27 يونيو 2015 بقلم
الشريف طوطاو قسم:
الفلسفة والعلوم الإنسانية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:الملخص:
اليسار الإسلامي اتجاه فكري إصلاحي ظهر في الساحة الفكرية العربية والإسلامية في النصف الثاني من القرن العشرين، يريد أن يجعل من الدين الإسلامي قوة للدفاع عن المستضعفين في الأرض ضد أنظمة الاستبداد والظلم والفساد، في مقابل ما اصطلح عليه باليمين الإسلامي، وهو ذلك الاتجاه الذي يجعل من الدين سلطة للدفاع عن مصالح أنظمة القهر والاستبداد والسيطرة وذلك بتبرير ممارساتها وربما بالتواطؤ معها. ومن اللافت للانتباه أنّ كلا الاتجاهين (اليسار واليمين) يتخذ من النص الديني مرجعية له، ومعتمدهما في ذلك على الهرمنيوطيقا بما هي نظرية ومنهج في تأويل النصوص وفهمها وتفسيرها.
وهذه الدراسة تسلط الضوء على هرمنيوطيقا النص القرآني عند واحد من أعلام ومنظري اليسار الإسلامي، وهو حسن حنفي. ورغم أنّ المصطلح (هيرمينيوطيقا) ظهر في الفكر الغربي، إلا أنّ حنفي قد عمل على تأثيله، وذلك بتقريبه من المجال التداولي العربي الإسلامي من خلال تطبيقه على النص القرآني، هادفاً إلى إبراز علاقة هذا النص بالواقع، ومن ثمة، إظهار البعد الاجتماعي والإنساني للدين الإسلامي.
وقد شكل هذا المجهود الفكري في تأويل النص ما اصطلح عليه بـ "نظرية التفسير"، وهي الجبهة الثالثة من مشروعه الفكري "التراث والتجديد". ومن هنا كانت الإشكالية المحورية لهذه الدراسة تتمحور حول التساؤل التالي: ماهي معالم نظرية التفسير التي بني عليها اليسار الإسلامي عند حسن حنفي؟ وتتفرع عن هذه الإشكالية جملة من التساؤلات أهمها:
ـ ما المنطلقات الفكرية لليسار الإسلامي عامة، وعند "حسن حنفي" بصورة خاصة؟
ـ ما المنهج الذي يتوسل به "حنفي" في تأويل النص القرآني؟
ـ ماهي قواعد وخصائص هذا المنهج التي تميزه عن مناهج التفسير الأخرى؟
ـ كيف طبق حنفي هذا المنهج في ربط النص بالواقع؟
ـ وأخيراً، هل كان استثمار اليسار الإسلامي (حنفي) في الهرمنيوطيقا موفقاً، بحيث استطاع أن يقدم لنا نظرية ومنهجاً جديداً في التفسير بما يمكن عدّه تجديداً واجتهاداً في علم التفسير الإسلامي؟ أم أنه يمثل مظهراً من مظاهر التغريب في الفكر الإسلامي المعاصر؟
ذلك ما تحاول هذه الدراسة الإجابة عنه من خلال جملة من المطالب التي أملتها إشكالية البحث بالاعتماد على منهجية مركبة تقوم على التحليل والتركيب والمقارنة والنقد، وذلك بحسب مقتضيات البحث وأهدافه.
البحث في الوسم