يدان كبيرتان
بقلم : رياض بيدس
(الجليل)
صمتا أرجوكم
الملائكة يقتربون
منهكين يصلون
ما من مقاعد
يحلّقون في الجو
مع الفراشات
والعصافير
ثم يعودون من حيث جاؤوا
ربما من شدة التلوّث
أطلّوا علينا من فوق –
ما أسباب رعبهم ؟!
الكثير مما لا يعجبهم ؟!
(9 نيسان 2013)
عندما تقرّر الخروج من وحدتك
لا ترتد معطفك القديم
إرم به
وأبتع لك معطفا جديدا
ربما هاجمتك عاصفة هوجاء -
(9 نيسان 2013)
لا مكان للأوزان في حياتي
أساسا لا أعرفها
ولا أريد معرفتها
في هذا الوقت الحالك السريع
لا وقت لدراسة الأوزان
ثمة لا مكان لها -
ربما بعض القوافي
التي تصيب مكانها عن
طريق الخطأ .
إذا كنت تبحث عن الأوزان
ربما ستجدها في دكاكين البقالة
هناك يحتل الميزان (القبّان)
مكانه الأثير !
إما وزن الحجر الداخلي الحقيقيّ
فإياك ثم إياك أن تفقده !
لأن الأوزان باتت غير حقيقية
فإن وزن الحجر سيكون
كوزن الفيل .
لا تخف
هذا ليس وزن الحجر الحقيقي –
هذا وزن الأحمال التي أسقطت عليه
من أوزان أخرى لا علاقة له بها –
جارنا أبو إبراهيم الرويسي الطيّب
عندما أغلق دكانه
رمى بكل أوزان قبّانه على الحجر
إذا ما الذي تتوقعونه من الحجر ؟!
نظفّه أولا
وسيكون وزنه كوزن الريشة
لا بل قد يكون أخف
لا تخف !
(9 نيسان 2013)
سجين غرفتي
"أبو زهور" يدخل إلى غرفتي مزقزقا
أقبض عليه
قلبه ينبض على يدي
هل يشعر بنبضي هو الآخر
أفكر لثوان بشراء قفص له
أيعقل أن أقتله كل يوم ألف مرة
بوضعه في قفص ؟! ما ذنبه ؟!
أطلق سراحه في الحال
وأبقى أنا سجين غرفتي
لا يبتعد
يقف على شجرة الأسكدنيا مغرّدا .
(9 نيسان 2013)
عندما كنت أمشي كثيرا
كل يوم
كان العالم وراء ظهري
عنما توقفت عن المشي
صار العالم في مواجهتي -
موحشا جدا .
(9 نيسان 2013)
بالكلمات الجميلة
(ربما النابية أحيانا أو الفظة)
أحتمي من وعثاء العالم وضراوته
قد تخونني الكلمات قليلا
وبرغم ذلك أجدها أقل ضررا
من أي شيء آخر
تطير في الفضاء محلّقة
أحتمي بها
هي المأوى الوحيد
لا أطاردها
هي التي تأتي اليّ طوعا -
بحنان .
يدان كبيرتان .
(9 نيسان 2013)
الهرم الذي بنيته
في القرية الكبيرة
من شدة الضجر
مال على نفسه
بعد سنة ومات .
(10 نيسان 2013)
في القرية
في أوقات فراغي
التي تشبه كثيرا
أوقات انشغالي
ومن شدة الضجر
نحت تمثالا لأسد
... بعد أسابيع قليلة
تثاءب التمثال
وتفتّت الأسد
ولم يبق منه
إلا ما يشبه السنجاب .
(10 نيسان 2013)
_____________________________________________________________________
أضع قدما على قدم
لا أتحرّك من مكاني
أكتب قصائر (ما من خطأ مطبعي هنا ا !) -
عندما أكتب ليلا تزورني فراشات
جميلة على نحو مفاجىء
في النهار تأتي عصافير
من أنواع مختلفة على الأشجار
المقابلة لغرفتي وهي تزقزق
كأن هناك من يدعوها
وفي الخارج تنشر الورود شذاها
أما الزيتون فيكون الأكثر حضورا .
تشجيع المحبين والمحبّات
يبعث تفاؤلا جميلا في نفسي
الوجوه المتجهمّة لا تعنيني
ولا أريد أن أكون على مقربة منها
فالعالم كله في العمق لا يني
ينز تجهمّا ومرارة - ثم تكفيني مرارتي
ولا أبحث عن مزيد
أكتب قصائري بسرعة
أو على مهلي
لأعيش
فالحياة من حقي ومن حق الجميع .
لا أحب الليلك ولا اللون الليلكيّ .
