ذكّرنى كثير من ٱلأصدقآء بٱلحاجة إلى “قاموس” للسان ٱلقرءان”. وهذا كان أوّل ما عملت عليه لأبيِّن لنفسى كيف يختلف لسان ٱلقرءان عن لسان ٱللغة. لكنى لم أنشره لأننى علمت أنَّ للكلمة دليل ومفهوم يبدأن من ءاية عربية (ظاهرة للبصر كٱلشجر وٱلبقر) ويتحركان إلى مما تتكوّن بٱلنظر كيف بدأ خلقها.
فى ٱلقرءان وَصف له بقول منه “كتابا متشابها مثانىَ”. يبيّن أنَّ فهم قوله متحرك لا يثبت على ما يفهمه ويقوله أحد من ٱلناس (“ٱلقرءان أحسن حديث” ٱلبحث ٱلأول فى كتاب “أنبآء ٱلقرءان”). وهذه ٱلحركة للفهم يوكّد عليها ٱللَّـه لمَن يسأله بٱلقول “كلّ يوم هو فى شأنٍ”.
ولهذه ٱلحركة بداية محددة فى قول منه:
“هو ﭐلَّذِى بَعَثَ فى ﭐلأمِّيِّنَ رسولًا مِّنهم يتلواْ عليهم ءَايَـٰـتهِ ويُزَكِّيهِم ويُعَلِّمُهُمُ ﭐلكِتَـٰبَ وﭐلحِكمَةَ وإن كَانواْ مِن قَبلُ لَفِى ضَلالٍ مُّبينٍ” 2 ﭐلجمعة.
فٱلفهم يبدأ بما يفهمه ٱلأميِّون ٱلمبعوث فيهم ٱلرّسول وبلسان فطرتهم. وليس بلسان ٱلمتعلمين منهم ٱلشعر:
“وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون” 41 ٱلحاقة .
“وما علَّمنَـٰـه ٱلشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرءان مُّبين” 69 يس.
فمن دليل ٱلكلمة بلسان ٱلأميِّن. يبدأ ٱلبيان ويبدأ ٱلفهم. ولسان ٱلأمىّ هو لسان عربىّ. لأنّه يدلّ بكلامه علىۤ أشيآء عربيّة بيّنة يدركها بصره. ومَا يعجم على بصره منها لا يدركه. وهو جنّ عليه.
وفى ٱلقرءان موعظة للحركة عن تلك ٱلبداية ٱلعربيّة لتنوير ما يجنّ فيها:
“قل سيرواْ فى ٱلأرض فٱنظرواْ كيف بدأ ٱلخلقَ” 20 ٱلعنكبوت.
ومَن ينظر يرى ويعلم ويقرأ. يتطور فهمه من ٱلشىء ٱلمدرك ببصره إلى غيب معجم فيه.
ومن يتبع ٱلشعرآء:
“وٱلشّعرآء يتبعهم ٱلغاوون” 224 الشعرآء.
لا ينظر ولا يرى ولا يعلم بٱلحقِّ ٱلمفطور ويضلّ عنه. فيجهل وينتشر ٱلضلال وظلامه فى قلبه:
“قُل مَن كَانَ فِى ٱلضَّلَـٰـلَةِ فَليَمدُد لَهُ ٱلرَّحمَـٰنُ مدًّا” 75 مريم.
وهذا إن شعر بأمر يلغوا ويخرّص فيقول شعرا. ويتطور لغوه وتخريصه ويجنّ على بصره ما هو عربىّ. فيعمى عن ٱلحقِّ ويكفر ٱلسّمع على كلِّ قول يختلف مع لغوه وتخريصه:
“وقالَ ٱلَّذين كفرواْ لا تَسمَعُواْ لِهٰذا ٱلقرءانِ وٱلغواْ فيه لَعلَّكم تَغلِبونَ” 26 فصلت.
وبٱلنظر وٱلدرس فيما كتبه ٱلمتعلمون ٱلسّلف شرحا وتفسيرا للقرءان. يظهر منه فهم شاعر جَنَّ عليه ٱلحقّ ٱلعربىّ وكفر. وبلسانه (وهو لسان لغو وتخريص) كتب ٱلمتعلمون ٱلسّلف. وبما كتبوه يُعبّد أبنآء ٱلقوم تربية وتعليما. وبٱلتعبيد يعسر ويعجم عليهم ٱلفهم من بدايته.
وبٱلنظر وٱلدرس فيما سُطِّر فى معاجم ٱللغو “اللغة العربية”. يظهر عمل مُّحصٍ لِّكلام أميِّن وشعرآء وخطبآء من قبآئل مختلفة شاميّة وساميّة ٱلِّسان (شام أرامىّ وكنعانىّ وسام عبرىّ).
ومن تلك ٱلقبآئل ما هو قحطانىّ. ٱسمه منسوب إلى قحطِ عيشٍ لعرب بادون. يرحلون فى بادية عربآء مع أنعامهم بحثا عن ٱلطعام وٱلمآء.
ومنها ما هو عدنانىّ. ٱسمه منسوب إلى عَدنٍ. ومنه ٱسم ٱلمعدن وٱلمعادن بسبب ٱستقرارها فى ٱلأرض. وجنات عدنٍ هى جنات ٱستقرار. فٱلعدنانىّ من ٱلناس هو ٱلمستقرّ فى حاضرة يعمرها.
وفى ٱلمعجم تسطير لكلام فطرة ٱلناس ولكلام لغوهم. من دون علم للمُسطر بٱلفرق بينهما. وما فيه من قول فى دليل ٱلكلمة. منه ما يدلّ عليه لسان فطرة ٱلأميِّن. ومنه ما عَمَت عنه بصيرة ٱلمُسطِّر بما تعبّد بٱللغو تربية وتعليما.
وحتى لو لم يكن للتعبيد تأثير عليه. فلن يكون إدراكه وفهمه وعلمه بٱلدليل. أكثر من طُور مِّن أطوار إدراك وفهم وعلم ٱلإنسان ووسآئله فى وقت عيشه. ولبيان ذلك أضرب مثلا مما سُطّر فى “المعجم الوسيط” من قول عربىّ أمىّ فى دليل كلمة “مكَّ”:
(مكَّ العظم مكًّا: مصَّ جميع ما فيه. وامتكَّ الفصيل ما فى ضرع أمّه: استقصاه بالمصِّ).
فمآ أدركه ٱلأمىّ ببصره ويرىٰه قلبه ويفهمه من هذا ٱلفعل. هو “المصّ” ٱلمشاهد ببصر ٱلعين لما فى ٱلعظم ولما فى ٱلضرع.
وبغياب ٱلنظر ووسآئله. لم يرَ قلبه أنَّ ٱلفعل “مكَّ” يبيّن حركة سباحة لشىء يُمَصُّ. ومكانا له بطن فارغ وفراغُهُ يَمُصُّ. وأنّ ٱسم هذا ٱلمكان هو “مكّة”. وبطنه فارغ.
كما لم يرَ أنّ ٱلعظم وٱلضرع. لكلٍّ منهما باب للخروج ٱسمه “بكّة” يبكّ ما فيه فيخرج منه.
ولم يرَ أنّ هذين ٱلفعلين يحدثان فى مكان من ٱلأرض وله بابان:
ٱسم ٱلأوّل “مكّة”. يدخل منه ٱلناس إلى بطنه. يَقرُون فيه. ويُرَصُّ قَرِيشهم وينشأ منه قوم قُرَيش. وفيه يعدنون.
وٱسم ٱلثانى بكّة”. يهاجر ٱلناس منه فى شُعَبٍ مختلفة فى ٱلأرض. يتفرّقون فى ٱلبحث عن مكان يعدنون فيه.
كما لم يرَ أنّ هذا ٱلفعل يحدث فى مكان من ٱلسمآء وله بابان:
واحد يشدّ ويسحب إليه (يَمصُّ) قَريشَ دخان (غاز) يسبح مهاجرا فى ٱلسّمآء. يهوىۤ إليه يقريه ويقرّشه فى بطنه. وتنشأ منه مجرّة من نجوم وشموس وكواكب وأقمار وحجارة.
وٱلثانى تخرج منه مكنوسة. فى درب تبّانة تبكّها فى شعب مختلفة فى ٱلسمآء.
فٱلفعل “مكّ” يبيّن مكانا له باب دخول وبطن ٱسمه “مكّة”. يحدث فعله فى ٱلعظم وفى ٱلضَّرع وفى ٱلسَّمآء وفى مجتمع للناس. وتدلّ ٱلكلمة على قوَّة شدٍّ وسحب من باب يبكّ إلى باب أخر يمكّ.
وهذا يبيّن أنّ فهم دليل ٱلكلمة. لا يقصر على ما يظهر للبصر من فعل ٱلشّدِّ وٱلسَّحب لما فى ٱلعظم ولما فى ٱلضَّرع.
ليس لاسم “مكّة” ولا للفعل “مَكَّ”. أثر فيما نقل من بحوث علم ٱلفيزيآء إلى لسان “اللغة العربية”. ففعل ٱلكلمة ٱلمبيّن فى قول ٱلأمىّ لا يتغير أينما حدث. وأنّ ما شهده ويشهده ٱلأمىّ من ٱلحدث بسمعه وبصره. هو سبيل ٱلنظر إلى ٱلغيب ٱلجزئى لرؤيته فىۤ أحداث فيزيآء ٱلتكوين. فلكلمة “مكّة” موقعها فى بيان ٱلفيزيآء. وحضورها فيه يجعله متشابها مع بيان ٱللَّـه فى كتابه. فيدركه جميع ٱلذين ينظرون فى ٱلحقِّ وبه يعلمون.
ٱلتطور فى ٱلنظر ووسآئله وٱلعلم وٱلفهم وٱلعقل. يظهر مفهوم “ٱلتّشابه” ومفهوم “ٱلشأن”. ويرفع بإدراك ورؤية وفهم وعلم ٱلمرء فىۤ دليل ٱلكلمة. ويجعله أكثر إحاطة به. وبفعل هذا ٱلتطور فى ٱلرؤية. يحنف إدراكه وفهمه لفعل ٱلشّدِّ وٱلسحب. من فعل مشاهد عربىّ فى ٱلعظم وٱلضرع. إلى فعل مشاهد فى مجتمع للناس. وإلى فعل رؤية فى ٱلغيب ٱلفيزيآئى وٱلبيولوجى (ٱلميِّت وٱلحىّ).
ومن دون فتح سبيل ٱلنظر ووسآئله. للعلم علما متشابها بهٰذا ٱلتطور فى فهم ٱلدليل للكلمة. يحدث فصل بين تطور ٱلمرء ٱلعلمىّ وٱلمعرفى. وبين مخزونه من كلام لسان فطرته. ويصير دليل كلمات مخزونه يضيق عليه. ويعيق إدراكه ورؤيته وفهمه للعلاقة بين تطوره ٱلمعرفى ومخزونه من ٱلكلام. وبتطور فهمه وعلمه بما يدلّ عليه مخزونه لكلمة “مكَّة”ٰ. يجعله يحنف عن قول صاحب ٱلمعجم. ويرى فيها قوّة شدٍّ وسحب. يدلّه عليه فى علم ٱلفيزيآء ٱلقولvacuum energy.
وبذلك ٱلتطور فى فهم دليل كلمة “مكّة”. يعلم ٱلمرء أنّ ما يُنقل بلسان “اللغة العربية” من بيانات ٱلفيزيآء. يفصل مفهوم ٱلشّدِّ وٱلسحب عن ٱلكلمة. ويمنع إدراك فعلها فى مجتمعات ٱلناس وفى ٱلغيب ٱلفيزيآئىّ. كمآ أدركه أمىّ فى ٱلعظم وفى ٱلضرع.
فلكلمة “مكّة” فعل مشهود. لم يرَه ٱلمسطّر للمعجم فى شدّ وسحب ٱلناس إليها.
ولم يرَ كيف تُقرّش مهاجرين من شعبٍ مختلفة. وفى بطنها يعدنون.
ولم يرَ كيف قامت سلطة للقوم قريش بعهد وبه فتح سبيل ٱللَّـه أمامهم.
ولم يرَ ما جعل أفئدة من ٱلناس تهوىۤ إليهم. ليقيموا معهم يعدنون فى ٱلمكان. ويكونون من أهله. كما طلب إبراهيم من ربِّه:
“فٱجعل أَفئدةً مِّنَ ٱلناسِ تَهوِىۤ إِلَيهِم وٱرزُقهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ” 37 إبراهيم.
وشركه لفهم ٱلشعرآء فى فهم ٱلدليل لغوَ فيه. ومنع ٱلنفع من مخزون لسان ٱلأميِّن بما وصل إليه ٱلناس من علم.
كذلك حبس دليل ٱلكلمة عند ٱلأمر ٱلمشاهد فى ٱلعظم وٱلضرع. منع إدراك فعله فى مجتمع ٱلناس وفى ٱلغيب ٱلفيزيآئىّ.
هذا ٱلشرك وهذا ٱلحبس فى فهم دليل ٱلكلمة. هو ما يطغى علىۤ أبنآء “اللغة العربية”. ولأنّهم لا يشاهدون فى حياتهم ٱليومية عظما وضرعا يُمكّ. فلا يذكرون ٱلكلمة وفعلها. ولا يعملون على تفكير بمفهوم ٱلمّكِّ. ويظنون أنَّ ٱلكلمة تكونت بفعل لقآء بصر ٱلعين مع ٱلشىء من دون علم بكيف حدث ذٰلك. وليس للقول ٱلعربى “وعلَّم ءَادم ٱلأسمآء كلَّها”. تأثير بما يبينه من أن ٱلكلمة معلَّمة فى ٱلفؤاد. ومنه يخرج صوتها مَّنطوقًا. أو صورة له فى خطٍّ مَّسطورٍ. لِّتدل على ٱلشىء ٱلذى وقع عليه بصر ٱلعين.
ولم يرسل ٱبن “اللغة” نظره ليرى كيف يحدث فعل ٱلكلمة ومما تتكون.
ولم يعقل ما جآء فى بيان مَن وصل نظره إلى غيب. ورأى فيه قوَّة سحب وأطلق عليه ٱلوصف vacuum energy.
ولوۤ أنّه نظر وعقل وفكّر. فإنَّ كلمة “مَكَّة” هى ٱلتى كانت ستخرج من فؤاده لتدل على قوَّة ٱلسحب هذه.
ولو قارن ووازن بين نطق ودليل ٱلكلمة magnet فى لسان أميِّن إنكليز. وبين نطق ودليل ٱلكلمة “مكَّة”. لَرَأَى نطقهما قريب. ولَأَدرك أنّهما يدلان على قوّة شدٍّ وسحب فى ٱلِّسانين. ولكان نَقَلَ ٱلكلمة من لسان ٱلإنكليز إلى لسانه وقال عن قوة ٱلماغنيت. أنّها ٱلقوّة “ٱلمكّية”.
لم يفعل ٱبن “اللغة” ذلك بسبب تعبيده تربية وتعليما بما وثن عليه ٱلقوم من لغو ٱلكافرين. وبطغوى ٱلتعبيد سكن ٱلدليل وٱلمفهوم لديه على ما جآء منه عند شاعر أو كاهن ميِّت. ٱلأمر ٱلذى حرف وصدّ إدراكه وعطّل نفعه من مخزون ٱلكلام ٱلأمىّ. ومنع عليه ٱلفهم وٱلعلم فى ٱلحقّ. وهذا ما جعله ينقل ٱلقول vacuum energy من لسان فطرة ٱلانكليز إلى لسان لغوه. بٱلقول “طاقة الخلاء”. وهو لا يدرىۤ أنّ نقل ٱلقول ٱلإنكليزىّ إلى لسان فطرته هو بٱلقول “طاقة ٱلمكٍّ”.
وبمآ أَلِفَه ٱبن “اللغة العربية” من دليل لدىۤ ءابآئه ٱلأولين. جعله لا يدرى بما فعلوه من تحريف للكَلِمَ وٱلكلام عن مواضعهما. ولا يدرىۤ أنّ ٱلتحريف جعل بيان ٱللَّـه فى صفٍّ. وبيان ٱلعلم فى صفٍّ أخر.
ولا يدرىۤ أنّه بٱتباعه ٱلتحريف ودليله. يضلُّ ويكفر سبيل ٱللَّـه على نفسه وعلى ٱلكثير من ٱلناس.
وأضرب مثلا على ٱلتحريف فى دليل ٱلكلمات “قرأ” و”تَلَوَ” و”جعل” و”صبئ”. وبه تُوَلَّفُ قلوب أبنآء “اللغة العربية” وبه يشركون.
أشرك ٱللغو كلمة “قرأ” بدليل كلمة “تَلَوَ”. فيما تدل عليه من تتبع للكلام ٱلمتعاقب فى ٱلسَّطر ببصر ٱلعين وٱلمتعاقب بٱلصوت وتسمعه ٱلأذن. وكذٰلك للكلمات ٱلمتعاقبة فى ٱلأشيآء ٱلغيبية. سوآء ءَكان فى ٱلفيزيآء ٱلجزئية أم فى ٱلبيولوجيا ٱلجزئية.
وٱلكلام أىًّ كانت هيئته. يأتى متعاقبا فى ٱلسَّطر. وبٱلفعل تلوَ يجرى تتبعه.
ثم يأتى فعل ٱلنظر فيما يرمز إليه وٱلعلم بما يدل عليه.
وٱلفعل “تلوَ” لا يدل علىۤ أن ٱلمتابع يفهم ويعلم بٱلكلام ٱلمخطوط أو ٱلمسموع. سوآء ءَكان ٱلكلام بلسانه أم بلسانٍ أخر.
فٱلذى يتلوا ٱلكلام ويدرسه يقرأ منه فهما متشابها.
وإذا ٱستعان بوسآئل تقوِّىۤ إدراكه ونظره وفكره. يصل إلى ٱلعلم به جميعه. ويستنبط دليلا لِّكلِّ كلمة فى ٱلسَّطر.
ثمَّ يعمل من بعد ذٰلك على بنآء قولٍ مُّستنبطٍ. يبيِّن فيه بلسانه ماۤ أدركه وفهمه من ذٰلك ٱلكلام.
وبهٰذا ٱلعمل وبوسآئله يجعل ٱلكلام “قُرءًا” بيِّنًا بلسانه. ويكون قد “قرأ” ٱلكلام وبيَّن دليله عند طُور من أطوار ٱلعلم فيه.
ومثل ذلك هو عمل ٱلفيزيآئى. ٱلذى ينظر فى رموز ٱلأشيآء ٱلغآئبة عن بصر ٱلعين. بوسآئل صنعية (ميكروسكوب) تقوّى بصره وتوسّع رؤيته. فهو يتلوا. ويراقب. ويحسب. ويدرس. ويشبِّه تلك ٱلرموز بأشيآء يعرفها. ويفرِّق ويميِّز بين رمز وأخر من هيۤئة كلٍّ مِّنها. ومكوناته وحركته ولونه. ويحدِّد لكلِّ رمزٍ ٱسمًا من لسان فطرته يوافقه فى ٱلهيۤئة وٱلمكوّن وٱلحركة وٱللَّون. يعلّمه بها. ثم يعود إلى ما علّمه. ويعمل على ٱستنباطٍ لِّمفهومٍ مِّنه. كماۤ أدركَ ورأى وفهمَ وعلم من تلك ٱلرموز ٱلمعجمة فى ٱلغيب. ويطلق على كلٍّ مِّنها ٱلاسم ٱلذى يطابق هيئته ولونه وصوته. ممّا هو معلّم فى نفسه. ثم يجعل ٱستنباطه قولا بلسانه. ينشره بيانًا يحنف قوله فيه عن قول ٱلأبآء. ولا يشرك قولهم فيما يقول. فيتلوا بيانه ويدركه كلُّ من يدرك ويفهم قول ٱلفيزيآء. وبعمله هٰذا يستنبط دليل ٱلرمز. ويتكون ٱلمفهوم لديه. فيجعل ما وصل إليه. بيان علمٍ يعرب عنه بلسان فطرته.
