دعوة للتأمين على المؤخرات
رشيد البلغيتي
الجمعة 02 غشت 2013 - 14:17
حسنا فعلت "جينيفر لوبيز"، المغنية القنبلة ذات القد الممشوق والخصر الأسطوري، عندما قررت دفع فاتورة باهظة الثمن من أجل تأمين مؤخرتها اللاتينية التي لن يجود بها زمان.
لا أدري إن كانت "جينيفر" قد دُعِيَت إلى حفل من حفلات "موازين" الباذخة ففكرت في التأمين قبل حزم الحقائب في بلد يتوجه فيه الجمهور الى منصة "OLM" قصد الاستمتاع بالموسيقى الغربية المصحوبة برياضة "التخوار" التي يكثر ممارسوها قرب غابة "الهيلتون" أم أن الأمر راجع، فقط، لهوس زائد سكن واحدة من أهم الشخصيات الأميريكية اللاتينية حسب مجلة "بيبول إن إسبانيول" التي وضعتها في لائحة أكثر 100 شخصية أمريكية من أصول لاتينية نفوذا في "الزطازن".
أيا يكون دافع "جي لو" فإن الواقع المغربي أتبث عبقرية المغنية و حسها الاستباقي في توقع الأسوأ.
تَحَسَسَ عشرات الآلاف من المغاربة مؤخراتهم وهم يتابعون، غير مصدقين، خبر العفو الملكي الذي نزل بردا و سلاما على الاسباني، المعروف بـ"دانييل" في أوساط القنيطريين، الذي كان يستدرج أطفالا قاصرين الى سرير الجرم باستعمال "كانيش" لا ندري إن غادر هو الآخر تراب الوطن بجواز سفر منتهي الصلاحية !
كان من الممكن أن يكون ذلك اليوم الرمضاني الذي وُشِح فيه "الضابط الكبير" مصطفى الرميد بوسام المكافأة الوطنية من طرف الملك و معه أعضاء الهيئة العليا للحوار الوطني من أجل إصلاح المنظومة القضائية (كان من الممكن) أن يكون ورقة في يد السيد وزير العدل و الحريات، المنافح السابق من أجل الملكية البرلمانية، يشهرها في وجهنا نحن المشوشين، الحاقدين، الراغبين في "إغتصاب" كل محاولات الإصلاح الرصينة التي يأتي بها السيد عبد الاله بنكيران و من خلفه خليله في الحكومة عبد الله باها (وراء كل رجل عظيم رجل) لكن "يا فرحة ما تمت" كما يقول إخواننا المعتصمون في ميدان رابعة العدوية.
فما إن خرج السيد وزير العدل والحريات و معه رئيس محكمة النقض و الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض و رئيس المجلس الدستوري و رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان وسيط المملكة و رئيسي لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلسي النواب و المستشارين و اغميجة و بن عليلو، الأسماء الأخيرة لموظفيين سامين بوزارة العدل و ليست للاعبي كرة كما توحي ألقابهم.. (ما إن خرجوا من القصر) حتى خرج "دانييل" يبحث عن كانيشه و باقي ممتلكاته المحجوزة بمدينة القنيطرة و يوسع المشورة حول إمكانية رفع دعوى قضائية على الضحايا علَّ الكرم المغربي يمتعه بجلسة "أنس و فرفشة" أخيرة قبل مغادرة أرض الجار الجنوبي بجواز سفر "بيريمي" تحت سمع و بصر السيد محند لعنصر وزير "الفترينة" في الداخلية المنتدب لدى السيد الشرقي الضريس !
أتخيل كم وجد "الضابط" الرميد وسامه الذهبي لزجا و هو يحاول نزعه من عنقه بعد إحساس مزعج بالبلبل على ياقة قميصه الأبيض.
أوكي ! اصديقتي البوكاري رئيسة "ماتقيش ولدي" والمعروفة لدى المغاربة بنجاة أنور أطلت على المغاربة عبر قناة الجزيرة القطرية لتذكرنا بالفصل الدستوري الذي يسمح للملك بصبغ عفوه على من يشاء أما صاحبة "ماتقيش ولادي"و التي سبق أن نصحت الجمهور في برنامج تلفزي بالقول "ماتيقوش أجي بوس عمي.. أجي بوس خالي" فقد سارعت إلى إقفال الهاتف وربما رميه بعدما علمت أن من يقف على الطرف الآخر من الخط "الساخن" صحفي من هسبريس يريد موقفا من قرار العفو.
لا يبدو أن الممثلة، وهي ممثلة حقيقة، أمل صقر ستدعوا إلى مسيرة بيضاء في أحياء القنيطرة السوداء أما "البيغ" فمن المرجح أن ينتج أغنية تحت عنوان "بغيت"، هذه المرة، نكاية بالمعترضين على قرار العفو.
كاتب الرأي "الرائد"، المنزعج من كثرة كتاب الرأي هذه الأيام والذي حباه الله بمداد "قهوي" يخط به مؤخرة إحدى الجرائد المهجورة فقد توسل مساحة ضيقة في موقع إلكتروني ليرتكب بها مقالا يقول فيه " تبدو الغضبة مزايدة سياسية أكثر منها أي شيء آخر.. " !
الأدهى من هؤلاء مجتمعين هم أتباع حزب حزب العدالة و التنمية الذين ولوا وجوههم صوب المشرق ينتحبون لنحيب "البلتاجي" و ينامون على جملة "سيسي يا سيسي مرسي رئيسي" و كأن حكومتهم عينت على رأس الجهاز التنفيذي في السويد فاختاروا إحياء "جمعة ضد الانقلاب" بعدما لم يعثروا على ملف يناضلون لأجله في مملكتهم الاسكندنافية الديمقراطية، الغنية و الآمنة !
أمام كل هذا، لا يتبقى للمغاربة، المغتصبين في كرامتهم و الخائفين على مستقبل بناتهم وأبنائهم، سوى سلك سبيل التأمين على المؤخرات لدى شركة تقدم العروض الأفضل اسمها "الوطنية للتأمين".