ملامح العقل الاديولوجي
من سمات العقل الاديولوجي انه محاط بعدّة محاذير لا يستطيع الاقتراب منها , وهي في الغالب كل ما خالف ما هو عليه من قناعات او ما من شأنه التشكيك في مسلّماته , وهذا الامر يجعل منه عقلا مختطفا أو محجوزا في زنزانة فبدلا من ان تكون الاديولوجية امتيازا له كما صوّر له قبل اعتناقها تصبح لعنة عليه , وهو عدوّ للحقيقة بكل تجلياتها على عكس ما يزعم فهو يزعم امتلاكه لها , لكن الحقيقة هي ما طابق الواقع والواقع معقّد ومتعدد الابعاد بشكل يستعصي على العقل البشري والحقيقة ان الواقع منفلت من سيطرته , وهو بزعمه امتلاكها مهيّأ لرفض اي اكتشاف يخالف ما لذيه من قناعة بانه بلغ قمة المعرفة , كما انه بطبيعة تكوينه عقل متلقي فقط فهو يعتبر ان للمعرفة سقفا قد وصلت اليه في الاديولوجيّة التي يعتنقها , فعلاقته بما يعتنق هي علاقة تلقّي وليست علاقة نقديّة لانّ النّقد موجّه للخارج فقط ليس لانتاج المعرفة ولكن لاثبات صحة ما لذيه في مقابل ما لذى الاخر , فهو بذلك يختزل وجوده في اعادة تدوير مسلماته فقط ممّا يجعل منه عالة على عالم المعرفة ,واي اديولوجية تستمدّ قوتها بالمقام الاول من حامليها , فهي تستمد بعد وجودها منهم , والحشود بطبيعتها تفتقد للوعي لان العقل الجمعي يتحرك وفق الهستيريا الجماعية وليس بناءا على التفكير الواعي , لذلك فالعقل الاديولوجي هو بمكانة الراس في القطيع , ودور الاديولوجيا في هذه الحالة هي قيادة الجمع والتكم فيه عن بعد , ومن هنا تنتقل الاديولوجية من مجرّد منظومة او نسق فكري الى سلطة اجتماعية على الفرد المنتمي لهذا المجتمع و سلطة الفرد الممثل لها و الناطق باسمها على المجتمع , فهي بذلك تستمد قدرتها على الاستمرار من الارهاب بالمقام الاوّل ,فالعقل الاديولوجي هو ذلك العقل الذي ينطلق في تعامله مع العالم الخارجي من احكام مسبقة تمثل الحقيقة المطلقة بالنسبة له مما يجعله في حالة صدام وصراع مع الاخر المخالف له فهو بذلك ينطلق في تعامله مع الاخر من منطلق الصدام وليس الحوار الجدلي الذي يضيف الى ما عنده فيغنيه فالعقل لا يفكر في فراغ لكن الاشكالية في العقل كنمط من التفكير يفرز منظومة من الافكار او منظومة من الافكار تؤدي الى نمط من التفكير ان تكون هذه العملية مجرد تكرار للمادة الفكرية من خلال اعتبارها مسلمات بدلا من تناولها بشكل نقدي فالعقل الاديولوجي بامكاننا تعريفه بانه نقيض الفكر النقدي الذي ينتج المعرفة بدلا من اعادة تدوير مسلماته
توقيع
الشقوبي
ان الحقيقة الثابتة هي الوجود.. وما وراء الحقيقة يساوي الوهم ...ووهم كل انسان حقيقته... ثم ما هو هذاالوجود ؟؟... ان الوجود مجرد ادراك..ذالك الاحساس الموجود في كل كيان... الذي به نعرف الصواب والخطأ القبح والجمال... بذلك الاحساس ندرك الوجود وبه نحن موجودون وبدونه لا وجود ...لان الوجود مجرد ادراك...