطائفية - المذهبية تعد بمنزلة القاسم المشترك في معظم المشكلات أو التحديات الآنية التي تواجه العرب، خاصة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة. فالتدخل الإيراني في المنطقة العربية يتم علي أساس رغبة عرقية مذهبية لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية في شكل دولة دينية تنتصر للمذهب الشيعي، وتستخدم الطائفية كأداة لتحقيق أهدافها السياسية، كي تكون عاملا حاسما في العديد من الملفات الإقليمية بما يعزز من دورها ومصالحها.
السبت يوليو 18, 2015 7:14 pm من طرف سميح القاسم