[rtl]أميرة شعراء بلفاست سينييد موريسي[/rtl]
[rtl]كما الرايات فوق سفن تغرق[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]ترجمة وتقديم فوزي محيدلي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]بعد الاتفاق مع مجلس فنون إيرلندا الشمالية على إنشاء جائزة أمير شعراء مدينة بلفاست، أعلن رئيس بلدية المدينة ميرتين.أو.مويليوير في 31 تموز منح الجائزة الى الشاعرة سينييد موريسي. ويفترض بالشاعرة المتوجة القيام بعدد من المهام والنشاطات الفنية خلال فترة إسناد هذا اللقب إليها. بمعنى أن موريسي ستعمل على إشراك سكان بلفاست في الشعر عبر سلسلة من الأنشطة التي تشمل وتشرك الجماعات الفنية، والمنظمات اللغوية وجماعات الأقليات. كما يطلب منها نظم عدد من القصائد عن المدينة تحت عنوان "مدينتي".[/rtl]
[rtl]بخصوص تعيينها قالت الشاعرة: "بلفاست مدينة ذات تقليد أدبي عريق، لا سيما بالنسبة الى الشعر. لذا أراني أتشرف بتعييني أميرة شعراء بلفاست الأولى ومتحمسة أيضاً للاحتفال واسكتشاف أعمق بخصوص كل من المدينة والشعر في السنة التي أمامي". بدورها قالت المديرة التنفيذية لمجلس الفنون في بلفاست"... من خلال دورها كأميرة للشعراء ستحبب موريسي الشعر الى قلوب مواطني بلفاست، عاكسة ميزة الخلق أو الإبداع لدى النساء وإغنائهن للحياة التاريخية والمعاصرة بل ولشخصية المدينة".[/rtl]
[rtl]وبحديثه عن رؤيته لبلفاست قال رئيس البلدية: أسعى من خلال كل عملي الى أن أبقى عنيداً في إيجابيتي تجاه المدينة، تجاه أناسها ومستقبلها. أكشف اليوم رؤيتي حول كيفية استخدام موقعي كرئيس بلدية لبناء مدينة بلفاست أفضل عما هي عليه".[/rtl]
[rtl]تنطوي إحدى مهام موريسي الجديدة على التركيز على "بلفاست" المخبأة أو الخفية من خلال عملها مع المجموعات الإثنية في المدينة، مع الشبان، الضعفاء ومساعدة بذلك على إظهار كيف أنهم مع بعضهم يمكنهم جميعاً خلق مدينة واحدة، بلفاست واحدة.[/rtl]
[rtl]ولدت موريسي عام 1972 في بورتاداون في إيرلندا الشمالية وترعرت في بلفاست. درست في ترينيتي كولدج في دبلن حيث نالت الدكتوراه. سافرت موريسي وعاشت في نيوزيلندا واليابان قبل عودتها الى مسقط رأسها عام 1999.[/rtl]
[rtl]لموريسي أربعة دواوين شعرية فضلاً عن خامس سيصدر في أيلول بعنوان "إختلاف المنظر". دواوينها الثلاث السابقة اختيرت للقائمة الأخيرة من جائزة ت.س.إليوت البريطانية المرموقة (الدواوين هي: "بين هنا وهناك" (2001)، "حالة السجون" (2005)، و"من خلال النافذة المربعة" 2009. ونالت عن أعمالها العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة باتريك كافاناغ (الفائزة الأصغر سناً في تاريخ الجائزة)، كما جائزة مايكل هارتبت وجائزة التايمز الإيرلندية. قصيدتها "عبر النافذة المربعة" حازت الجائزة الأولى في مسابقة جائزة بالشعر الوطني البريطانية.[/rtl]
