هؤلاء المغاربة قُتِلوا في سوريا بعد الإفراج عنهم من سجون المغرب
هسبريس - طارق بنهدا
الاثنين 04 نونبر 2013 - 01:00
رغم أن التقارير غير الرسمية تتحدث عن "هجرة" المئات من المغاربة صوب سوريا لـ"الجهاد" ضد نظام بشار الأسد، بعد صيحة علماء مسلمين الداعية لـ"النفير" إلى أرض الشام، تتحدث أرقام أخرى عن كون فئة من أولئك "المُهاجرين"، يتجاوز عددهم 250 شخصا، سبق ومرّوا بسجون المغرب بعد اعتقالهم تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، وأغلبهم ممن أكمل مدة محكوميته.
أهداف معلنة للهجرة من المغرب إلى سوريا
عادة ما يتم توثيق عمليات التدريب والهجمات وكذا "الاستشهاد" بالصوت والصورة، ليتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعبارات جهادية تعلن من خلالها غايات المغاربة الذين التحقوا بساحات القتال بسوريا، إلى جانب آخرين عرب، والتي تدور أساسا في رحى "تطهير أرض الشام من المجرمين عملاء النظام السوري"، و"نصرة الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة من قبل النظام الطائفي"، فيما تعتبر إيران وحزب الله اللبناني ألذ أعداء هؤلاء "المجاهدين" الذي يرون فيهم شيعة روافض تحل دمائهم بموجب الجهاد في سبيل الله.
ويستند المغاربة المهاجرون على فتوى النفير والجهاد في سوريا الشهيرة، التي أعلنها مؤتمر لـ"علماء الأمة الإسلامية" المنعقد أواسط شهر يونيو الماضي بالقاهرة، والتي تحث على "وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة"، وذلكم بغية إنقاذ الشعب السوري من "قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي ووجوب العمل على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم".
ويتم تجنيد المغاربة للقتال في سوريا تحت يافطة الجهاد، في صفوف الجيش الحر أو إحدى الكتائب الجهادية المقاتلة، وذلك بشكل سريّ من طرف أشخاص أو شبكات تنشط في مناطق متعددة أبرزها طنجة والفنيدق وتطوان ووزان وسلا ومكناس، يتزعّمها مغاربة يتمتّعون بنفوذ وعلاقات مع تنظيمات جهادية في العراق وسوريا، إلى أن يتم إبلاغهم بموعد السفر إلى تركيا ومنها إلى سوريا عبر حدودها المتاخمة لبلد الأناضول، حيث التنسيق مع أشخاص مجهولي الهوية، قبل أن يجد "المهاجرون" المغاربة أنفسهم في ضيافة واستقبال "الأنصار" ليتم تدريبهم على القتال لأيام وبعدها تسلم المهامّ ومعها الأسلحة..
المغاربة المقاتلون.. أشدّاء وفي الصفّ الأول
تصفهم المواقع والصفحات الجهادية التابعة لمختلف ألوية جبهات "النصرة" الجهادية السورية، بأنهم أصحاب "عزم قوي" و"أخلاق حسنة" و"معنويات مرتفعة"، وتتحدث عنهم بأنهم "أسود وأبطال مقدامين ومقبلين غير مدبرين في معارك حامية الوطيس"، فضلا عن كونهم "من أوائل الملتحقين بأرض الشام"، ومدافعين عن "أعراض الحرائر المسلمات في بلاد الشام في مواجهة زنادقة النصيرية والروافض وشبيحة الخنزير الأسد".
أسماء مغربية كثيرة قضت نحبها في معارك توصف بحامية الوطيس داخل اللاذقية واليعقوبية وإدلب وحلب ودمشق، منها كريم آيت المامون، الملقب بأبي الزبير المغربي وابن مدينة سلا، وأبو حمزة المغربي، الذي سبق له القتال في أفغانستان واعتقل في غوانتنامو ليسجن بعدها في المغرب، وصديق السبع من الشمال ووصف بأنه أحد المشاركين في عصيان سجن سلا قبل عامين، وجواد أشغاف، من طنجة والمعتقل السابق، وكذا الأخوين مراد وشكري مصالي، المنحدرين من منطقة كزناية الشمالية..
معتقلون سابقون يلتحقون بجبهات "النصرة"
ياسين برحو، ابن العرائش والملقب بأبي هاجر، يعد من أوائل من قتلوا في اليعقوبية، بعد مواجهة مع قوات النظام السوري بحاجز عسكري، بداية العام الجاري، قبل أن يدفن في ريف اللاذقية، حيث سبق اعتقاله بعد أحداث 16 ماي 2003، وحكم عليه بـ8 سنوات سجنا، كما مرّ من سجون سلا وأوطيطا 2 بسيدي قاسم وعين بورجة بالدار البيضاء ثم سجن طنجة المحلي.
بعد خروجه من السجن، تزوّج برحو ورُزِق بطفلة تدعى هاجر، قبل أن يلتحق بسوريا السنة الماضية، للقتال في صفوف القوى المعارضة المسلحة، ويلقى حتفه أواخر يناير الماضي.
محمد العلمي، المكنى بأبي حمزة المغربي، يعتبر أحد أشهر المقاتلين العرب في سوريا، سبق له أن قضى سنوات عدة في أفغانستان "جهادا" ضد التواجد الأمريكي والبريطاني بعد عام 2002، قبل أن يعتقل بعد 3 أشهر حين محاولته عبور الحدود إلى باكستان، ليتم تسليمه إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومنها إلى معتقل غوانتانامو، الذي قضى به سنوات متعددة، ويُعاد إلى المغرب معتقلا مرة أخرى.
بعد الإفراج عنه، وحين اندلاع القتال بين المعارضة المسلحة والنظام السوري، هاجر العلمي إلى الأراض السورية بهدف "الجهاد" ضد الجيش النظامي، إلى أن لقي حتفه يوم 17 من رمضان الماضي.
وهو حال كل من جواد أشغاف، ابن طنجة، المعتقل السابق الذي قتل على جبل بارودة، الذي يوصف بكونه من أوائل الملتحقين بأرض الشام، وأحمد ستيتو، الملقب بأبي قتادة وابن المدينة أيضا، الذي لقي حتفه بجبل تركمان، إضافة إلى "أبو ﺧﻨﺴاء ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ"، ابن سلا (34 سنة) والأب لـ3 بنات، الذي قتل يوم عيد الفطر الماضي في إحدى المعارك بسوريا.