عرف المجتمع المغربي ضجة إعلامية بسبب "القاصرين" اللذان تم القاء القبض عليهما للمرور أمام المحكمة القضائية، لا لشيء إلا لأخدهما "قبلة" - التي اعتبرها المسيح "حوار الأرواح" (ذكر طوماس وهو أحد أتباعه، أن المسيح كان يداوم تقبيل مريم المجدلية أقرب الأشخاص إليه من بين حوارييه "من فمها". وقد ذُكرت علاقتهما بإنجيل طوما وفليب وهما من الأناجيل الممنوعة بالكنيسة منذ مجمع نيقيا الأول بعهد الإمبراطور چايوس أورليوس كونستانتينوس أو قسطنطين الروماني). وقد سببت حادثة "القبلة والقانون" استياء كثير من الحقوقيين، بمن فيهم من خرجوا للتظاهر (تضامنا مع القاصرين) ضد التجديف البوليسي/القضائي الساعي لمحاكمة "قاصرين" بتهمة "الإخلال بالحياء العام" .. ومن يستحق الإتهام هم القنوات التلفزية التي تبث أعمالا مليئة بالقُبل، فالصغار لا يقومون بأكثر من تقليد ما يرونه على شاشة التلفاز مما يبث بقنواتهم الوطنية ! . زيادة على أن قبلة تتسبب بإخلال الحياء العام، يعتبر سخرية من عقل المواطن المغربي، وإشهار لكبته اللامقاوم ! .
ننتقل لروسيا والتي لم تحدث الضجة لديها بسبب قبلة مثل ما حدث هنا، بل بفتح مدرسة لتعليم الجنس الفموي، أو الجنس عن طريق الفم !! . فبمدينة موسكو افتتحت المعالجة النفسية Yekaterina Lyubimov ومؤسِّسة موقع Sekx.rf، مدرسة مخصصة للنساء فقط، الراغبات في التسجيل للاستفادة من الدورة تحت اسم "الجنس الفموي"، يتم فيها تقديم أكثر من 50 تقنية بغرض تحسين الجنس الفموي (عن طريق الفم) لمدة تصل 3 ساعات بالمتوسط، مقابل دفع مبلغ مالي قدرة 100 دولار. والرجال لا يسمح لهم بالاستفادة من الدورة وولوج المدرسة إلا كمتطوعين كي يتسنى للطالبات اجتياز الامتحان .. وقد تناقلت الصحف أن المتطوعين حضروا بالآلاف.
إن الضجة التي أحددثها المدرسة (بعد أن تم المواقفة عليها وافتتاح دوراتها) لم تصل لحد التظاهر أو المنع أو هدم المدرسة أو محاكمة المُعالِجة، بل انحسرت بردود أفعال لاتتجاوز التعليقات الصحفية أو التي بالمواقع الاجتماعية (كتويتر وفيسبوك)، زيادة على أن الكثير ممن أبدوا عن رغبتهم للاتحاق بالدورة والاستفادة من الدروس، ومنهم من طلب المزيد من المعلومات حول الأمر. وقد أعلنت Yekaterina عن افتتاح مدارس بأغلب المدن الأوروبية، بداية من إسبانيا. ولم تطل المُعالِجة أي مضايقات (باستنثناء سخرية البعض وعدم اتفاقهم) أو أي متابعات قانونية، بل حتى أنها نزّلت فيديو بِناءً على طلب المستفسرين، تشرح فيه كيف تتم الحصة بالدورة التعليمية (يمكن متابعته بالهامش).
إن الفرق هنا، هو في تغلب الطابو على العقل بالحادثة الأولى، فتتم معاقبة كل من يخرق الطابو، مثلما كانت القبائل البدائية تقوم بقتل كل من يتعدى على الطابو (يقتل حيوان القبيلة المحرّم) وذلك بتقديمه هو (أي المتعدي) كقربان. أما بالواقعة الثانية (التي تناولناها بالموضوع) فنرى تغلب العقل على الطابو، نجد السلطة السياسية والاجتماعية تحترم اختيار الإنسان ورغبته في ممارسة ما يجده مفيدا ومُسعدا له، واحترام افكاره ومساعدته للتعبير عنها وكشفها والدعوة إليها (طالما أنها لاتهدد أمن المجتمع).
قد يذهب البعض إلى أن الغرب يشجع على الإباحية، والمغرب دولة محافظة وإسلامية (مثله في ذلك باقي الدول العربية والمغاربية). يكفي أن يقوم أي شخص بجولة غوغلية (من Google) للبحث عن صور للمغرب قبل عقود خلت، حتى يرى النساء تتجول وتحضر المجالس وهن عاريات الصدر .. فقد كان شرطا عند العرب (بظل الإسلام) تمييز الجاريات والسبايا عن الحُرّات بكشف جيدهن (فتحة الصدر أو النهدين)، كما يظهر لنا في الصور (الخاصة بالمغربيات).
https://2img.net/r/ihimg/a/img689/6569/bqmq.jpgرغم أن إباحية العرب تفوقت على الغرب (حاليا) ـ فلم تصل النساء بعد للتجول بصدور عارية رغم ما توصم به تلك المجتمعات من قلة حياء ـ إلا أن ذلك لم يهدم لا الدين الإسلامي ولا المجتمع العربي. فقد ظل الاحترام والشرف وباقي المبادئ العربية الإسلامية مستمرة بين أفراد المجتمع دون أن تتغير، المشكلة أن العقل العربي هو الذي بدأ بالتدهور بانتشار المد الوهابي ! .
صور لجاريات من مختلف المناطق العربية