(صباح 11 نيسان 2013)
الموت الذي ربض على حياتي كجاثوم
صخريّ لا يحول ولا يزول في الماضي
غير البعيد لم يعد يعنيني -
مصيدة وضعتها له على كتفي
مع طعم لا يحبه (اللامبالاة به
وبحضوره في المقام الأول) -
أثار جنونه ثم ولّى مبتعدا وهو يتحيّن
الفرصة المناسبة للانقضاض علي
أيها الموت أنا لا أحفل ولا أحتفل بك
مكائدك وكل الشباك التي
نصبتها لي باحكام لا تخيفني
أنا المسكون برعب وجوديّ كبير .
لم لا تحلّ عني وعن غيري وتذهب الى البحر
لاصطياد السمك الشهيّ
بدلا من محاولة اصطيادي - مثلا ؟!
لم لا تطيّر طائرة ورقية
في الفضاء الرحب وتلتهي قليلا ؟!
لم لا تقرأ كتابات نيتشه التي
قد لا تعجبك بالمرة لأنك لا تملك
الحد الأدنى من الثقافة ؟ّ!"
"لم لا تصنع لك مقليعة وتذهب
لاصطياد ديوك السمّن في فصل الشتاء
أو حتى الدوري
بدلا من احترافك اصطياد البشر الطياب ؟!"
"لم لا تعمل على ترميم قرية فلسطينية
مدمرّة بدلا من دعمك وتأييدك لمن دمرّها ؟!"
لا بل رأيتك تنصب لي الشباك بعد أن قام ثلّة
من المحرّضين ضدي من دون سبب - نعم من دون أي سبب -
أنت والسلطة القذرة التي كرهتها طيلة حياتي ولا أزال
لأني لا أريد شيئا ولا أباع ولا أشترى
ولا أحب المال ولا الوجاهات التي تحبها - نعم رأيتك ايها
الموت الحقير أنك أنت والسلطة تعملان معا لقتلي في
كل مكان - هل يوجد شيء في العالم أحقر من السلطة وأزلامها ؟!
لقد كنت أيها الموت تقف في صف أولئك الذين حرّضوا علي
ومع السلطة التي تكرهني بالأساس
وذلك لأني لا أريد شيئا ولا أملك طموحا بالمرة
وحتى تلك الصفة التي كنت أعتقد أنها مشتركة
بيننا وهي "العدمية" تختلف عن عدميتك أيها الموت
إذا كنت حقا أنا عدميّ النزعة فلربما جاءت من قساوة العالم التي أنت جزء منها
أنا أعرَف بنفسي منك أيها الموت :
أعرف أن مقطعا من أغنية لفيروز قد يبكيني
أو مشهدا قاسيا في التلفزيون تفرح له أنت
قد يجعلني مريضا .
رويدك أيها الموت لا تغترّ
فذوقك لا يعجبني
وصداقتك لا أريدها
وحتى تيهك بنفسك ينفرّني منك
نختلف في تفاصيل قد تبدو صغيرة أو كبيرة (لا أعرف)
لكنها هامة في الوقت نفسه :
أحب السمك المقليّ جدا
وأنت تحب الديدان
أحب الروائح العطرة المنسكبة
من إمرأة جميلة تحب الحياة
وأنت تحب الروائح الكريهة
أحب البحر وهواءه الذي ينعشني
وأنت تستعمل البحر مصيدة لقتل أمهر
الصيّادين والسبّاحين وحتى أولئك
البسطاء الذين لا يعرفون السباحة
أحب النسمة العليلة التي تشفي
الروح في قيظ الصيف اللاهب
وأنت تحب العواصف التي تزهق
أرواح البشر
كما رأيتك أيها الموت تتصرّف بنذالة لا سبيل إلى احتمالها
مع كل أنواع التعزيات غير المقنعة التي
كان البعض ينثرها على موت قاس نذل :
رأيتك تزهق ارواح بشر في عز دين شبابهم
أو تقتل - نعم تقتل بالمرض أو بغير المرض - أشخاصا من
أطيب أصناف البشر
وتركت الأشرار والأنذال ينعمون بحياة رغدة جدا
وأسمح لي أيها الموت أن أصارحك بصوت عال
جدا حتى بعد تعب شديد :"أنت نذل ، نذل حقيقي لا يشق لك غبار !"
"إذن إذهب في حال سبيلك ! وأنا في طريقي ."
... يبدو الصباح جميلا ورائقا
ولا أريد أن اعكرّه اكثر
لكني أريد أن أقول لك كلمة أخيرة :
"أيها الموت ، أنت حقير جدا !"
(صباح 11 نيسان 2013)