سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | ربيع العسكر | |
تفتتح مصر المراحل السياسية العربية وتنهيها أوتختمها:1- المرحلة الليبرالية مع حزب الوفد في عام1919، 2- النزعة العروبية وأنظمة "الديمقراطية الثورية"مع عبد الناصر عام1952، 3- الصعود الاجتماعي – الثقافي – التنظيمي للاسلام السياسي منذ عام1974، 4- ثنائية العسكر- الاسلاميون التي انبنت برعاية أميركية بين المشير حسين طنطاوي ومرشد(الاخوان)محمد بديع عقب سقوط حسني مبارك في يوم 11فبراير2011 ، 5- سلطة الاسلاميين برعاية أميركية عقب ابعاد الرئيس محمد مرسي للمشير طنطاوي والفريق سامي عنان في يوم11أغسطس2012 ، 6 - الانقلاب العسكري على مرسي في يوم3يوليو2013. في أوائل حزيران 2014،وعقب اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بفوز قائد انقلاب 3يوليو2013الفريق عبدالفتاح السيسي بمنصب الرئيس المصري،قامت الإدارة الأميركية بانهاء تردد استغرق أحد عشر شهراً نحو الاعتراف بالسلطة المصرية الجديدة التي أنهت حكم الاسلاميين،فيماكان حلفاء واشنطن الاقليميين في الرياض وأبوظبي وعمان من أكبر الداعمين للفريق السيسي منذ اليوم الأول للانقلاب.تزامن هذا الاتجاه الأميركي مع شيء مماثل اتخذه (الاتحاد الأوروبي) و(الاتحاد الافريقي) تجاه السيسي،ومع تنازلات إثيوبية للقاهرة في موضوع(سد النهضة)لم تقدمه أديس أبابا للإدارات المصرية المتعاقبة خلال العشر سنوات الماضية في موضوع حصة مصر من مياه النيل. كان ملفتاً زيارة السيسي بعد قليل من تسلمه منصبه للجزائر حيث يوجد رئيس تحكم المؤسسة العسكرية من خلف ستارته المدنية،فيماالسيسي جنرال خلع البدلة العسكرية بعد انقلاب عسكري ثم نظم انتخابات انبنت على توازنات مابعد الانقلاب أتاحت له وللمؤسسة العسكرية المصرية أن يحكموا من جديد أرض الكنانة ولوكان الرئيس المصري الجديد يرتدي رداء مدنياً هو واجهة مظهرية لبدلته العسكرية. هنا،تشترك القاهرة والجزائر ليس فقط في بنية السلطة وإنما أيضاً في أن السلطة بالبلدين أعيد انتاجها من جديد من بعد انتصار دموي على الاسلاميين،كماأن كلا البلدين من ركائز واشنطن الأساسية في منطقة الشرق الأوسط ،وفي منطقة الصحراء بالنسبة للجزائر. ساهمت الجزائر في تحجيم سلطة راشد الغنوشي بتونس خلال أعوام2011-2013،وهي تساهم مع القاهرة والرياض في دعم حركة اللواء خليفة حفتر في ليبيا،المدعومة من بقايا جيش القذافي،ضد الاسلاميين.في صنعاء تدعم واشنطن والرياض وأبوظبي سلطة الرئيس منصور هادي،المدعوم من الجيش ومن بقايا نظام علي عبد الله صالح،ضد الاسلاميين المشاركين بالسلطة وفقاً لاتفاق نوفمبر2011الانتقالي الذي جرى تحت مظلة (المبادرة الخليجية)التي تم تبنيها من مجلس الأمن الدولي،كماتدعم هذه الأطراف الثلاث الرئيس اليمني ضد (الحوثيين)و(الحراك الجنوبي)،وكلاهما مدعوم من طهران. في دمشق مابعد18آذار2011أثبتت المؤسسة العسكرية التي وقفت خلف الرئيس السوري ، بوصفه القائد العام للجيش والقوات المسلحة ،في الأزمة بأنها المؤسسة الأكثر تماسكاً وقوة ونجاحاً في النظام بالقياس إلى المؤسسة الأمنية أوحزب البعث،وهذا يختلف كلوحة عن أحداث حزيران1979-شباط1982السورية عندما كان دور حزب البعث قوياً في مواجهة تحرك (جماعة الاخوان المسلمين)وكان دور الأجهزة الأمنية محورياً. تعطي صورة قاهرة – تونس- طرابلس الغرب- صنعاء- دمشق 2014بأن "الربيع العربي"قد فشل وبأن رياح التغيير الداخلية،التي دعمت من واشنطن واقليمياً من اسطنبول،لم تستطع النجاح في العالم العربي،كمانجحت الموجات الديمقراطية في الجنوب الأوروبي(البرتغال- اليونان- اسبانية)في عامي1974-1975، وفي أميركا اللاتينية بدءاً من أرجنتين1983ووصولاً إلى تشيلي1989، وفي فيلبين1986وكوريا الجنوبية بعام1987،وفي أوروبة الشرقية والوسطى بمافيها الدول الجديدة المنبثقة عن تفكك دولة الاتحاد السوفياتي بين عامي1989و1991. لم يستطع الاسلاميون العرب،الذين أثبتوا في الدول الخمسة الجمهورية التي جرت فيها حراكات "الربيع العربي" أنهم الأقوى بين معارضي الأنظمة من حيث قوة القاعدة الاجتماعية،أن ينجحوا في تجربة السلطة بمصر وتونس بعد الامساك من قبلهم بدفتها،ولم يكونوا عنصر مشاركة مريح في ليبيا واليمن، وفي سورية كانوا عنصر مفجر لتناقضات المعارضة التي صمدت السلطة السورية أمامها ولم تتزعزع أوتسقط كماجرى في البلدان الأربعة الأخرى رغم قوة الدعم الدولي- الاقليمي الذي تلقته أطراف كثيرة في المعارضة السورية ممايعبر عن ركائز اجتماعية قوية داخلية للسلطة السورية (مع دعم من موسكو وطهران) لم تكن موجودة في البلدان الأربعة المذكورة كمايعبر عن ضعف القاعدة الاجتماعية للمعارضة التي لم تتجاوز حدود الريف السني وبعض المدن(حمص- درعا)فيماظلت مدينتي دمشق وحلب،بأغنيائها وفئاتها الوسطى،مع السلطة. في سورية واليمن وليبيا لم يستطع الاسلاميون على الطراز الاخواني ،وخاصة في مرحلة(مابعد3يوليو2013) وفشل وسقوط مرسي،منع توليد تعبيرات اسلامية تطرفية أصبحت تتجاوز (الاخوان) باتجاه نموذج أصبحت له اليد العليا بين الاسلاميين يمثله الآن أبوبكر البغدادي الذي يتجاوز في تطرفه ابن لادن والظواهري وأيضاً في ثقله على الأرض،وهو في الحقيقة لم يصل إلى ماوصل إليه الآن من قوة لولاالمصعد السوري وليس العراقي،فيما ربيع الاسلاميين التركي في عام2002أتى باسلام معتدل مثله(حزب العدالة والتنمية). هناك مراجعة الآن في واشنطن،يمكن تلمس ملامحها في لندن،باتجاه العودة إلى (العسكر)لحماية مصالح واشنطن في المنطقة،بعد أن فشل الاسلاميون العرب في الوصول إلى ماحققه أردوغان من زواج مصلحة مع واشنطن قاد إلى تحجيم المؤسسة العسكرية التركية ومعها كل التركة الأتاتوركية:السيسي هو عنوان هذه المرحلة الجديدة،وأيضاً تخلي واشنطن منذ الربع الأول من عام2014عن مطلب باراك أوباما ب"تنحي الرئيس السوري" الذي طرحه في 18آب2011. يبدو أن حصيلة "الربيع العربي"التي فجرت مجتمعات ببناها الداخلية نحو مسارات لايمكن السيطرة عليها،مع انتاج الاسلاميين لبنى متطرفة على طراز البغدادي في تماثل مع ماأفرزته الحركة الشيوعية العالمية من افرازات مثل بول بوت في كمبوديا طغت على اعتدال إنريكو برلنغوير أمين عام الحزب الشيوعي الايطالي في السبعينيات ، يدفعان،كعاملين، واشنطن نحو هذه الاستدارة نحو العسكر باتجاه الحفاظ على الأوضاع القائمة العربية بعد أن فجر"الربيع العربي" بنى منطقة الشرق الأوسط في اتجاهات انفجارية من الواضح أن القوى الدولية والاقليمية ترى مصلحة في اتجاه تسكيني واحتوائي لها ضمن الأوضاع القائمة ومن دون خرائط جديدة. | |
|