أكثر شيء يلازم أي منا هو الخوف، و لا زلت أتذكر سنوات الخوف التي كانت تنتابنا في عهد الحسن التاني و نحن صغار، و غالبا كان عبر محيطنا الذي نعيشه و ذلك عن طريق الانضباط الذاتي أو الإيحاء الذاتي.
الخوف لا يستعمل على نطاق ذاتي محلي، و إنما على صعيد عالمي من أجل التخويف للسيطرة على العقول و بعدها السيطرة على خيرات الفرد و المجتمع و توجيه الأخير حسب توجه الزمرة الفاسدة، مستعملين تقنيات متعددة، من بينها الإعلام، و التعليم، و السياسة و الإقتصاد، و القوة العسكرية، و الديانات (كفرق الموت الإسلامية).
أكبر دولة تصنع الخوف في زمننا هذا هي الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها بُنيت بإستعمال الخوف عن طريق القتل، و قامت بتصديره إلى دول عدة من بينها الدول العربية عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية بإستعمال عملائها من الحكام، و أسلحة الليزر، و العناصر المشعة، و المولدات الصوتية، و مولدات النبض الكهرومغناطيسي الغير نووية، و بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية،و أخطرها فرق الموت الإسلامية.
الخوف غريزة أساسية عند جميع المخلوقات، و الله سبحانه و تعالى زرعها فينا من أجل تجنب المخاطر، و إيجاد حلول لمواجة خوفنا.
الخوف هو نتيجة مادة “الادرينالين” الذي تفرزه الغدة الكظرية وهذه المادة تعطي الجسم طاقة قوية ونشاط غير عادي فيتجه الدم الى العضلات في القدمين واليدين من أجل الدفاع عن النفس أو الهرب، و يؤكد القرآن على هذه الحقيقة قائلاً: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ).
الخوف إذا تجاوز حده في نفس الإنسان، تكون له انعكاسات وتأثيرات سيئة على تفكير الإنسان وجسمه أيضاً وتوثر يمنعه من التعبير عن ذاته، و يكون سببه تزايد مادة “الادرينالين” في دم الإنسان.
إبليس و قبيله الدجال و أعوانه من الإنس و الجن، يلعبون على نقطة التخويف، بل هي أقوى سلاحهم. فالمسألة الرئيسية التي تغيب عن وعي الكثير من الناس يظن أن الشخصية الإنسانية، تأتي دفعة واحدة، أو أنها تتكون خارج محيط التأثير الاجتماعي والتربوي، وعلم النفس الحديث، يعتبر الشخصية لها انعكاس طبيعي للتربية، وأن التربية هي المحدد لمصير الشخصية الإنسانية.
إبليس و قبيله الدجال و أعوانه من الإنس و الجن و بإستعمالهم لفرق الموت الإسلامية التي تقطع الرؤوس مكبرة “الله أكبر”، ووضع المواطنين باستمرار في “حالة تأهب أمني” والتحكم بتضخيم الامور،وانحصار المواطنين في عالم معزول مستعبدين لوسائل الاتصالات والشاشات والهواتف المحمولة بعيدا عن الطبيعة والتواصل الفطري، يلعبون على نقطة “الشخصية الإنسانية” لإعاقة رؤيتنا وتفكيرنا الملوث واستتباب الغضب فينا. و لا تستغرب من الكم الهائل من الأفلام والموسيقى ومواقع التواصل وألعاب الفيديو الكثيرة، فقط لترسيخ الوحشية والعنف والعري والدجل والشذوذ الجنسي والروحاني والاخبار الفاجعة.
إبليس و قبيله الدجال و أعوانه من الإنس و الجن، إستعملوا أمريكا كمعقل للعنف، و أمريكا لا تستعمل إلا العنف سياسيا و إقتصاديا و عسكريا، و مص موارد الفقراء في العالم أجمع خاصة في العالم العربي و الإفريقي.
إبليس و قبيله الدجال و أعوانه من الإنس و الجن، يثمثل فيما يسمى ب”الأمميين”، أو “أصحاب المنظومة العالمية”، التي وقفت وراء حل الأنسجة الإجتماعية والأخلاقية والإنغماس في الذاتية، بل سممت ما لدينا من إمدادات الغذاء والهواء والماء والكوارث الطبيعية.