هل تقف الجزائر وراء تسريب وثائق سرية لمسؤولين مغاربة؟
هسبريس ـ أيوب الريمي
الأحد 26 أكتوبر 2014 - 00:05
من وراء حساب "كريس كولمان 24" على موقع "تويتر"، والذي ينشر وثائق سرية لمسؤولين مغاربة.. سؤال يطرحه عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لطبيعة الوثائق التي يتم نشرها، وتتعلق بوزارة الخارجية المغربية والمديرية العامة للدراسات والمستندات.
ويصب أغلب الوثائق المُسربة في موضوع واحد وهو قضية الصحراء، الأمر الذي جعل العديدين يذهبون إلى الاعتقاد بأن هذا الحساب قد يكون صنيع المخابرات الجزائرية، أو أحد المناصرين لجبهة البوليساريو.
وثائق سرية
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى الثالث من الشهر الحالي، حيث تم نشر وثيقة تفيد بأن وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، قد طلب من نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، التدخل من أجل إيجاد وظيفة لابنة المسؤول المغربي.
هذه الوثيقة كذبتها الخارجية المغربية في حينه، غير أن الحساب لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام بنشر وثيقة جديدة تفيد أن مزوار طلب من وكالة الاستشارات الأمريكية "ماكينزي" أن تقوم بدراسة لتحديد الوسائل الكفيلة بإطلاق الاقتصاد المغربي، "مقابل حصوله على تعويض مادي".
وثائق "كريس كولمان" انتقلت هذه المرة إلى الحياة الشخصية للوزيرة المنتدبة في الخارجية، حيث قام نفس الحساب باختراق البريد الإلكتروني للوزيرة بوعيدة ونشر عددا من الصور الشخصية للوزيرة، إلى جانب عدد من المراسلات "السرية" للوزيرة مع وزراء أجانب.
وأمام هذه الوثائق، رفعت الوزيرة دعوى ضد مجهول بتهمة المس بحياتها الشخصية، أما أخطر ما نشره هذا الحساب فكانت وثائق للمديرية العامة للدراسات والمستندات، المعروفة اختصارا بـ "لادجيد"، حيث تم نشر وثائق تتعلق بتعامل هذه المؤسسة الحساسة مع قضية الصحراء.
من يقف وراء الحساب
حساب "كريس كولمان"، الذي كان حديث تويتر في المغرب خلال الأسابيع الماضية، ذهب الكثيرون إلى أن المخابرات الجزائرية تقف وراءه، لأن "موضوع اهتمامه كان هو قضية الصحراء" يقول مروان هرماش، الخبير في الأمن الإلكتروني في تصريحات لهسبريس.
هرماش رجح بأن صاحب الحساب لم يقم باختراق أجهزة المخابرات المغربية، وإنما قام باختراق الحسابات الإلكترونية لأشخاص يتعاملون مع هذه الأجهزة، وهو ما حدث في حالة الوزير بوعيدة.
وأشار المتحدث إلى أن صاحب هذا الحساب يمكن أن يكون من الجزائر، أو مناصرا لجبهة البوليساريو، "لكن طريقة نشر الوثائق تظهر أنه شخص غير احترافي، غير أنه من الوارد جدا أن تكون المخابرات الجزائرية تعمدت أن تظهر بأن صاحب الحساب شخص غير محترف حتى تخلط الأوراق".
نفس الرأي عبر عنه محمد تمارت، المتخصص في الأمن المعلوماتي، الذي أكد أن طريقة نشر هذا الحساب لهذه الوثائق السرية، وتركيزه على قضية الصحراء "تشير إلى أن الجزائر هي التي تقف وراء هذه العملية".
وقدم نفس المتحدث عددا من الاحتمالات للكيفية التي حصل بها على هذه الوثائق، ومن بينها أنه قام باختراق قاعدة بيانات تابعة لوزارة الخارجية، وقام بجمع كل الوثائق المتوفرة، وإما أنه قام بقرصنة البريد الإلكتروني لمسؤولين مغاربة.
واستطرد بأنه "لو كان الأمر يتعلق بشخص عاد، لقام باختراق هذه الحسابات، والإعلان عن عملية الاختراق، في حين أنه قام بسرقة الوثائق ونشرها، وهذا ما يعني أن هناك جهة منظمة وراء الأمر".
طبيعة هذا الحساب والجهات التي تقف وراءه، دفعت العديد من مرتادي "تويتر" في المغرب ليتعاملوا بحذر مع هذه الوثائق، وهو ما أكده هرماش الذي لفت إلى أن استهداف الوثائق لقضية الصحراء جعلت الجميع يتعامل بحذر مع هذا الحساب.
سؤال الأمن الإلكتروني
نشر وثائق سرية لمسؤولين مغاربة واختراق حساباتهم الإلكترونية، سلط الضوء على مسألة الأمن الإلكتروني في المغرب.
محمد تمارت عبر عن أسفه، لكون 72 في المائة من المواقع المغربية لا تتوفر على أي حماية إلكترونية، لتكون مفتوحة وسهلة الاختراق حتى بالنسبة للأشخاص المبتدئين.
وأضاف أن هناك العديد من الطرق السهلة من أجل اختراق مواقع الوزارات المغربية، مبديا أسفه لأن الجهات المعنية لم تنتبه بعد إلى ضرورة تأمين مواقعه وحسابات المسؤولين المغاربة".