ما فعله هٰذا ٱلناظر. هو ٱلأفعال تلوَ وسأل ونظر وأدرك ورأى ودرس وعلم وٱستنبط وجعل. وهى جميعها وسآئله. للفهم وٱلفقه بما تدل عليه تلك ٱلرموز. وبها يجعل تلك ٱلرموز كلامًا مُّدركًا ومفهومًا بلسانه.
وما ينشره عن عمله هٰذا. هو بيانه عن إدراكه ورؤيته وعلمه وفهمه لتلك ٱلرموز.
وببيانه يكون قد أكمل وسآئل دليل ٱلفعل “قرأ”. وأنَّ ما خرج به نظره. هو “قرء” مُّتشابه مُّبين لِّكلامٍ مُّعجمٍ فى علامة مغلقة “ة”. وهو بيان جزئىّ يتعلق بشىءٍ واحدٍ مِّن أشيآء ٱلتكوين.
ومن ٱلبيان لدليل ٱلفعلين “تلو” وقرأ” ما قاله “جاليلو” عن تلك ٱلرموز وعن وسيلة فهمها وبيانها:
(إن كتاب الطبيعة لا يمكن فهمه ما لم يتعلم المرء أولا كيف يفقه اللغة التي كتب بها, وينطق الحروف التي ألفت منها. فهو مكتوب بلغة الرياضيات ومكوناته هي المثلثات والدوائر وغيرها من الأشكال الهندسية التي من دونها لا يمكن لبشر أن يفهم منها كلمة واحدة, بل إنه يظل يتخبط في متاهة مظلمة) عن ترجمة د. عفيفى محمود عفيفى لكتاب إرنست ماير This is Biology / عالم المعرفة 277/ 2002.
وما قاله “نيوتن” بيّنه ٱللَّـه فى قوله:
“ٱلحَمدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمـٰـوٰتِ وٱلأَرضِ جاعِلِ ٱلمَلَـٰۤـئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِىۤ أًجنِحةٍ مَّثنَىٰ وثُلَـٰـثَ ورُبَـٰعَ يَزيدُ فِى ٱلخَلقِ مَا يَشَـاۤءُ إِنَّ ٱللَّـه عَلَىٰ كُلِّ شَىءٍ قَدِير” 1 فاطر.
لقد أدرك “نيوتن” بيان ٱللَّـه بنظره فى كتاب ٱلحق “الطبيعة”. ورأى بما كُتب فقرأ وقال (كتاب الطبيعة مكتوب بلغة الرياضيات ومكوناته هي المثلثات والدوائر وغيرها من الأشكال الهندسية).
وفيما قرأه “نيوتن” من هذا ٱلكتاب يبيّنه قول ٱللَّـه. فٱلمقدار ٱلمنفصل (ٱلأعداد 1. 2. 3.. وٱلكوانتوم) جُعل مقدارا متَّصلا. منه ما هو معجم على بصر ٱلعين. ومنه ما هو عربىّ تبصره ٱلعين. ومن ٱلمقدار ٱلمتصل خطّ مستقيم وزاوية بجناحين (بعدين). ومنه ذات أجنحة ثلاث “مثلث” ورباع “مربّع” وما يزيد.
لكن ٱلنقل لما قرأه “نيوتن” بلسان “اللغة” أبقىٰه بعيدا عمّا قاله ٱللَّـه عن كتاب ٱلحقِّ.
بهذا ٱلدليل لكلمة “تلو” ولكلمة “قرأ”. يرى ٱلقارئ ٱلفرق بين ٱلكلمتين. فلا يشركهما فى ٱلدليل. ويدرك أنّ ٱلبيان عن جميع ٱلأشيآء. وجميع أطوارها. هو “قرءان” مُّبين. وأنَّ ٱلذى ينشره بيانًا عربيًّا. هو ٱللَّـه ٱلخالق ٱلعليم.
هٰذا ٱلدليل لكلمة “قرأ”. أضاعه لغو وتحريف ٱلكافرين من ءابآء “اللغة العربية”. ومن شاركهم فى لغوهم وألفه فٱتبعه. فقد جعلوا دليل كلمة “تلو” دليلا لكلمة “قرأ”. وكلمة “تلو” لا تدل علىۤ أكثر من تتبع ٱلكلمات ٱلمتعاقبة فى ٱلسَّطر. سوآء ءَكان دليلها مدركًا أم غير مدرك. وهٰذا ٱلعمل هو من أعمال تحريف ٱلكلم عن مواضعه ٱلتى بيَّن ٱللَّـه فاعليها:
“وقالَ ٱلَّذين كفرواْ لا تَسمَعُواْ لِهٰذا ٱلقرءانِ وٱلغواْ فيه لَعلَّكم تَغلِبونَ” 26 فصلت.
“يٰأيُّها ٱلرَّسولُ لا يحزُنك ٱلّذين يُسَـٰرعون فِى ٱلكُفر من ٱلّذين قالوۤاْ ءَامنَّا بأفواههم ولم تؤمن قلُوبُهم ومِنَ ٱلّذين هادواْ سمّـَـٰعُونَ لِلكَذِبِ سمَّـٰـعون لِقوم ءَاخَرين لم يأتوكَ يُحرِّفون ٱلكَلِمَ من بعد مواضِعِهِ” 41 ٱلماۤئدة.
“من ٱلّذين هادُواْ يُحرِّفون ٱلكَلِمَ عن مواضِعِهِ يقولون سمعنا وعصينا” 46 ٱلنساۤء.
“فبما نقضهم مِيثَـٰـقهم لَعنَّـٰهم وجعلنا قلوبهم قَـٰسيةً يُحرِّفون ٱلكَلِمَ عن مواضعه ونسواْ حظًّا مِمَّا ذكِّرواْ به” 13 ٱلماۤئدة.
فٱلتحريف عمل كافرين قلوبهم قاسية يكذبون. وهو عمل يضلّ عن ٱلحقّ. ويضيّق على ٱلناس سبيل ٱلنظر وٱلإدراك وٱلعلم وٱلفهم.
أما كلمة “جعل”. فتدل علىۤ إنزال شىء فى وعآء. فيجليه ويظهره فى هيئة جديدة. ومنه ٱسم “جعيلة” لوعآء كبير فى لسان ٱلأميِّن. تنزّل فيه ٱلحبوب وٱللحم لتطبخ وتتحوّل إلى طعام لذيذ. وهـٰذا ما يفعله ٱلنظر بإنزال للنور فى وعآء شىء. يتلوا ما فيه ويرى ويعلم. فيقرأ ما علم به ورأىٰه بقول يبيّن ما فى ذلك ٱلشىء من منافع. ومثله فعل ٱلترجمة (ترجم فى ٱلعبرى תרגומ) لدليل قول من لسان إنكليزىّ. بإنزاله فى وعآء لسان فرنسى. ومأربُ ٱلجعلِ. هو ٱلدليل وٱلهداية فىۤ إدراك وبيان ذلك ٱلشىء. بتنزيله فى وعآء لسان محول إليه. وهذا ما يفعله علمآء ٱلفيزيآء وٱلبيولوجيا. فيجعلون (ينزّلون ويجلون ويظهرون) ٱلرموز ٱلمُعجمة فى ٱلشىء رموزًا مُّدركة. تدل بلسانهم ٱلأمىّ علىۤ أمرٍ يغيب فى ٱلشىء ٱلمنظور فيه. وعلى فعله فى وسم ذلك ٱلشىء بما يميّزه عن ٱلأشيآء ٱلأخرى. ويجرى ذٰلك بجعل ٱلرموز ٱلمُعجمة كلمات مَّنطوقةً ومخطوطة. بلسانٍ يُعرب ويبيِّن ما هو معجم فى ٱلشىء ٱلمبصر. وبه يتطور دليل ٱلشىء ومفهومه.
مثل هذا ٱلجعل. هو ما رأىٰه علمآء ٱلبيولوجيا فى فعل ٱلريبوزومات فى مآء (سيتوبلازما) ٱلعلقة (ٱلخلية). فهى تجعل (تنزّل وتجلى وتظهر) ٱلأحماضَ ٱلأمينيَّةّ ٱلمصفوفة فى شريط ٱلمرسال “د ن ا /mDNA” بروتيناتٍ.
فٱلفعل “جعل” هو وسيلة جَلِى وترجمة (polish & translate) ٱلأمر ٱلعجمىَّ. إلىۤ أمر عربىٍّ. وٱلَّذى جُعل “قرءانًا عربيًّا”. هو عِلم مُّعجَم فى ٱلتكوين على ٱلبشر. وما كان معجما عليهم. هو دين ٱلحقِّ فى هيۤئة رموز لمقدار فيزيآء فى ٱلشىء ٱلميِّت. كما قال “جاليلو”. ورموز لمقدار بيولوجيا فى ٱلشىء ٱلحىِّ. وفيها هداية للشىء فى تكوينه وفى علاقاته مع ٱلأشيآء ٱلأخرى.
وٱلقرءان ٱلعربىّ هو بيانُ وتبيانُ يبدى ويظهر ويعرب ما تدلُّ عليه رموز ٱلأشيآء ٱلمُعجمة. منزّل ومترجم بلسانٍ عربىّ ينطق به ٱلبشر. بقوَّة منهاج معلّم فى ٱلنفس ينفطر منها “وعلَّم ءَادم ٱلأسمآء كلَّها”. وقوله يجلى ويظهر ٱلحقّ. يترجمه بلسان عربىٍّ مُّبين.
فٱلقرءان ٱلعربىُّ. هو جعل لرموز مقدار تكوين ٱلأشيآء جميعها بيِّنة بلسان فطرة لا عُجم ولا خفآء فيه. وهو ما يدل عليه تكوين كلمة “قرءان”. فهو قرء كلىّ. وبيان مُّطلق. يبلغنا عن جميع ٱلحقِّ فى كلِّ وقت بلسان عربىٍّ مُّبينٍ.
أمَّا ٱلأشيآء ورموز مقدارها. فهى ٱلتى جُعلت أسمآء. وكلُّ شىء صورتُه فى ٱلأسمآء كلها. وٱلصورة هى ٱلتى عُلِّمت فى قلب ءادم. تنفطر منه صوتا وخطًا بهيئة مقدار. كما هو ٱلتعليم فى صناعة مناهج كومبيوتر.
فٱلقرءان بيان وتبيان عن ٱلأشيآء ٱلمنفطرة ذات أجنحة مثنى وثلٰث وربٰع. وعن رموزها ٱلظاهرة لبصر ٱلعين وٱلغاۤئبة عن بصرها. بلسان فطرة يبديها. ويبيّنها من بداية فطرتهآ إلى عودتهآ إلى بداية جديدة.
وهو وسيلة ٱلعالم ٱلبصير إلى ٱلعقل مع ٱلحقِّ ٱلمنظور فيه. وبه سبيل ٱلناظر إلى ٱلعقل مع ما يكشفه نور ٱلنظر وٱلبحث فى سنّة ٱلأشيآء ٱلمفطورة وفى رموزها. وفى ٱلوصول إلى تصديق ٱلبلاغ ٱلعربىِّ. وٱلاطمئنان إليه وإلى لسان فطرة ٱلمبعوث فيهم.
بهٰذا ٱلمفهوم لدليل ٱلفعل “جعل”. يتبيَّن أنَّ كتاب ٱللَّـه ٱلقرءان. هو جعل (ترجمة) لِّمقدار ٱلعدَّة وقوى ٱلفعل ٱلمُعجمة فى ٱلتكوين ٱلميت وٱلحى (فيزيآء وبيولوجيا). ولسبيل تسوية جميع أشيآء ٱلحقِّ. ووسيلة جعله. لسانُ فطرة بشرٍ مَّنطوق ومخطوط.
هذا ما لَغَوَ فيه ٱلكافرون. وهم ٱلمتعلمون من شعرآء وخطبآء وكهان من قوم ٱلرسول. وحرفوه وصنعوا منه لسان تعليم لطاغوت مشركين. يضلّون أبنآءَهم عن ٱلحقّ ويغلق عليهم سبيل ٱللَّـه. وفى ديارهم تهيمن مفاهيم طاغوت. فسق أبنآؤه عن أمر ٱللَّـه. ولسان حالهم ٱلكاذب وٱلمقيت “أهل مكّة أدرى بشعابها”. وهم ٱلذين لا يدرون أنَّ “مكَّة”. لا يدرى بشعابهاۤ إلا من عَبَدَ ٱللَّـه وسلك سبيله. وسار فى ٱلأرض لينظر كيف بدأ ٱلخلق. يتلوا. ويجلى. ويترجم ما نظر ودرس فيه وقرأه كما فعل “نيوتن”. وعقل ما قرأه مع قرءان ٱللَّـه. وهو ما لم يستطع “نيوتن” فعله.
وعبد ٱللَّـه هو ٱلذى يرىۤ أنَّ فعل ٱلمكِّ. هو فعل قوّة ساحبة فى ٱلتكوين. تجرى فى ظلام داخل علامة. يكشف عنها بنور ٱلرؤية لنظره. ويقرأ ما فى ٱلعلامة ويبينها. ويحنف بما يقوله عنها عمّا قاله ٱلأولون.
ويعلم أن ما يجعل ٱلكواركات مآء سداسى ٱلوجوه. يبقى معجما فى ٱلظلمات حتى يكشف عنه نور نظر ناظر. فينيره. ويصبحه. ويبينه محوّرًا بلونه ٱلأبيض. كما هو لون ٱلثلج ذو ٱلجزيئات ٱلمكعبة.
لقد صار ٱلتَّصويب للغو وتحريف ٱلكافرين من قوم ٱلرّسول. أكبر من أعمال ٱلنظر. ويأخذ حظها من ٱلوقت.
إلاۤ أنَّ أعمال ٱلنظر لا تنتظر ٱلتصويب. لما لغو فيه وحرفه ٱلطاغوت وكهنوته. فبعض ٱلناس فى ديار بعيدة عن ديار قوم ٱلرسول. سبيل ٱللَّـه مفتوح فى ديارهم. وهم ينصرفون لأعمال ناظرة باحثة عن ٱلحق. فى ظاهره وفى غيبه. تجليه وتترجمه. ولهم فىۤ أعمالهم قروء. يرون بها كيف بدأ ٱلخلق فى ٱلغيب وٱلزمان ٱلبعيدين. وهم فىۤ أعمالهم يعبدون ٱللَّـه. ٱلذى وعظ بٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق. ولكنّهم يعبدون وأكثرهم لا يخلصون. بسبب غياب للهداية ببيان ٱللَّـه فى كتابه “ٱلقرءان” عنهم.
من بعد ٱلعرض لتطور فهم دليل ٱلاسم “مكَّة”. ٱلذى يجعله من كلمات بيان ٱلفيزيآء. ٱلموافق لدليل ٱلقول vacuum energy بلسان فطرة ٱلإنكليز. وقد جآء فيه أنَّ إدراك وفهم دليل ٱلاسم. يبدأ من ٱلعربىّ ٱلمشاهد. وينتقل بتطوره إلى ٱلغيب. أرىۤ أن يمرَّ عملى على دليل ٱلاسم. بما يتعلق بٱلسلطة فى ٱلمجتمع ٱلذى تديره هيئة تتكون من بعض أفراده.
فهٰذه ٱلهيئة إمَّاۤ أن تقوم سلطتها بطغوى دين فئة من أبنآء ٱلمجمتع. ولا تخضع للسؤال عمَّا تعمل. فتغلق سبيل ٱللَّـه على ٱلناس. ولا تترك لأفراد مجتمعها خيرة فى ٱلرأى وٱلموقف. وتجعل منهم مشركين. وتبكّ من مجتمعها جميع مَن يطلب لنفسه سبيل ٱللَّـه.
وإمَّاۤ أن تقوم سلطتها بشرع معروف من ٱلدِّين فى عهد وميثاق (دستور). بين جميع فئات مجتمعها. وله تَدِينُ فيما تحكم وتأمر وتنسك. وتحرص على فتح سبيل ٱللَّـه للجميع. فيهاجر إليها مهاجرون من جميع شعب ٱلأرض. تمكّهم إلى بطنها وتؤلّف بينهم وبين ٱلأهل.
ودين كلٍّ مِّنَ ٱلهيئتين هو ٱلذى يحدد ٱسمها. فٱلهيئة ٱلتى تتسلط وتطغى بفئتها وتغلق سبيل ٱللَّـه على ٱلناس. هى سلطة طغوى تستمد حياتها من أسلوب ٱلمكِّ لكلِّ شىء كٱلمكوس (ٱلضرآئب وٱلرسوم). وٱلسخرة وٱلإكراه على خدمة فى جيشها. وإكراه ٱلناس على ٱتباع دينها ٱلمشرك. وبهذا ٱلمكِّ يغلق على ٱلناس سبيل ٱللَّـه ويبكّهم مهاجرين فى ٱلأرض.
أمَّا ٱلهيئة ٱلتى تستند فى حكمها وأمرها بين فئات ٱلمجتمع. على شرع معروف من ٱلدِّين. وله تَدين ولا تفسق عليه. ولا تقعد فى سبيل ٱللَّـه. وجميع ٱلأعمال فى مجتمعها تطوّع. فهى سلطة مدينة لشرع معروف. يكشف ٱلنور جميع جوانب حياتها وتمكّ مهاجرين إليها.
وٱلسلطة ٱلمَدينة هى ٱلتى تقوم وتدين لعهد وميثاق. فيه شرع قيامها ٱلمعروف. وبه تحكم وتأمر. ولا تأمر بمنكر ولا بإكراه وسخرة ولا بمكوس.
ولأمرها شورى فى ٱلرأى. ولها فى ٱلشورى ٱليوم وسيلة سريعة فى ٱستفتآء للأرآء عبر وسآئل ٱلإعلام ٱلمختلفة.
وحاجتها من ٱلأموال تأتى بها ٱلصدقات.
وٱلدفاع عنها يحدث بتطوع أبنآئها.
مثل هذا ٱلتطور فى فهم ٱلدليل وٱلمفهوم. هو ما منعنى من نشر بيان (قاموس) لدليل ومفهوم ٱلكلمة يحمل ما وصلت إليه من علم فيهما. وقد ٱتبعت سبيل ٱلكتابة لبيان ما ينزّل إلىّ من علم من دون وضع له كفهم أخير لدليل ومفهوم ٱلكلمة. وهذا ما منعنى من نشر بيان (قاموس) للكلمات فى كتاب ٱللَّـه. فكتاب ٱللَّـه بيان لكلِّ شىء. ومآ أعلمه من ٱلأشيآء قليل ومحدود بوسآئلى.