جلس على كرسيه الخشبي .. يداعب الورق بأنامله .. ثم أسند بوجهه على راحة كفيه ناظراً لأعلى مبحلقا فى سقف غرفته
تتسع عينيه وتضيق مع توارد الخطرات و يفكر..
ويمط شفتيه للأمام عندما تأتيه فكرة عابثة محركاً رأسه يمنة ويساراً برفض..
ثم يعاود النظر مرة أخرى للسقف ..ترى ماذا يكتب ؟!..
ثم صرخ بأعلى صوته
ها ها ها وجدتها وجدتها ..
أخذ بورقة بيضاء شريدة وسط الورق الذى طبع عليه الحبر وامتلأ بالكلمات ..
ولكنه تلك المرة أرادأن يصب غيظه من هذا الرجل (جاره) فتخيله ..
كــ رجل سفيه لا يستحق سوى الهجاء على الورق ..
فتخيل أنه فارس من فرسان الجبن والخِسّة
وراح ينعته بألفاظ نابية وتعلو ضحكاته مرة تلو أخرى ..
ويتخيل نفسه هو الفارس الشجاع الذى سيخلص العالم من شروره فهو ذو الأخلاق الفريدة وجلس يعدد محاسنه ويعدد مساوىء جاره ..
حتى أنه من فرط ذلك أراد أن يصنع للفارس الشجاع جناحين حتى تكتمل صورة فارس الفرسان الملائكى الذى لا يخطىء ويصيب ككل البشر!! ..
ثم انقطع حبل أفكاره مرة واحدة ..
فــ راح يدب فوق مكتبه بكفيه ..
فقفز القلم من فرط الضربات وقوتها ..
وتشبث فى عروة قميصه أقرب ما يكون إلى السيف في شكله ..
فقال في نفسه: قلمي سيف على رقبتي::
فمزق أوراقه وراح يكتب من جديد ما يبريء ساحته أمام ربه ..
مواضيع ذات صلة: