عندما تختزن الجرح ؛ وتفترش العتّمة ؛ وتُحاول أن تختلي بنفسك.. لا لشيء ..
فقط لتمنح دمعك بعض الحرية ؛ وتُطلق سراحه بعد أن قيدّته لزمن
فاعلم أنك وقتها في لحظة
حُـــزن
::
::
::
عندما تَحمل الزهرة وتقف لتكون لها " تربة " خوفاً عليها من أقدام المارّة تدهسها
فاعلم وقتها أنك في لحظة
عــطاء
::
::
::
عندما تتغاضى عن كل ِما فَعَلوه وتُلجم مشاعرك َنحوهم ولا تطلق السراح إلا لتوسلاتك ِ لهم بالبقاء
لتكون لك زادا على شواطىء الرحيل
دون أن تعلم أن أشرعته أخذتهم بعيداً وطوتّهم إلى عمق الذاكرة بكل قسوة !
فاعلم وقتها أنك في لحظة
وداع
::
::
::
عندما تمسح بروحِكَ دمعة تنزل من عين أبيك ساعة يداهمه الهم ويسكنه الوجع
وتحاول أن تكون له بلسماً
اعلم وقتها أنّك في لحظة
بِــر
::
::
::
عندما تلمح الحزن وقد سكن قلوبهم وأخذهم بعيداً ؛ فتراهم يجلسون معك ولا يجلسون ، يتحدثون وهم صامتون ، يضحكون وهم يبكون ، وقتها تحاول جاهدا ً أن تمسح بما تبقى فيك من فرح آهاتهم لتحيلها سراباً تذروه الرياح
فاعلم وقتها أنك في لحظة
وفــاء
::
::
::
عندما تقف أمام مآسي إخوتك مبتسماً ، ناسياً أن دينك دينهم ودمك دمهم وأنهم بك وبغيرك قوتهم ،
لكن الدنيا أخذتك بعيداً عنهم وأصبح عملك للناس لا لربهم وتناسيت أن مالله يبقى
وما لغيره يكون زبدا
فاعلم وقتها أنك في لحظة
غفـلة
::
::
::
عندما تبني القصور على الرمال وتنحت على الهواء آمالك
وتقتفي أثر من هم بالزيف يعيشون حياتهم ، يظهرون للناس عكس ما يبطنون ، يمثلون الطهر ولباسهم الرذيلة ، ينطقون بالحق وباطنهم الباطل ، يتشدقون بشعارات خطّوها لينظر إليها الجاهل في دينه والعالم في نفسه ،
تجعلهم قدوتك وتترك من هم أهل للاقتداء !
فاعلم وقتها أنك في لحظة
تيــه
::
::
::
عندما تمسك بيدك وجعك ، ضاغطاً عليه بكل قوتك ، ماسكا ً نفسك عن قول (آه ) مبتسماً في وجه من يقابلك ، مصافحاً إيّاه بكل شموخ
اعلم وقتها أنك في لحظة
كبريــاء
::
::
::
عندما تهزمك مشاعرك وتخونك عزيمتك فتنزوي أمام نفسك مجارياً إيّاها بما تريد طلبا ً للرحمة ، راغباً بالجري وراء رغباتها ، ناسيا أنهّا والشيطان لك بالمرصاد
اعلم وقتها أنك في لحظة
ضعف
::
::
::
عندما تبتسم من قلبك لرؤية اسمهم وترى وراء الأفق صورهم وتتنهد لذكرى يوم جمعك بهم ، يوم كانت طفولتكما معاً، بكيتما معاً ؛ ضحكتما معاً ؛ لهوتما تحت المطر .. ببراءة الأطفال وقفتما تحته ، حتى ابتلّت مشاعركما منه .. وإلى الآن لم تَجف ولا تزال حبات المطر تحيي فيك ذكراهم كلما هَطَلت ، بهطولها يتناثر الفرح حولك " فأنت وذكرياتهم في عناق "
اعلم وقتها أنّك في لحظة ِ
حنين
::
::
::
عندما تحتسب كل لحظة ..لله ..همساتك ، كلماتك ، خلجاتك
أعمالك ، سكناتك وحتى صمّتك ، عندما تكون كلها لله
اعلم وقتها أنك في لحظة
عبــــادة
::
::
::
مــع تمنياتي للجميع بلحظات تتصاعد أجرا ًإلى السماء
مواضيع ذات صلة: