لقد كان الصّخب كثيرا…
شعوب ذاهبة وأخرى آتية…
وأخرى عائدة وأخرى عابرة…
وأخرى ضالّة وأخرى حائرة…
وكانت أراض… سحيقة وغائرة…
وأخرى بعيدة… وأخرى قاحلة…
وأخرى عالية وأخرى دانية…
فأمّا الزّمان، فإنّ أحدا لا يستطيع أن يحدّد بالضّبط تاريخا دقيقا لهذه العلاقة الفريدة…
وكان اللقاء عفويّا جدّا… فقط وُجِدا معا…
كانت الحياة… تحيا في أوجها، وكان المكان… هنا… في عين المكان.
نظَرَت فأدهشها الفرح الذي يتدفّق من كلِّه عبر ابتسامة ريفيّة مربكة…
تطلّع، فحالفه أمل الثّبات الذي يُطِلُّ من عينيها الرّاسختين…
صخبٌ كثير عمّ… إلا أنّهما بدآ ذلك الذي لا بد منه في مثل هذه الأفراح والآمال…
غنّى… فثارت براكينها التي حضنتها طويلا وانبثق التّراب من أعماقها باحثا عن متنفس اللّحن…
رقصت… فانهمك في حنين الرّسوخ وتدفّق عرقه مترصّداً كلّ ذرّة من خطواتها…
خفت الصّخب… وصمت كلّ من لا يهتمّ بالطّفل أو بالبطن…
بقيا معا… لم يعاهدها… فقط أحبّها… لم توافقه… فقط أحبّته…
بسطت بسطوتها يكاد يتّسع لكلّ فرحه… وغمر بفحولته حيّزاً يكاد يحيط بكلّ أملها…
لامســـــهُ برقها… وهزّها رعدُه… ارتعد الهواء لهذا العناق…
ضاحكاً…
أشعل نار الحَدّاد من جوفها… إلى ذروتها…
مشرقة بشمسها عليه فرشت كلّ فصولها تحت قدميه وأحاطته بحجَلِها…
لم يحتاجا إلى الكثير من الوقت… فقد مرّ الوقت الكثير…
كان كرديّا… طفلُه / الشّعبُ الذي أنجبته،
وكانت سوريّة… بطنُها /الأرضُ التي أخصبها.