[rtl]تعتبر سينييد ممثلة لجيل جديد من الشعراء الذين بدأوا الكتابة بعد وقف إطلاق النار الأول للجيش الجمهوري في أوائل تسعينات القرن العشرين وتوقيع إتفاقية "الجمعة الحزينة" عام 1998. مواضيعها معاصرة لكن بالكاد تتناول "الاضطرابات" المحلية.[/rtl]
[rtl]المقاربة والمواضيع[/rtl]
[rtl]تعمل نظرة موريسي المنقبة على نبش المناظر الطبيعية، الغريبة والمألوفة، وتظهر جوعاً للصور التي تساعد في كشف، ولو بسيط، عن لغز وجودنا على الأرض. من خلال إقامة الروابط بين الأفراد وبين المنظر الطبيعي الخاص بهم وبين أجسادهم، وتاريخهم الوطني والعائلي، وأشواقهم، وخساراتهم، لتتوصل موريسي الى استشراف الحالة الترابطية لوجودنا كبشر على وجه الأرض.[/rtl]
[rtl]تبدو ملاحظتها أحياناً مجهرية من حيث مدى استيعابها والتقاطها النسيج وصدى الساعات والمرايا والأزهار والبصمات. وسط هذه الأشياء تبدو موريسي ملمة بعمق بالحضورات والغيابات بل اللامرئيات. تطأ الشاعرة هذا الحيز الكامن بين عالمين لتتأمل الملائكة، القبور والأشباح مع حفاظ شعرها على حساسيته لاستبصار "حضور الغياب"، ما يجعل عملها يفسح مجالاً للتجاوزي وسط كل موقت.[/rtl]
[rtl]ثمة قصائد وازنة تختار التأمل حتى ولو اتسمت بالدعابة والدهاء واللمسة اللاذعة. ويلاحظ عدم ابتعاد الحزن والرجاء عن بعضهما في عملها الذي يرفل في تأرجح بين الفصول، العواطف والأمكنة. تعترف موريسي بوجود اللاكمال، بالتحيز والفوضى مع محافظتها على التعبير عن الامتنان أو العرفان بالجميل لذاك الانسجام من أي نوع كان حتى ولو تردد صداه في "إئتلاف غير كامل".[/rtl]
[rtl]ولا بد من الإشارة الى رقة مقاربتها لتشكيلتها الواسعة من المواضيع. وقد ترد هذه الرقة الى رقة بل نعومة إلقائها للقصائد. وهي الى القصائد الحميمة التي تمس العائلة والأمومة فإنها تنسج أيضاً على المادة التاريخية، بلا جهد، متبنية أصوات مختلفة لصالح إحداث تأثير درامي.[/rtl]
[rtl]إذا كان الشيء بالشيء يذكر يمكن لبلدية بيروت، عاصمة الثقافة العربية بامتياز، والتي تحوّل الثقافة إلى سلوك يومي، نقول يمكن للبلدية أن تبادر إلى اختيار أمير لشعراء المدينة احتفاء بدورها المتجدد أبداً في ريادة الثقافة والشعر العربيين.[/rtl]
[rtl]سياسة وشعر وعنف[/rtl]
[rtl][ ما هي ذكرياتك الأولى مع كتابة قصيدة؟[/rtl]
[rtl]ـ الذكرى الأولى تعود الى حين كنتُ في الثامنة. أحضر لنا الأستاذ قصيدة "من مقصورة قطار" لروبرت لويس ستيفينسون التي تحاكي إيقاع القطار: "أسرع من الجنيات، أسرع من الساحرات". طلب منا الأستاذ أن نعود الى البيت ونكتب قصيدة من قريحتنا، فوجدت الأمر سهلاً، وتمكنت من إكسابها قافية. شعرت بالغبطة تهزني، وكان أن تعلقت بهذا الميدان. لاحقاً أحضر لي والدي قصائد إدغار آلان بو، صرتُ أكتب طوال الوقت داخل الصف، بين الحصص، في طريق عودتي الى المنزل بالباص. وكان أن حصلت على جائزة للشعر الإيرلندي الخلّاق وأنا في الحادية عشر..[/rtl]
[rtl][ هل تسكبين الكثير من التفكير في بنية مجموعاتك الشعرية؟[/rtl]
[rtl]ـ لا يمكنك التنبؤ بخصوص ماذا ستكون عليه قصيدتك التالية. فقط حين أحصل على مجموعة من القصائد سوية يمكنني التطلع الى كيفية تشييد بنية الديوان. مع المجموعة الثانية قمت بكتابة عدد من القصائد اليابانية الإيحاء. كانت هذه القصائد التي كتبتها مباشرة بعد الديوان الأول. ذهبت الى اليابان بعد مقابلتي مسؤول مجلة "ب.ن.ريفيو" مايكل شميدت الذي كان قد نشر لي عدداً من القصائد. كتبت هناك في سنتي الأولى مجموعة من القصائد اليابانية (الإيحاء من ثم أصبت بالمرض). ذهبت الى نيوزيلندا ولم أستطع الكتابة. ورغم عودتي لم أستطع الكتابة لسنة. لذا كان ثمة ما يشبه الهوة بين النصف الأول والثاني من الديوان...[/rtl]
[rtl][ أخبرينا كيف تكتبين قصيدة؟[/rtl]
[rtl]ـ أكتب الآن بشكل مختلف جداً عما بدأت وصولاً الى كتابة المتوالية اليابانية من الأشعار. كان الأمر أشبه بحضور الإلهام. تحضرني أولاً الأبيات الأولى ومن ثم أنطلق في الكتابة. سيكون الأمر أشبه بالإصغاء أكثر ومن ثم تنساب القصيدة على الورقة. كان عليّ العودة الى ما كتبت ومن ثم الاشتغال عليه، لكن بنية القصيدة تكتب بسرعة والصوت يكون جلياً. لكن منذ إصابتي بالتوقف القسري أو عدم القدرة على الكتابة لم يعد يأتيني ذاك الصوت ولم أعد أشعر بما يسمى الإلهام وصار عليّ تطوير طريقة مختلفة في الكتابة. صار الأمر أشبه بالنحت، أشبه بشيء يتبلور بدلاً من وجود وجهة واضحة في البداية. ثمة المزيد من الاشتغال، المزيد من الصنعة. مع تلك العملية لا تسير القصيدة، إلا إذا شيء ما، مهما كانت طبيعته يتولى الأمر بل يسيطر وتبدأ القصيدة بالتحرك.[/rtl]
[rtl][ معنى ذلك أنكِ تجلسين الآن وتجبرين نفسك على الكتابة؟[/rtl]
[rtl]ـ عليّ إفساح وقت ما لكتابة قصيدة، عليّ أن أفسح حيزاً. إنه لأمر مخيف مواجهة الصفحة الفارغة على هذا المنوال في كل مرة، مع عدم وجود فكرة عن كيفية تشكل عملية البناء. لكن مظاهر كتابة كهذه يمكن أن تكون أقل إخافة من كتابة انتظار الوحي. حين توقفت الأصوات في داخلي، حين توقف الوحي، شعرت بالرعب لأنني كنت دائماً ما أنظم الشعر تحت تأثير الوحي الذي هو شيء لم أتمكن من السيطرة عليه. لم أتمكن من السيطرة على أوان حدوثه أو ماذا كان سيقول لي. حين انتُزع هذا مني، شعرت بعدم المقدرة الداخلية على كتابة قصيدة. منذ ذلك الوقت صارت لديّ هذه المقاربة الجديدة حيث بمقدوري إبتداع قصيدة عبر فعل من إرادتي. خفّ الجَزَع. بتُ أشعر بمزيد من السيطرة على الوضع. بت أودّ عودة الأصوات لكن من دون أن أستطيع تعمد ذلك.[/rtl]
[rtl][ شكّل السفر شأناً مهماً جداً لكِ ولشعركِ. كيف تشعرين إزاء كتابة قصائد خاصة بتلك الأماكن الأخرى غير البلدية وحيال خطر النظر إليكِ كشاعرة سائحة؟[/rtl]
[rtl]ـ شكل السفر الموضوع الرئيسي لديوانين لديّ على الأقل. لا أود كتابة المزيد من قصائد السفر. جعلني السفر أتفتح على أشياء لم أكن لأفعل ذلك لولا تعرضي لتلك التجربة. شكّل ذلك بمعنى ما حافزاً حقيقياً للكتابة، لا سيما صدمة الوصول الى اليابان، الالتقاء بذلك الأميركي والزواج منه. تشكّلت تجربة مثيرة وتغير شعري بشكل ملحوظ، أعتقد أنه تحسن، بدءاً من أشعار الديوان الأول وصولاً الى المتوالية اليابانية. لكن الخطر كما يقال أنكِ تصيرين صاحبة نظرة سائحة للأماكن الأخرى. تنطرح كل المسائل المتعلقة بالحدس الذي يسمح لكِ بالكتابة فيه عن تلك الأماكن الأخرى. أحاول الكتابة، ليس بشكل قوي عن تلك الأماكن الأخرى، بل عن تجربة وجودي فيها. أقمت في اليابان سنتين. عشت نوعاً من الوجود المستدام هناك. ثمة الشيء الكثير في المتوالية اليابانية التي نظمت حول العزلة وإرباك التواجد داخل ثقافة ليست خاصتك.[/rtl]
[rtl][ كيف تحكمين بعد عودتك على ثقافتك كما كانت؟[/rtl]
[rtl]ـ أشعر أنه لا يجب أن يكون أمراً محورياً كتابة شعراء الشمال الإيرلندي عن العنف. لكن ذلك يؤدي الى درب أخرى في المقابل. استأتُ كثيراً حين حلّ بيتر مانديلسون مجلس النواب. ارتعبت لأني اعتقدت بأن كامل زخم عملية السلاح سيضيع. وفي هذه اللحظة المنطوية على قدر أيضاً من السخرية، سيما وأني صرت مُحررة موقع شبكي خاص بالسواح، وقمت حينها بكتابة قصيدة "سياحة". كانت قصيدة غاضبة، قصيدة سياسية... كان ثمة غضب في داخلي لعدم توحيد المساعي من الجميع لاستغلال تلك الفرصة السانحة للسلام وتطبيقها من خلال تنازلات مشتركة. شعرت أن الأمر يخص مستقبلي ومستقبل أبنائي. كان الناس ينزلقون الى الوراء، الى أمان مواقعهم الأساسية، من دون التنبه الى ضرورة قيادة رؤيوية مطلوبة.[/rtl]
[rtl][ يأخذنا هذا ربما الى دور الشاعر. ماذا ترين الى هذا الدور؟[/rtl]
[rtl]ـ سئلت عن ذلك على القناة الرابعة للإذاعة التي رعت نظم قصيدة ليوم الشعر الوطني. نظمت قصيدة بعنوان "في مدح الملح" التي تتطرق الى الإنزلاق الى الحرب مع العراق... سألني المتحاور جوليان ملي بعد أن لاحظ بأنني من بين كل الشعراء المشاركين نظمت القصيدة الأكثر تلوناً بالأحداث الجارية، سألني عن مسؤولية الشاعر في التعامل مع المسائل الاجتماعية والسياسية. برأيي أنه يجب عدم فرض ما يجب أن يكتبه الشاعر. ليس بالإمكان القول أن على كل الشعراء الكتابة عن هذه المسائل، وفي المقابل لا يمكن القول أن على الشعراء عدم الكتابة عنها، بمعنى أن القصيدة الليريكية، الغنائية، يجب أن تتجنب ذلك... يقول الشاعر كونور أوكالاغان أن الشعر السياسي شكّل "الملجأ الأخير لعديمي الموهبة"... رأيي هو أنه في حال أردت كتابة قصائد سياسية وغدت السياسة في قصيدتك أهم من الشعر، فهذا لا ينفع. وحدة القصيدة بل شاعريتها يجب أن تكون الشيء الأساسي. طالما أن تكامل القصيدة مؤمّن والقصائد تؤدي دور قصائد، باعتقادي لا يجب المناقشة عندها إذا كان من الضروري أن يتورط الشعراء بمضمون سياسي أم لا. لدي آراء بخصوص تشكيلة من المسائل السياسية المختلفة. هي جزء من تركيبتي الشخصية وتالياً فإنها تجد تعبيراً عنها في شعري...[/rtl]
[rtl]يقبع والدي في توليفة أناملي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl][أداء[/rtl]
[rtl]هذه الحديقة خاوية تماماً من الوقت ما يجعلها توقفني بلا حراك، وغير قادرة على الاستمرار.[/rtl]
[rtl]أُلقي اللوم على الأوراق: تتساقط من السماء خلال مطر ذهبي جامح[/rtl]
[rtl]تجعلني أتوقف، لأراها مكدسة حتى الفخذين فوق الأزهار والأضرحة[/rtl]
[rtl]التي وسمت بأسماء وتواريخ، بالإيمان والألم[/rtl]
[rtl]كما الرايات فوق سفن تغرق. لم يعد من مزيد لسنوات لنهملها،[/rtl]
[rtl]كل أسئلة الأين والمن الاستفهامية مسحتها نيران الطبيعة، الموت الوحيد ها هنا هو موت فصل الخريف، وهو يؤديه على أفضل ما يكون.[/rtl]
[rtl]الخراب الجسور للأشجار ليس مدعاة أسى كبير، بل إنجاز ممارسة ولا أفضل.[/rtl]
[rtl]أتساءل في سري أي وجوه ستكون للأضرحة[/rtl]
[rtl]حين يحل الشتاء ها هنا، ويكون عرض الخريف بلغ منتهاه.[/rtl]
[rtl][نصيحة[/rtl]
[rtl]قد تعتبره أمراً بشعاً: رسم خطوط بالسكين[/rtl]
[rtl]فوق ظهر أولئك الكتّاب الذين نعيش لنكرههم. لكنها الحياة. يتأذى الإنسان من صحبة اللامعين[/rtl]
[rtl]لينجو ما أمكن غير مشتت الذهن. بدء ذلك بالحقد.[/rtl]
[rtl][لا تكن فخوراً[/rtl]
[rtl]الإثم في الشعر لا يُقطّب له الجبين، إنه مسموح به.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]السمك الكبير في بحر كبير معرض ولو الى انكماش نسبي.[/rtl]
[rtl]قم برسم حدود أرضك[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]بواسطة جدران من حجارة، بمحادل، بالرضاب السام[/rtl]
[rtl]المنبعث من فم زهرة ليل مضيئة. أعِد تقسيم منطقتك الانتخابية.[/rtl]
[rtl][مسألة حياة وموت[/rtl]
[rtl]بعد الظهر أدخلُ في مخاض متردد[/rtl]
[rtl]لذا لم يزل بوسعي الانحناء وآخذ نفس عميق مرة وثانية،[/rtl]
[rtl]وفي كل مرة ما يشبه الملزمة تقبض على حوضي، ومن ثم تتراخى[/rtl]
[rtl]آخذ غفوة، أتناول طعام غدائي، وفيما أنتَ تكتب رسالة الى مولودنا المنتظر[/rtl]
[rtl]شارحاً من نكون، وما هو متوفر في المنزل،[/rtl]
[rtl]لا ندري إذا كنا سنغادر، أو أنه سيتخلى هو عنا في عيد ميلاده الثامن عشر كما لو أننا مفتاح لملكية ما،[/rtl]
[rtl]أو أننا سنقعد داخل غرفة الجلوس ونشغل التلفزيون،[/rtl]
[rtl]إنها الحرب العالمية الثانية. ديفيد نيفين، الممثل، يتلعثم بعد صوت قصف داخل طائرة مصابة. محافظ بطبعه وعمّالي بعقيدته يقتبس هذا الممثل قول السير وليم راليه: أواه،[/rtl]
[rtl]أعطني قوقعة صمتي،[/rtl]
[rtl]ناولني عصا إيماني لأتّكئ عليها، فيما فتاة إذاعة أميركية[/rtl]
[rtl]مرعوبة تصغي. تضرم النار مع ضجة محرك جائع[/rtl]
[rtl]لا يستطيع الطيار أن يحط لأن جسد الطائرة مصاب وهو لا يملك مظلة.[/rtl]
[rtl]ثم لتفضيله السقوط على أن يُشوى بالنار[/rtl]
[rtl]يقفز وتظهر نقطة مضيئة على الشاشة داخل سحابة. تخبئ الفتاة وجهها داخل يديها...[/rtl]
[rtl][مرآة سقف الغرفة[/rtl]
[rtl]أنزلتها منذ عامين، لكنه لم يَزل يأتي قارعاً.[/rtl]
[rtl]كان ثمة الكثير من الفراغ في داخله.[/rtl]
[rtl]أعطيته كل ما يمت الى الخارج[/rtl]
[rtl]الانحناءة الطويلة لعمودي الفقري؛ ذراعي، قدماي، فخذايّ.[/rtl]
[rtl]كان الممثل والمخرج لمخيلته الخاصة،[/rtl]
[rtl]يموت شوقاً لكل خارج. والتاج المتحرك لرأسي شكّل النجم الصاعد في أجواء سمائه.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]حين كنت غير متصالحة مع ذاتي ولا حتى وحيدة، تعودت الرغبة بها[/rtl]
[rtl]ولو من دون أن أراها. لا منظر، لا انعكاس[/rtl]
[rtl]لا حتى في عينيه، اللتين كانتا بعيداً خارج ذاته،[/rtl]
[rtl]لذا الى جانب ذاته، فوق كل آخر خلية من ذاته[/rtl]
[rtl]لم أشعر بالتوق الى شيء سوى الكتمان الأعمى.[/rtl]
[rtl]يقف على عتبة بابي، متوسلاً مخدّرة المنوّم،[/rtl]
[rtl]لكن المرآة موجودة في المبنى الملحق. عمدت الى أن أعد خيوط العنكبوت، بتمويه ما.[/rtl]
[rtl][علم الجينات[/rtl]
[rtl]يقبع والدي في توليفة أناملي، لكن أمي في تركيبة راحتيّ.[/rtl]
[rtl]أرفعهما وأنظر إليهما بحبور[/rtl]
[rtl]أعلم من يدايّ أنني ابنة والديّ.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]من الممكن أن يؤدي نفورهما من بعض الى قصد بلدان متباعدة،[/rtl]
[rtl]أن يحلا في بقعتين مختلفتين من نصفي الكرة الأرضية، وقد ينام واحدهما مع عاشق آخر، لكن في داخلي يتلامسان حيث الأنامل تتصل بالراحتين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]مع عدم بقاء أي شيء من علائم بقائهما مع بعض سوى[/rtl]
[rtl]الأصدقاء الذين ينقبون عن صورتهما عند ضفة النهر،[/rtl]
[rtl]يبقى أنني متيقنة من زواجهما من خلال يدايّ.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أشكّل كنيسة صغيرة مع برجها القائم.[/rtl]
[rtl]وحين أضعها جانباً،[/rtl]
[rtl]يتبدى لي والدي في أناملي، ووالدتي في راحتيّ.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أحتشم أمام تلاوة الكاهن للترانيم،[/rtl]
[rtl]مدركة أن جسدي مسجّل باسم زواجهما.[/rtl]
[rtl]أعيد إحياء ذكرى زفافهما كلما نظرت الى يدايّ.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]لذا يا حبيبي، خذني معك، أشهر طلب البشرة[/rtl]
[rtl]بأن تتمادى في أجساد مستقبلنا، أولادنا.[/rtl]
[rtl]سأورث الى ذريتي أناملي في حال أورثتهم أنت راحتيكَ.[/rtl]