سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | الأرض و مستقبل الإنسان- 2 | |
في الحلقة الأولى من هذا الموضوع، رأينا كيف قرع أنصار البيئة طبول الويل و الثبور محذرين من استمرار التقدم التكنولوجي المدمر للبيئة من خلال النفايات الصناعية النووية متجاهلين الخيارات الممكنة لمواجهة هذا الإضرار بالبيئة من غير عرقلة لأبحاث التنمية و التطور، و ننتقل الآن للتنبؤ بعلاقة مستقبل الأرض بمستقبل الشمس التي تستمد منها الطاقة اللازمة للحياة، و لحسن الحظ تتوفر لدينا وثيقة فلكية هامة, وضعها عالمان: أحدهم دانمركي والآخر أميركي, تدعى هذه الوثيقة: (مخطط هرتزسبرينغ- رُسِّل, Russel Diagram– Herzspring) نسبة إلى اسمي واضعيها. وما هذا المخطط إلا إحصائية تقارن بين بضعة ملايين من النجوم المتشابهة نسبياً من حيث لونها, وشدة تألقها, ونماذج الطيف التي تبثها، و علاقة ذلك بعمرها الإشعاعي و بكتلتها. وضع هذا المخطط عام (1937) ثم حُدّث مراراً بعد ذلك، الفائدة منه هي التنبؤ بالفترة التي يمكن لنجم ما أن يبقي معدل إشعاعه مستقراً خلالها, إذ أن النجوم تمر بأطوار إشعاعية مختلفة بدءاً من ولادتها, مروراً بفترة تكون مستقرة فيها, ثم تنتهي حياتها بعد فترة قد تطول أو تقصر. تتعلق الفترة التي بكون النجم فيها مستقراً بكتلة النجم ذاته. وهذا ما يبينه الجدول التالي: نستنج من الجدول أعلاه, أن فترة الاستقرار الإشعاعي للنجم, و بالتالي عمر النجم يقصران كلما ازدادت كتلته, فكيف تنتهي حياة النجم, وما علاقة ذلك بمستقبل الأرض؟ يمكن تصور النجوم على أنها أفران نووية مستعرة, وقودها الهيدروجين الذي تندمج نوياته لتشكل الهليوم فيتحول جزء من كتلة الهيدروجين خلال هذا التحول إلى طاقة صرفة. يستمر إنتاج الطاقة بهذه الطريقة في نجم متوسط الكتلة كالشمس مثلاً مليارات السنين مالئاً الفضاء بإشعاع مستقر لابدّ منه لاستمرار الحياة على الأرض. مع استمرار تفاعلات الاندماج النووي, يُستهلك معظم الهيدروجين المتفاعل ويقترب النجم من نهاية حياته الإشعاعية, التي قد تطول أو تقصر تبعاً لكتلته الأولية كما يدلنا الجدول أعلاه، بعد ذلك ينهي النجم حياته بطرق عديدة, لكن ما يتوقع حدوثه للشمس في أطوار حياتها الأخيرة هو أن تتضخم إلى ما يسمى بالعملاق الأحمر (RED GIANT), حيث سيزداد قطرها حوالي ثلاثين ضعفاً، مبتلعة جميع الكواكب المحيطة بها. متى ستقع هذه النهاية المأساوية للشمس وكواكبها, ومنها الأرض؟ إذا عدنا إلى الجدول السابق نجد أن كتلة الشمس مناسبة تماماً لتحيا حياة إشعاعية مستقرة تبلغ 11 مليار سنة قبل أن تصبح عملاقاً أحمر. يعتقد العلماء أنه قد مرّ من عمر الشمس خمس مليارات سنة حتى الآن, لذلك يمكننا القول بأن الشمس ستبقى مستقرة ست مليارات سنة أخرى. قد تطرأ بعض التغييرات البسيطة على القدرة الإشعاعية للشمس خلال هذه الفترة لكنها لن تكون من الخطورة بحيث تقضي على الحياة على الأرض. قد تأتي عصور جليدية كالتي حصلت في أحقاب غابرة, لكن التاريخ الطبيعي للأرض ينبؤنا بأن هذه العصور لم تنه الحياة على سطح الكوكب. نعم ستمر ستة مليارات سنة قبل أن تسدل ستارة الفناء أمام مسرح الحياة هنا. هذا ما ينبئنا به مخطط (هرتزسبرنغ – رسّل). لكن أليس من الممكن أن تدمر الحياة نفسها قبل ذلك من خلال حرب نووية, أو كارثة طبيعية أخرى؟ إنّ القضاء على الجنس البشري بالكامل, سواء بفعل كارثة صناعية, أو طبيعية يبدو مستحيلاً, إذ أن حدوث ذلك يتطلب ما يلي: 1- أن يهلك البشر بالكامل, فلو تبقت مجموعة منهم لا تزيد في عدد أفرادها عن 500 شخص من الجنسين لأعادت التكاثر, ولتسني لأحفادها أن يعيدوا بناء المدنية في فترة لأتزيد عن نصف مليون سنة, وهي فترة قصيرة إذا ما قيست بعمر الأرض. 2- أن تفنى شبيهات الإنسان بجميع أشكالها, من شمبانزي وغوريلا, وأورانج أوتان.. الخ. إذ يفترض أن بقاء هذه الأنواع من الحيوانات على الأرض, يمكن أن يؤدي من خلال تطوره إلى عودة المدنية في بضع ملايين من السنين. 3- أن تفنى جميع أنواع الثدييات التي تعيش على الأشجار, كالسناجب مثلاً إذ يعتقد البعض أن أسلاف الجنس البشري كانت من هذا النوع من الثدييات قبل (70) مليون سنة. 4- أن تختفي الحياة النباتية نهائياً من على سطح الأرض وأن تجف البحار بحيث تنعدم جميع مصادر الأوكسجين اللازمة للحياة كما نعرفها. فعملية التمثيل الضوئي التي يقوم بها النبات تعد مصدراً رئيسياً للأوكسجين. 5- أن تتكرر العملية السابقة كل مليون سنة تقريباً. | |
|