وردةُ البارودِ جماهيريّةُ النّملِ
طارق الكرمي
( المجزرةُ 4 )
هللويا أربعةَ أطفالٍ يختمونَ بحرَ غزّةَ في زجاجةٍ
يا اللهُ
على رملةٍ لها ملمسُ لحمِ
أولادكَ الاربعةِ
4 أبيدوُ تحتَ قدميكَ وعلى مرآكَ يا اللهُ
كانوا يرسمونَ وجهَكَ على الرّملِ
كانوا ينحتونَ اسمَكَ في الماءِ
كانوا يصنعونَ لكَ تمثالاً صاخباً من رملةِ شاطيءِ غزةَ
اربعةُ الاطفالِ الآنَ همْ
أسماكُكَ بأربعةِ الألوانِ
أسماكُكَ التي حولكَ الآنَ في السماواتِ
تتقافزُ في ماءِ عينيكَ يا اللهُ
*صباحاً \ طور كرم
( الحربُ ما بعدَ الأخيرةِ )
كالخُلُدناتِ سوفَ نحفرُ في رملِ غزّةَ (منازلَ طارئةً)
عميقاً سوفَ نحفرُ كالخُلُنداتِ طُهراً في ليلِ المهانةِ
في غُذافِ عتمةٍ أريكةً ومركباً للشّمسِ
بأظافرنا في الهواءِ المُسلّحِ خنادقَ
في لحمِ الهَوْلِ درعَنا
تحتَ الجدارِ ما بعد الأخيرِ وردةَ البارودِ وجماهيريةَ النّملِ
سنحفرُ الخطوةَ على صخدِ المياهِ
في رجفةٍ للأرضِ
هلْ أسمعُ مدفعَ الرّعدِ أم المدافعَ
غيماً رصاصياً أمْ شتاءَ الجحيمِ
الأطفالُ سيحملونَ جماجمهمْ قناديلَ ويُطوِّفوا ليلَ القيامةِ
سوفَ يصعدونَ سلالِمَ من عظمِهمِ إلى اللهِ
سلاماً أيها الطفلُ بينَ الحُلمةِ والرّصاصةِ
أيتها البلادُ بينَ القُبلةِ الحارقةِ والقذيفةِ
سلاماً أيها الوليدُ بينَ زلزلةٍ وصاروخٍ تأتي لِتُقرِءَنا الحياةَ صريحةً
أيها الصّمتُ المُدوّي..
مُغلغلةً ستظلُّ غزّةُ تحفرُ فينا..
*صباحاً \ رام الله
( مَطَلٌّ )
بعدَ أن زنت الصواريخُ ببيتي..بعدَ أن سقطتْ تهوي سماءُ بيتي...
فقط أخذُتُ النافذةَ وركضتُ
فقط النافذة
النافذة التي لذتُ بها
النافذةُ فقط..
لأظلَّ أُطِلُ منها عليََّ
عليكِ تُرضعينَ البلابلَ
على اللهِ
وعلى منامِ القتلى في الحديقةِ..