ضاعفت ''مايكروسوفت'' من رهاناتها على الأجهزة اللوحية، بعد أن نظر المستهلكون إلى جهازها الأول، Surface RT، وقرروا شراء شيء آخر بدلاً منه. يشتمل جهازها الجديد على الكثير من الميزات المحسَّنة، لكنه يفتقر إلى الكثير من التطبيقات، فهل هناك ما يكفي لإغراء المشترين بوضع جهاز سيرفيس 2 على قائمة التسوق، التي تشتمل على الأجهزة اللوحية من شاكلة أبل وأندرويد؟
جهاز سيرفيس 2 من ''مايكروسوفت''
غزوة ''مايكروسوفت'' الأولى في سوق الأجهزة اللوحية من جهاز Surface RT في السنة الماضية، لقيت إعراضاً كبيراً من المستهلكين، الذين وجدوا أن من السهل عليهم تماماً عقْد مقارنات لغير مصلحته بينه وبين الأجهزة المنافسة، التي تعمل بنظام التشغيل iOS وأندرويد، استناداً إلى الحجم والوزن والأداء والسعر وعدد التطبيقات، وهي سمة تزداد أهمية.
شرعت ''مايكروسوفت'' بشجاعة في التصدي لبعض هذه المخاوف، على الأقل في سيرفيس 2، الذي يباع ابتداءً من 449 دولاراً (359 جنيهاً في بريطانيا)، ما يجعله أقل بـ 50 دولاراً من جهاز سيرفيس الأول والأجهزة اللوحية الأخرى، ذات الحجم الكامل.
بُني هذا الطراز، مثل سابقه، على نسخة RT (وقت التشغيل) في نظام التشغيل ويندوز 8 – وهي في هذه الحالة النسخة 8.1 المعدلة. كان نظام ويندوز RT مصمماً بصورة خاصة للأجهزة الجوالة التي تعمل بمعالجات من عائلة آرم، لكنها أقل قدرة من النسخة الكاملة في ويندوز 8.1.
مظهر وملمس سيرفيس 2 مثل سابقه، رغم أنه أنحف قليلاً وأخف وزناً، لكن الفرق ضئيل على نحو لا أهمية له. ويشبه في حجمه معظم الأجهزة المنافسة – لكن حيث أن وزنه 1.5 باوند فهو أقل وزناً بنسبة 50 في المائة من جهاز أبل الجديد آي باد إير. لكن من بعض الجوانب، نجد أن القطع في سيرفيس 2 أكثر مرونة من آي باد إير، حيث أن بإمكانك أن تشبك بالجهاز المزيد من الإضافات، مقل قارئ البطاقات، إذا أردتَ المزيد من سعة التخزين.
حافظت النسخة الجديدة على المقبض المميز. الفرق بينهما هو أن الجهاز يستطيع أن يتكئ على زاوية 40 درجة وكذلك على زاوية 24 درجة، وهو أمر وجدتُه مريحاً للطباعة، عندما وصلتُ لوحة مفاتيح رفيعة ومضاءة بصورة مذهلة تلتصق بالجهاز بقوة عن طريق المغناطيس.
الأهم من ذلك هو أن هذا الجهاز لديه معالِج أقوى وأسرع، وشاشة لمس ذات وضوح أقوى بكثير مقاس 10.5 بوصة من نوع HD، ويدوم عمر البطارية حتى عشر ساعات من تشغيل الفيديو المتواصل بين كل عمليتي شحن، وكاميرتين (أمامية وخلفية) أفضل بكثير من ذي قبل. تستطيع كل كاميرا التقاط صور فيديو بمقاس 1080 بكسل، وتعطي أداءً أفضل في التصوير في منطقة الضوء الضعيف، بالتالي وجدتُ أن المحادثات وجهاً لوجه عبر سكايب بين منزلي في نيويورك وابني في إنجلترا، أكثر إمتاعاً من ذي قبل.
بصورة إجمالية، تتضافر التحسينات جميعاً لتجعل الجهاز سيرفيس 2 أكثر جاذبية بكثير من سابقه، لكن مع الأسف لا يزال جهاز سيرفيس 2 يعاني مما يمكن أن نطلق عليه نقصاً كبيراً في التطبيقات، فهو لا يعمل إلا على تطبيقات مصممة خصيصاً لبرنامج ويندوز RT. وعلى الرغم من أن ''مايكروسوفت'' تعمل منذ فترة على توسيع عدد التطبيقات في متجرها، إلا أنه لا وجود لعدد من أشهر التطبيقات العاملة على iOS وأندرويد. افتقدتُ تطبيقات مثل RunKeeper وTumblr وإنستاجرام، وفي حين أن معظم التطبيقات الموسيقية المفضلة لديّ موجودة، إلا أنه كان هناك غياب ملحوظ لتطبيقي Rdio وسبوتيفاي.
هذا يجعل من الصعب التوصية من كل قلبي بجهاز سيرفيس 2 – رغم أنه سريع وخفيف ومتين التصميم – ليكون بديلاً عن أيٍّ من أجهزة آي باد أو الأجهزة اللوحية العاملة بنظام أندرويد، والتي تكون في العادة أقل تكلفة بكثير، مثل جهازي لينوفو اللوحيين الجديدين IdeaPad Yoga مقاس 8 بوصات و 10 بوصات.
مع ذلك، يتمتع جهاز سيرفيس بميزة كبيرة على الأجهزة المنافسة، وهي أنه يأتي بنسخة من ''مايكروسوفت أوفيس'' تشتمل على التطبيقات المشهورة من باور بوينت وويرد وإكسل وأوتلوك. حين تشغل تطبيقات الأوفيس وتضيف نسخة أو اثنتين من لوحة المفاتيح التي يمكن لصقها بالجهاز – بتكلفة تبلغ 120 أو 130 دولاراً (100 جنيه أو 110جنيهات)، يكون لديك من الناحية العملية كمبيوتر شخصي دفتري خفيف بصورة فائقة، وإن كان يقتصر على تطبيقات محدودة.
ثم هناك الجهاز سيرفيس برو 2، المصمم لمستخدمي الأعمال، الذي يتمتع بمعالِج أقوى كثيراً من شركة إنتل، وقلم رقمي لتدوين الملاحظات والرسم على الشاشة. يمكن أن يكون هذا الجهاز أفضل للشراء لأنه يعمل على نسخة ويندوز العادي 8.1، وليس نسخة RT، مع كامل نطاق تطبيقات ويندوز. أنا أفضله كثيراً على النسخة الأخرى، لأني أستطيع تشغيل جميع تطبيقاتي المفضلة على سطح المكتب من ويندوز، بما في ذلك برامج التشغيل المنزلي والحسابات الشخصية (من ويندوز)، على جهاز لوحي خفيف. ويباع بسعر 899 دولاراً (759 جنيهاً).
لكن عندما يصل السعر إلى هذا الحد، يبدأ عندك شعور بالإغراء بأن تشتري أحد الأجهزة الدفترية الأخف وزناً ذات لوحة مفاتيح تقليدية ثابتة، وفي الوقت نفسه يبقى معك مبلغ يكفي لشراء الآي باد ميني أو جهاز لوحي يعمل على أندرويد بمقاس 7 أو 8 بوصات.