01 أبريل 2014 بقلم
محسن المحمدي قسم:
الفلسفة والعلوم الإنسانية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:محاور الدراسة:
-تمهيد
-أولا: الطريق نحو مبدإ القصور الذاتي
-ثانيا: المقصود بالقصور الذاتي
-ثالثا: القصور الذاتي وتغير نظرة الإنسان للعالم (من الانفعال نحو الفاعلية)
-خلاصة
ملخص الدراسة:
إن أهم ما يقال عن المنظومة الحداثية أنها جاءت بتصور مختلف للإنسان؛ فهو أصبح ﺫلك الفاعل والمتحكم في الطبيعة، القادر على التحرر من قبضة الحتميات المتربصة به من كل الجوانب،إنه إنسان غادر التعامل مع الطبيعي نحو الاصطناعي؛ فلا شيء جاهز، بل كل شيء يبنى. ولعل الذي زاد من ترسيخ هدا النموذج من الإنسان هو بروز العلم الحديث خلال القرن السابع عشر؛ فهو أصبح بمثابة الخيط الرفيع الذي يسري في كيان المنظومة الحداثية، وﮪﺫا العلم له من القوة، حيث يكتسح ويحرج ويربك كل حسابات التفكير القديم، إنه اليد الطولى التي تستأسد به ﮪﺫه المنظومة، ويكفي كمؤشر على ذلك الحديث عن أبرز ما أصبح يشغل بال البشرية، وهو الثورة الجينية؛ فالعلم البيولوجي دخل إلى دهاليز الخلية، وسبر أغوار نواتها وفكك صبغياتها فضبط الشفرة الوراثية مما مكنه من التحكم وإقامة التعديلات والهندسات الجينية، فنجد أن البطيخ البيضوي الشكل يصبح مكعبا...، كما أصبحت الآن الطريق معبدة لتحويل النسل وتبديله؛ فالعلماء قادرون على جعل الطفل ينجب ويولد بالمواصفات التي يشتهيها الآباء (الطول، لون البشرة، ولون العين وطرد الأمراض الوراثية...)...