** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى
فريق العمـــــل *****
فدوى


التوقيع : كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟ I_icon_gender_male

عدد الرسائل : 1539

الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟ Empty
04072015
مُساهمةكيف كان الرفيق وكيف أصبح؟

كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟ Bnzz_488096752
محمد بنعزبز
الخميس 02 يوليوز 2015 - 21:53
أيها الرفيق: أين البرافدا؟
دأب الأخ عبد الإله بنكيران على تحدي الرفاق المغاربة بالقول بأن "من كانوا يحلمون بالثورة والجمهورية في المغرب انتهوا" وذلك بفضل حزب العدالة والتنمية الذي فاز بالانتخابات في عز الربيع العربي الأمازيغي. والدليل لدى بنكيران هو أن الشباب المحتج غادر الشارع.
ومن علامات نهاية الاتجاه الثوري قول نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد "الديمقراطية ممكنة في المغرب ما لم يتآمر الديمقراطيون على الشعب". وما هو الحل؟ أجابت زعيمة اليسار الجذري: المشاركة في الانتخابات.
وهذا بعد عشرات السنين من المقاطعة العنيدة واتهام السلطة وحدها بالتآمر.
نقلتُ هذا التحدي لرفيق من اليسار الجذري لأرى أي وصلت الثورة التي يظن أنها على وشك الوقوع في المغرب منذ خمسين سنة ولم تقع بعد. هو رفيق تروتسكي بلغ الخمسين من العمر، عملنا معا في الجنوب المغربي وألجأ إليه بأسئلة محددة لتوضيح المشهد. يطالع بكثافة ويتحدث بعمق نادر لكن لا يصل خطابه للعموم.
قال: انتهت الثورة. سألته: كيف عرفت؟
الرئيس المصري الجديد يقبل رأس ملك السعودية. الرئيس المصري الأسبق بريء من الفساد ومن دم الشهداء. تونس تختار رئيسا ولد سنة 1926. بشار الأسد صار في مقدمة محاربي الإرهاب. الثوار في اليمن دينيون. الذين قتلوا في ليبيا بعد القذافي أضعاف من قتلوا في عهده. والأهم أن البغدادي قد حقق ما لم يصله بن لادن أي الخلافة في أرض الخلافة، وهذا ما فتح الباب للتيارات الدينية لتحقق ذاتها لأقصى حد، وهذا ما سيقودها لحتفها. كيف؟ كانت الإسلاميون يطالبون من وضع مريح، الآن تحقق مطلبهم وسيخضع الدين لاختبار التطبيق الذي فشلت فيه الاشتراكية.
ينعشني صوت الرفيق في توصيف المرحلة. طلبت منه أن يركز على المغرب، قال:
حين وصل محمد السادس للحكم وجد نخبة من رجالها عبد الرحمان اليوسفي وأحمد الحليمي ومزيان بلفقيه... جلهم كانوا يمينيين لكن كانوا مثقفين وتكنوقراط مؤهلين وحاملي مشروع... والآن لدى الملك نخبة يقودها إدريس لشكر وحميد شباط في حزب الاستقلال. كان علال الفاسي مؤسس الحزب رغم رجعيته بالنسبة لي كيساري حامل مشروع.
هذه مشكلة سياسية، وهناك مشكلة اقتصادية واجتماعية: لقد كرست وصفات صندوق النقد والبنك العالمي أزمة مزدوجة، من جهة أغرقت البلاد في الديون ورهنت مستقبلها، من جهة ثانية أغنت فئة قليلة من لصوص المال العام الذين جمعوا ثروات هائلة بفضل الخصخصة على حساب الشعب، هكذا ابتلينا بأغلبية فقيرة مدجنة وببرجوازية طفيلية تخاف الإبداع وتستهلك السلع لا المعرفة .
واضح ان لدى الملك مشكلة. والغريب أن الملك هو الذي يشخص أعطاب نظامه اكثر من غيره.
هنا اندهشت.
اندهشت لأن الرفيق يفكر للملك بدل أن يفكر ضده. ولهذا سوابق، ففي أكتوبر 1999 صرح أبراهام السرفاتي لإذاعة فرنسا الدولية "عدت من المنفى دون شروط ... ولا يجب أن ندع جلالة الملك وحده". كان ذلك ترخيصا لليساريين بالاقتراب من السلطة. والحجة هي أن اليسار لا يريد أن يترك الملك وحده ضد المحافظين وقد أثمر ذلك تسوية سياسية وعدالة انتقالية باسم الإنصاف والمصالحة التي جبرت ضرر ضحايا سنوات الرصاص.
اعتبر الرفيق ما حصل تسوية سيئة، فبالنسبة للثوريين التسوية السياسية خيانة. لذا حصل انشقاق كبير بين الرفاق. منهم من صار سفيرا ومنهم من انعزل وصمت. لكن بعد خمسة عشر سنة يقوم الرفيق بنقد ذاتي:
طالب الرفاق بمؤسسات مستقلة. هذا طلب، لكن الوضع هو هذا: فحين تغيب المؤسسات المستقلة فإن الفراغ يملأه أصحاب النفوذ في المناطق. وقد اتُّهِم وزير بان حزبه مجرد تجمع للأعيان فوافق الوزير فتوقف الرفاق عن نقد الاعيان. وحاليا فإن أصحاب النفوذ القبليين يملئون الفراغ المؤسساتي وهم يؤثرون على القرار السياسي والاقتصادي للدولة وتسير في ركابهم.
وأين الرفيق؟
فاته القطار. حاليا يعيش الرفيق في القبيلة ويتحدث عن أزمة الحداثة ويفسر ما بعد الحداثة.
يعترف الرفيق بشكل غير علني: انتصرت الرجعية – وأيديولوجيتها في هذه المرحلة قبيلة متأسلمة - وتولى رجالها مقدمة المشهد السياسي والاجتماعي. الخطير أن الرفيق يشعر أن في هذا خير غامض، فسابقا كان الرفيق يعبر عن حنقه الشديد لأن الدولة تجعل من الدين أيديولوجيتها الرسمية والدين أفيون الشعوب، والآن يندهش الرفيق من حزم الدولة ألاستباقي وكونها تأخذ المسألة الدينية بجد لا نظير له ولم تخطر قط بذهن الرفيق رغم أنه قرأ قول جون جاك روسو "ما من دولة قامت ولم يكن أساسها الدين"... أدرك الرفيق ضرورة الدين، وهو يتفق مع الأخ بنكيران في نقط كثيرة، ولا يختلفان إلا في نقط حقوقية صغيرة منها تجريم العلاقات الجنسية الرضائية ومعاقبة المفطرين في رمضان علنا. يرفع الإخوان شعار "إذا ابتليتم فاستتروا" كحل لمشكل الحرية الشخصية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يقول الكثير من الرفاق في مغرب اليوم: من حسن الحظ أن هناك أمير المؤمنين ليمسك بالشأن الديني. من يستطيع الإمساك بالشأن الديني اليوم؟
مع مثل هذه الاسئلة التي تحمل خوفا يتضح ان الرفاق حائرون، يتساءلون أين مصلحتهم وأين مصلحة البلد؟ هل المصلحة هي الوفاء لقيم اليسار الجذري وخطاب الماركسية اللينينة لحين اجتثاث البرجوازية وإقامة نظام اشتراكي؟
لم تعد مشكلة اليسار مع البوليس بل مع التشدد،. التيار المركزي في المجتمع يتبنى بشكل مبطن طروحات التيارات المتشددة. الشعوب يمينية مثل قادتها. والناس على دين ملوكهم. التيار اليساري هامشي عددا ومؤثر ثقافيا تنبع قوة اليسار من امتلاكه وجهة نظر واضحة تهيمن على مناضليه، لكن تحولات كثيرة جعلت وجهة النظر هذه منفصلة عن الواقع. صارت عبئا.
يقول الرفيق: حين كنا شبابا كنا واثقين من إنجاز التغيير الثوري. كانت السلطة تخافنا حتى ونحن تلاميذ. وإلا ما معنى أن يحكم القاضي المغربي خلال السبعينات من القرن الماضي على تلميذ بالإعدام وعلى باقي المجموعة معه بخمس مائة عام سجنا؟ كنا تلاميذ بالكاد نعي ذواتنا لكن القاضي يخافنا ويظن أن كل تلميذ هو جيفارا صغير يجب قصه قبل أن يستفحل.
يبدو ان الرفيق قد شفي من اشتراكية الحمقى ولم يعد يعتقد بأنه سيناضل بالوكالة عن الشعب والجديد أنه اكتشف أهمية النقود. يقوم بنقد ذاتي:
تلقينا تربية مضللة بصدد النقود. سمعنا في شبابنا أن النقود غير مهمة. العكس هو الصحيح. في تبريره للتحول تذكر الرفيق بأن ماركس قد نجا من البؤس بصداقته من بورجوازي كبير هو فريدريك إنجلز.
يتعافى الرفيق من مرض إنكار الإخفاق التاريخي ، وهو يعيش مرحلة نزول مؤلمة من الحلم إلى الواقع. ومع كل درجة نزول يتبدد الدياليكتيك مع الاقتراب من الحياة اليومية. من طريقته في الكلام لم تعد لدى الرفيق طاقة نضالية كامنة وصار يلبس الجلباب الأبيض يوم الجمعة، وفي رمضان يتزايد منسوب النقد الذاتي لديه وقد يواظب على صلاة التراويح في العام القادم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

كيف كان الرفيق وكيف أصبح؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: