أكره الورود
يا حبذا زهرة برية تنبت من ترابي وتشمّين منها رائحتك
سيأتي ساعي البريد بسؤالك عنّي
لن يجد مكانا يترك فيه رسائلك
سيبحث عن اسمي في
مقبرة الأحياء والأموات
يفتح الرسالة ويقرأ تأبينك لي
لم يعد يزعجني أن أغادر نهارا يتهيّأ لي كاذبا بربطة عنق ملوّنة
لن يزعجني ايضا أن يُسجّوني على بلاط بارد ليغسلوني
في اتجاه تراب لا خونة فيه
لست حزينا تماما
لا رغبة لي في الموت الآن
لكن إن متّ قبل الآن
فلن يبكيني أحد
ولا حتى كلب الجيران الأعمى
ولن يمشي في جنازتي أحد
ولا حتى الهواء الرثّ
وتلك التي ستطلّ من الشرفة سوف تكتفي
بمنديلها إشارة للبلاد
سنكون حزينة أو أقلّ
كنزتها الصوفية البيضاء
تؤجّل قيلولة المعنى
نظرتها أبعد من الحلم قليلا
تسرح بماعز الرغائب عند أعشاب المنخفضات
لا رغبة لى الآن في الموت
غير أنّ الوقت قليل
والبلاد أشبه بسواد لا يكتمل من بياض
ناوليني لحية الله
كي أخلعه عن عرشه
وأرى الجنّة قبل موتي
وأرى السماء زهرة لوتس عائمة
في موسيقى المعنى
هات يدك لأرى ما تبقّى من دمنا
وأرى ما تتعلّمه الايدولوجيا من دانتيلا
لا شبابيك تطلّ منها على الرغائب
غدا سأموت لأشكو البلاد للشهداء